أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
فلسطين : العيد في غزة.. الفرحة حاضرة رغم الآلام والحصار!!
07.07.2016

على الرغم من الجراح التي تنكأ منازل ذوي الأسرى والشهداء في قطاع غزة، إلا أنه لا زال هناك ما يميز أجواء عيد الفطر السعيد في شوارع وأزقة مخيمات وأحياء القطاع، ويضفي على تلك الأجواء الجميلة "زينة الشوارع" و "أفراح الأطفال" التي لا تسعها في مثل هذه الأيام أفراح وأتراح.ومع تواصل الحصار على القطاع منذ نحو عشرة أعوام متتالية، وتراجع الوضع الاقتصادي، إلا أن كل تلك الأجواء لم تعكر من أجواء الفرح الكبير لدى آلاف العوائل بالاحتفال بعيد الفطر.وما أن يؤدي المواطنون صلاة العيد في الصباح الباكر، وينتشرون منقسمين بين زيارات عوائل الشهداء والأسرى على مجموعات متفرقة، أو زيارة الأقارب حتى تفوح روائح "الفسيخ" و "الكعك" وأنواع الحلوى المختلفة، في المقابل يتجمع الأطفال أمام المنازل يلهون ويلعبون وهم يمدون أياديهم ببراءة طلباً للمال من هذا وذاك، وفي صورةً أخرى أُمٌ تزور قبر نجلها الشهيد، وأخرى تضع صورة ابنها الأسير وعيناها تدمع أملاً في أن يكون العيد المقبل وهو بين أحضانها ويزين منزل عائلته.وتستغل والدة الشهيد "خالد فريج" من حي الشجاعية، صباح عيد الفطر من هذا العام لزيارة قبر نجلها الذي استشهد في عام 2008 إثر قصف إسرائيلي على الحي شرق مدينة غزة.وتقول أم "خالد" على الرغم من مرور السنوات الطويلة على استشهاد ابني البكر إلا أنني استغل أول يوم من الأعياد لزيارة قبره، ولا أقطعه على الدوام حتى في الأيام العادية وفي رمضان، فكم نشعر بحاجتنا لوجوده جانبنا، وكم يفتقده أبناؤه الأطفال، ورغم الجرح الغائر فينا إلا أننا لا نبكي على رحيله بقدر ما نسأل الله أن يكون شفيعاً لنا، ونفعل كل ما بوسعنا لإسعاد أطفاله الذين حرمهم جبروت الاحتلال منه، ولا نبخل عليهم بشيء إلا ونجلبه إليهم.وبين أحزان أم العبد، ودموع أمهات وزوجات الأسرى اللواتي ينتظرن لقاء أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال، تبقى الصورة في منازل الغزيين تختلف من منزل شهيد لا زالت إسرائيل تحتفظ بجثمانه وآخر أمه تحتضن قبره، في حين تنتظر أُم أسير أملا يبرق من بين الزنازين لعلها تسمع صوت نجلها أو يصلها رسالة منه أو خبر عنه يخفف عنها هموم الزمن.وعلى الجهة الأخرى من الآلام يأمل العشرات من الأسرى المحررين المبعدين إلى قطاع غزة، وكذلك مبعدي كنيسة المهد في أن يأتي العام المقبل وقد انتهت معاناتهم بالبعد عن ذويهم والاحتفال معهم بالأعياد وكذلك حضور رمضان إلى جانبهم.وتشهد الساعة الأولى عقب أداء صلاة العيد إقدام العشرات من المواطنين بزيارة عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، فيما تزين الشوارع بـ "البلالين" و "رايات وتهاني الفصائل" والكتابة على الجدران في أجواء جميلة يزينها الأطفال بألعابهم التي لا يذهب فيها عن أذهانهم الاحتلال الإسرائيلي، فتجد غالبية عظمى من الأطفال يلجؤون إلى لعب ما يُعرف بـ "لعبة اليهود والعرب"، ويلاحقون بعضهم بالأسلحة البلاستيكية.وفي منزلها الصغير بمخيم جباليا شمال القطاع، تحافظ الحاجة "أم محمد السحار" مع أول يوم عيد من كل عام، على صنع "سمك الفسيخ" وتعتبره تراثاً لا يمكن أن تستغنى عنه.وتقول لـ "القدس" دوت كوم، الفسيخ والكعك والمعمول جميعها أعمال لا يمكن أن استغني عن فعلها في أول يوم من الأعياد، ولا يمكن أن استغني عن دعوة أبنائي وبناتي المتزوجين لتناول الطعام في ثاني أو ثالث أيام العيد وخاصةً "المفتول".وشهدت ليلة اليوم الأول من عيد الفطر، اكتظاظا شديدا في الأسواق حتى ساعات الفجر، في حين عجت "صالونات الحلاقة" بالمواطنين الذين توافدوا حتى الصباح الباكر من يوم الأحد إلى الصالونات التي يعتبر أصحابها هذه الفترة من أهم "المواسم الربحية" لهم، ويتم استغلال أيام ما قبل العيد في كسب الرزق الوفير من المواطنين الذين ملؤوا المحال.وما بين الآلام والأحزان التي لا تنتهي في فلسطين، وبين التطلعات والمستقبل وحب قضاء العيد بما هو أجمل، يبقى الفلسطيني بكل الأحوال رهينةً لواقع مؤلم يعيشه منذ عشرات السنين. المصدر: القدس" دوت كوم"!!


1