أحدث الأخبار
السبت 18 أيار/مايو 2024
الفلوجه..العراق : بعد خراب الفلوجه ومقتل 13 الف مدني: العبادي يعلن سقوط الفلوجه وآشتون: استعادة كامل الفلوجة تتطلب مزيدا من القتال!!
18.06.2016

أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مساء اليوم الجمعة "تحرير مدينة الفلوجة" من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، غير أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أكد أن القوات العراقية استعادت جزءا من المدينة فقط.وصرح العبادي في كلمة متلفزة "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة، وها قد عادت الفلوجة، قواتنا أحكمت سيطرتها على داخل المدينة، لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات القادمة"، وقال إن "القوات الأمنية وفت بوعدها وحررت الفلوجة".ودعا عناصر تنظيم الدولة إلى "الرحيل من أرض العراق"، وقال "لا مكان لداعش في العراق.. ارحلوا عن بلدنا، فالعراق للعراقيين"، وأكد أن جميع العراقيين شاركوا في استعادة المدينة، وتعهد بتوجيه الاهتمام لاستعادة مدينة الموصل كبرى المدن العراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي إن القوات العراقية استعادت جزءا وليس كل مدينة الفلوجة، وأبلغ كارتر الصحفيين بوزارة الدفاع (البنتاغون) "ما زال الأمر يتطلب مزيدا من القتال".وكانت مصادر أمنية أعلنت الجمعة أن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي وسط الفلوجة ورفعت العلم العراقي فوق عدد من المباني، وذلك بعد أربعة أسابيع من انطلاق عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد خمسين كيلومترا غرب بغداد.من جانب آخر، أكد العبادي أنه طلب من جميع مؤسسات الدولة "الاستنفار لرعاية المدنيين وتوفير المساعدة لهم، وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة ورعاية أمن المواطنين".ووجه رسالة إلى أهالي الفلوجة، قائلا "قواتنا ضحت من أجل أن تعيشوا بأمن وسلام، اليوم نريد أن يكون هناك أمن وسلام في الفلوجة لعودتكم والعيش فيها.. هدفنا صيانة حرمات جميع العراقيين، هذه مدينتكم ستعودون إليها سالمين".ونشرت مليشيات الحشد الشعبي صورا تظهر المئات من أفرادها وهم يدخلون الفلوجة رغم تعهدات وتصريحات سابقة من الحكومة العراقية بأن الحشد لن يدخل الفلوجة.وترافق تقدم القوات العراقية نحو الفلوجة مع مغادرة آلاف النازحين من المدينة خوفا من استمرار العمليات العسكرية، أو تعرضهم لأعمال انتقام من الأطراف المتقاتلة.وأكد قائد عمليات الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي، ـ"، "أن القوات العراقية استعادت الفلوجة وباتت تحت السيطرة"، لافتاً إلى أن "دفاعات داعش انهارت في أغلب المناطق، ولديه حالياً جيوب ضعيفة في الجزء الشمالي من الفلوجة"، معلناً أنه "تمت السيطرة على 80 في المائة من الفلوجة، ونرجّح بحلول الغد (اليوم السبت) أن تكون اكتملت العملية". وحول أصوات إطلاق النار المستمرة داخل المدينة، قال: "هناك جيوب لمسلحين يتم الاشتباك معهم".من جهته، قال العقيد في الجيش العراقي سالم الفلاحي ، إن "الفلوجة التي كانت واحدة من أغنى مدن العراق وأجملها باتت خراباً بسبب داعش أولاً وأخيراً". وأضاف: "مدينة خرجت عن سلطة الدولة من الطبيعي أن تتم استعادتها مهما كلف الثمن". وحول الوضع العام في المدينة، لفت الفلاحي إلى أن "هناك جثث مدنيين منتشرة في الشوارع وتحت الأنقاض لأطفال ونساء ورجال، وبعض الجثث تعفّنت ولم تدفن". أما عن عناصر "داعش" فقال إن "الكثير منهم هربوا، والأجانب منهم فجروا أنفسهم أو ما زالوا مختبئين في المدينة".أما الشيخ سعد العسافي، القيادي في مجلس العشائر المنتفضة ضد "داعش" والمؤلف من نحو 40 عشيرة تشارك في جهود "تحرير" المدن العراقية من التنظيم، فقال إن "مشهد الفلوجة بات مألوفاً في كل المدن العراقية، إذ يدخل داعش المدينة بعد هروب الجيش أو بسبب خيانة وما أكثرها في العراق، فيهرب السكان إلى الخيام وتتلقفهم مليشيات الحشد تعذيباً وقتلاً، فيما ترفض حكومة بغداد إدخالهم إلى عاصمتهم وتفرض عليهم شروطاً شبيهة بشروط الحصول على تأشيرة دخول لدولة ما، ثم بعد أشهر قليلة يحشد الجيش والمليشيات قواته فيهاجمون المدينة ويدمرونها بالكامل وينسحب داعش منها". وأسف العسافي لهذا الأسلوب "القريب ليكون استلاماً وتسليماً"، معتبراً أن "داعش بات أداة معروفة ولصالح من تصب أعماله".استرداد الفلوجة جاء بفاتورة باهظة، مع سقوط آلاف القتلى والجرحى من الجيش والمليشيات على مدى أيام المعركة، وفق ما تكشفه مصادر عسكرية عراقية في وزارة الدفاع ببغداد. وقال عميد في الجيش العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "كلفة الحرب على الفلوجة تجاوزت 6 آلاف قتيل وجريح من الجيش والشرطة والمليشيات"، موضحاً أن "غالبية الضحايا من المليشيات وسقطوا في محاور الكرمة والصقلاوية والنعيمية"، لافتا إلى أن "المعركة قُتل فيها ما لا يقل عن 800 عنصر من تنظيم داعش". فيما بلغ عدد الضحايا من أهل الفلوجة 13 ألف مدني بين قتيل وجريح منذ سقوط المدينة بيد "داعش" مطلع العام 2014 عقب هروب الجيش منها واستسلام الشرطة المحلية له، من بينهم خمسة آلاف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق إحصائية لمستشفى الفلوجة!!


1