على الرغم من تأكيد السلطات العراقية استكمال كافة الاستعدادات الخدمية والأمنية في مدينة الفلوجة لعودة أكثر من 20 ألف عائلة نازحة إلى منازلهم.قال نازحون من الفلوجة ممن حاولوا العودة ولم يسمح لهم أنهم ممنوعون من الرجوع لمنازلهم بأوامر من جهات أمنية عسكرية وأخرى بإصرار من ميليشيات الحشد الشعبي بحجة إعادة تدقيق أسماء السكان المثبتة باستمارة التعبئة الأمنية لكل عائلة بقوائم متهمين بالارتباط مع تنظيم الدولة الإسلامية من قبل خمسة جهات إستخباراتية والحشد أبرزها، وفق قولهم.
وأشار أحد النازحين إلى أن هذا الاجراء المعرقل لعودة آلاف المواطنين يثير المخاوف لدى طيف واسع من أهالي الفلوجة أن يواجهوا مصيرا مشابها لمصير محافظات ومدن سُنيّة كانت الميليشيات استعادتها من قبضة تنظيم الدولة، ولم تتمكن أي أسرة من العودة إليها حتى الساعة كحال نازحي صلاح الدين، وديالى، وجرف الصخر شمال بابل، بذريعة تنظيفها من الالغام، وما فاقم معاناة العائلات النازحة هي أنها دون مأوى. وكان ما يسمى برئيس الوزراء حيدر العبادي قد أصدر مؤخرا أمرا لمختلف صنوف أجهرة الدولة الأمنية دون إستثناء وفي مقدمتهم الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية تحت راية ميليشيا الحشد الشعبي بالسماح لعودة العائلات النازحة إلى مدينة الفلوجة وضواحيها سريعا.ويقول أبو أحمد (53 عاما) أنه مُنع من دخول الفلوجة على أحد حواجز الأمن لعدم وجود إسمه من بين قوائم الأسر المسموح لها بالعودة كما أخبروه عناصر ميليشيا الحشد الشعبي الذي بات معظهم يرتدون زي القوات النظامية العراقية.وأضاف: عدت أدراجي مع أفراد عائلتي إلى مخيمات عامرية الفلوجة، كنا نحلم طيلة الفترة الماضية بالعودة لمنازلنا مع حلول عيد الأضحى لمغادرة حياة بؤس النزوح الصعبة لقساوة تحمّلها، لكنّ أحلامنا سُرعان ما تبددت.وأوضح: «رغم دعوات الحكومة المستمرة لعودتنا إلى مناطقنا لكننا تفاجأنا برفض ميليشيات شيعية ماتزال تمسك بملف الفلوجة الأمني، وتضرب بعرض الحائط أي أمرا يصدر من رئيس الوزراء حيد العبادي؛ مما يجعلنا أكثر يقينا بأن الحديث عن تغير ديمغرافي لم يعد خفيا على أحد، وإن إمكانية عودة السكان للأحياء التي هجرتها مجددا ما هي إلاّ مجرد لعب بمشاعرنا»، وفق تعبيره.أما النازح عمر الجميلي (40عاما) اضطر بعد منعه من دخول الفلوجة التي عاش فيها إلى المكوث هو وعائلته المكونة من تسعة أفراد وسط خيمة صغيرة أنشأها بنفسه وسط الصحراء على مقربة من السور الجديد الذي أحيطت به الفلوجة، مقاوما ارتفاع درجة حرارة الشمس، وتقلّب ظروف المناخ.ويقول : هناك جهات لا ترغب على الإطلاق بإعادتنا لمناطقنا السكنية وما قيل عن إعمار المدينة والمساجد فإنها أخبار لا تعدو كونها ادعاءات فارغة للإستهلاك الإعلامي، ولم يكتفوا بعمليات ممنهجة للحرق والتخريب وتشويه وجه المدينة حتى أصبحت اليوم عبارة عن أطلال»، !!
الفلوجه.. العراق: ميليشيا «الحشد الجحشي» الشيعي تمنع سكان الفلوجة من العودة إلى منازلهم!!
17.09.2016