في كارثة جديدة هزت الرأي العام في تونس، أسفر حادث مرور جد صباح الأربعاء بمنطقة خمودة التابعة لمحافظة القصرين عن مقتل وجرح عشرات التونسيين بينهم البعض حرقا ودهسا.وأعلنت وزارة الداخلية في بلاغ لها أن حادث مرور تمثل في اصطدام شاحنة من النوع الثقيل محملة بكمية من الإسمنت في مرحلة أولى بحافلة تابعة للشركة الجهوية للنقل بالقصرين إثر عطب في مكابح الشاحنة تسبب في انحدارها وارتطامها بالحافلة المذكورة.وأضافت الوزارة أنه في مرحلة ثانية ارتطمت الشاحنة بعمود كهربائي للضغط العالي مما تسبب في سقوطه على عدد من السيارات واشتعال 15 منها، حيث تزامن الحادث مع السوق الأسبوعية بالمنطقة المذكورة.وكشفت الداخلية التونسية عن سقوط 15 قتيلا من بينهم سائق الشاحنة وتعرض 71 آخرين إلى إصابات مختلفة.وفي سياق متصل، أطلق المسؤولون بالمستشفى المحلي بالقصرين نداء عاجلا للتبرع بالدم إثر الحادث الأليم، وطالب المستشفى بتعزيزات من مستشفيات أخرى بسبب ارتفاع عدد القتلى و الجرحى.من جهتها أكدت وزارة الصحة التونسية في بلاغ لها أنه تم تخصيص 10 سيّارات إسعاف مجهّزة وفرق مختصّة في الطبّ الإستعجالي لإسعاف وإنقاذ المصابين.وأضافت الوزارة أن مصالحها حرصت على تأمين الإحاطة النفسية اللازمة للمصابين وعائلاتهم ومساعدتهم على تجاوز الآثار النّفسيّة لهذا الحادث الأليم، وتعهّدت بعلاج المصابين بكلّ من المستشفى الجهوي بالقصرين ومستشفيات القيروان وسوسة وتونس وبن عروس.وخلّف الحادث المأساوي غضبا كبيرا في صفوف رواد مواقع التواصل الإجتماعي كما عاينت ذلك “وطن”، وقالت الصفحة الإخبارية “Jaw gsarnia” “حوالي 100 جريح و محروقين و اكثر من 20 قتيل يتداوون في يسعفون في قسم استعجالي به 5 اسرة و سريران فقط للعناية المركزة بالقسم، قتلى و جرحى ملقاة في بهو المستشفي، عجز طبي وشبه طبي على مجاراة نسق الإسعافات لكثرة المصابين و قلة التجهيزات و قلة الإطارات الطبية و الشبه طبية وضيق الأقسام الإستشفائية، كما أن جميع الإطارات شبه الطبية والطبية بالقصرين الذين كانوا خارج إطار العمل هبوا للمستشفى للمساعدة لكن لا يكفي”.وعلّق موقع “المنبر نيوز” قائلا “صور تدمى لها القلوب، وضع كارثي بمستشفى القصرين، أجساد بريئة إحترقت و أرواح صعدت إلى بارئها هكذا يوصف الوضع صباح اليوم في القصرين… حكومة جديدة، وزراء جدد و اجتماع في قصر قرطاج برئاسة ”رئيس كل التونسين” والإبتسامة تعلو محياهم.”وقال الأستاذ الجامعي “أحمد بوعزي” “أهالي القصرين. بعد سقوط حوالي 21 ضحية في اقل من ساعتين نتيجة ارهاب وحوادث. القنوات التونسية ترد الفعل”.وكتبت صفحة الموقع الإخباري “تونيزياليكس TunisiaLeaks” رئيس الجمهورية خارج التغطية ! يبدو ان القصرين أبعد جغرايا من فرنسا ! ألا يعتبر ما حصل في القصرين بمثابة الكارثة ؟وكتب المدون “ياسين العياري” على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” إن “تونس سبعة، ستعلن الحداد حين تموت قطة في باريس، نسمة، ستقطع البرامج، كيف يموت ولد الأعيان، الرئيس سيحرك مؤخرته، كان للذهاب لتعزية سفير فرنسا، أنتم شعب بلاش إمالي.. شعب يتيم!، إحمدوا ربي، الحكومة ما عملتش حفلة راقصة على جثثكم و جثث أهاليكم كيما هاك العام في حادث القطار. لا أحد يحس وجعكم، لا أحد سيبكيكم، فأنتم بف بف، و مذنبون!!! فقد عكرتم عليهم حكمهم!”وأضاف “ربما كان تقعدوا عاقلين يبعثولكم دبوزة زيت و باكو سميد و ينتدبو منك 100 اخرين يعسوا في الاجبال على السهارة أولادهم، أما التنمية و الشغل و الكرامة و العدالة، تي ماهم حلوا قهوى في اللاك عاد! كم أكره هذا الهلام الذي سموه وطن.. هو لهم وطن يعطي و يحن، أما لنا، فهو إهمال و إذلال و إستغلال و ربع كفن!”بدوره علّق الصحفي التونسي “سمير ساسي” قائلا “رحم الله شهداء حادث المرور المريع في القصرين هذا الحادث يجعلنا نسأل الدولة ومن عليها اما ان لكن ان تصلوا بعد الى القصرين وما شابهها من جهات منسية الهذه الدرجة طال بكم الطريق”.وأضاف ساسي “الى الشاهد وحكومته ان شهداء حادث المرور ارتفعوا الى الله يشهدون على تجاهلهم من الدولة وانت الان الشاهد الاول على ماساتهم فدع عنك التفكير في التقشف ووجه نظرتك صوب القصرين وغيرها من داخل البلاد هناك هي البوصلة والا فان قمامة التاريخ في انتظاركم كما انتظرت من كان قبلكم”.من جهته، كتب الإعلامي سمير الوافي على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” “قدر هذا الوطن التعبان أن تتعدد فيه طرق موت المواطن…فمن لم يمت باللوالب الفاسدة أو بإهمال طبي…مات بالارهاب…ومن نجا من الارهاب مات في حادث فظيع نتيجة إهمال وتهور آخر…كما حدث اليوم في القصرين…التي نجت البارحة من مجموعة ارهابية خطيرة…فحصد اليوم حادث فظيع عشرات الأرواح من سكانها…بسبب إرهاب الطرقات…وإرهاب الفساد الذي مكن تلك الشاحنات المخالفة من الوصول الى مناطق ممنوعة عليها…ومن السير في الطرقات بشهائد فحص فني تعطى بالرشوة…قدر قاس على الزوالي ووطن غلا فيه كل شيء الا دم مواطنيه…أخطر من الأزمة الاقتصادية والمالية التي يحذرنا ويخوفنا منها الجميع…هناك أزمة الضمير…لن تحل أي أزمة أخرى قبل حل هذه الأزمة أولا…!”وتناقل ناشطون تونسيون على صفحات موقع التواصل الإحتماعي “فيسبوك” صورا ومقاطع فيديو مروّعة للحادث، تظهر جثتًا متفحمة واشتعال النيران في عدد من السيارات ودماءً على الأرض، تعتذر عن عدم إمكانية نشرها لاحتوائها على مشاهد قاسية.!!
تونس..تونس: مقتل وجرح أكثر من 80 تونسيا بعضهم دهسا وحرقا جراء حادث مروّع والمسؤولون في قفص الإتهام!!
31.08.2016