غادر محتجون المنطقة الخضراء في بغداد والتي اعتصموا فيها لمدة 24 ساعة، أمس الأحد، بعد أن حددوا مطالب للإصلاح السياسي، لكنهم تعهدوا بالعودة بحلول نهاية الأسبوع لمواصلة الضغط. وكانت الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة والبرلمان) أدانت اقتحامهم مبنى البرلمان السبت الماضي، معتبرة ما حدث «تجاوزا على هيبة الدولة ويستدعي مقاضاة المعتدين».وأصدر المحتجون في المنطقة الخضراء مجموعة من المطالب منها تصويت برلماني على حكومة تكنوقراط واستقالة الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب وإجراء انتخابات جديدة.وقالت متحدثة باسم المحتجين في كلمة بثها التلفزيون إنه إذا لم يتحقق أي من المطالب فإنهم سيلجأون إلى «كل الوسائل المشروعة» ومنها العصيان المدني. وخرج مئات المحتجين بسلام من المنطقة الخضراء بعد ذلك بدقائق.وجاءت النهاية السلمية للاحتجاجات بعد أن ترأس العبادي اجتماعا عالي المستوى أمس الأحد ضم الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب وعددا من رؤساء الكتل السياسية.وفي بيان صادر عن المقر الرئاسي بعد الاجتماع قرر الحضور «مواصلة اللقاءات بين الكتل والقوى السياسية كافة بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة من أجل ضمان حركة إصلاح العملية السياسية إصلاحا جذريا».كما تضمن البيان «إدانة اقتحام مجلس النواب والاعتداء على عدد من أعضاء المجلس»، معتبرا ما حصل «تجاوزا خطيرا على هيبة الدولة وخرقا فاضحا للإطار الدستوري يستدعي مقاضاة المعتدين أمام العدالة».كما أدان البيان «بشدة الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي طالت المدنيين في منطقة النهروان ومدينة السماوة».وقالت الشرطة ومسعفون إن انتحاريين فجرا نفسيهما في سيارتين ملغومتين مما أدى إلى مقتل 32 شخصا على الأقل وجرح 75 آخرين، أمس الأحد، في وسط مدينة السماوة الجنوبية. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن التفجيرين.ويحظر على معظم العراقيين دخول المنطقة الخضراء منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وهي منطقة تبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة على ضفة نهر دجلة وتضم مباني حكومية وعددا من السفارات الأجنبية. ولم يحدث منذ ذلك الحين أي اختراق مماثل لما حصل في الساعات الماضية.وهدم مئات الأشخاص الجدران الخرسانية المقاومة للتفجيرات واقتحموها ليحتفلوا داخل البرلمان وليهاجموا عددا من النواب.وظل الكثير من المحتجين وبينهم بعض النساء والأطفال في الميدان أمس الأحد. ولجأ معظمهم إلى القاعات للاحتماء من درجات الحرارة التي وصلت إلى 37 درجة مئوية، في حين استلقى آخرون على العشب الأخضر أو نزلوا إلى نافورة كبيرة يعلوها تمثال عسكري هربا من حرارة الجو.وقال محتج يدعى همام (32 عاما) إنه يشعر بالصدمة من التباين الصارخ بين الفقر الذي يعيش فيه معظم العراقيين مثله وبين الترف الذي تنعم به المنطقة المركزية التي لم يسبق له الدخول إليها.وقال «توجد كهرباء والشوارع مضاءة وهناك الكثير من المياه أكثر مما توقعت، حتى النباتات مختلفة».وتابع «من حق الناس دخول هذه المنطقة لأنهم (الساسة) يعيشون في ظل أوضاع ليست موجودة في العراق. لم أتخيل أن هذا الشيء موجود في العراق».وقال محتج آخر إنه يرغب في رحيل الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. ووصف البرلمان بأنه «مجلس من الخونة».وأضاف «لم يفعلوا شيئا جيدا للعراق… الدمار فقط والصراعات الطائفية والجوع دون وجود أي خدمات».وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أفلاما أظهرت المتظاهرين في ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء وهم يرددون هتافات مناهضة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني ولإيران بشكل عام ومنها «إيران برة برة … العراق تبقى حرة». كما تم بث صور للمتظاهرين يضربون النواب ويدوسون صور المالكي والحكيم، ويعبثون بصور الرئيس العراقي.إلى ذلك أرسلت فصائل الحشد الشعبي، تعزيزات عسكرية ولوجستية الى مناطق محيط بغداد التي تعرف باسم «حزام بغداد» وذلك خشية من حصول هجمات على العاصمة!!
بغداد..العراق: أنصار الصدر ينهون اعتصامهم في المنطقة الخضراء ويهددون بالعودة!!
02.05.2016