ما كادت الآمال بإنهاء الفراغ الرئاسي اللبناني المستمر منذ 18 شهرا تظهر، حتى خابت من جديد، فبعد المبادرة التي طرحها زعيم تيار المستقبل سعد الدين الحريري بترشيح رئيس التيار المردة النائب سليمان فرنجية، التي حازت على قبول مبدئي من التيارات السياسية اللبنانية، ومن بينها حزب الله؛ رفض المرشحان الرئاسيان الآخران سمير جعجع، مرشح تحالف "8 آذار"، وميشيل عون، مرشح تحالف "14 آذار".وكان الحريري اقترح مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري ترشيح فرنجية، مقابل استلامه رئاسة الوزراء، كمحاولة للخروج من الفراغ الرئاسي اللبناني، رغم أنه من المقربين من رئيس النظام السوري بشار الأسد، المتهم الأول باغتيال والد الحريري، رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وسط استقطاب سياسي بين التيارين الرئيسيين بسبب الموقف من الأزمة السورية، واستقطاب إقليمي مرتبط بموافقة السعودية وإيران على المرشحين.ويحتاج أي اتفاق لتقاسم السلطة لموافقة المعسكرين الرئيسيين في لبنان، وهما تحالف 8 آذار التي يهيمن عليه حزب الله الشيعي المدعوم من إيران، وتحالف 14 آذار الذي يقوده الحريري، وأصعب جزء كان الحصول على تأييد المسيحيين في الجانبين، وجعجع وعون هما المرشحان الرسميان للتحالفين المتنافسين. وبعد موافقة عون، مرشح تيار "8 آذار" وحزب الله، وموافقة إيران المبدئية على ترشح فرنجية، تراجع عون عن دعم الترشح، قبل أيام على جلسة انتخاب الرئيس في 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.حول ذلك، قالت صحيفة "الأخبار"، المقربة من حزب الله، إن "16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري لن يكون موعدا لانتخاب رئيس للجمهورية، ولن يكون ايضا موعدا لانتخاب رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية"، مضيفة أنه" لا يمكن لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون أن يسلم اليوم بما رفض أن يسلم به منذ الشغور الرئاسي، ولا يمكنه أن يتجاوب مع الدعوات إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأي ثمن ويتخلى عن ترشحه، ولو من أجل حليفه في خط قوى 8 آذار".أما من ناحية جعجع، فاعتبرت "الأخبار" أن سمير جعجع، رئيس حزب قوات اللبنانية، ومرشح تيار "14 آذار"، "لا يمكنه أن يقبل مجيء خصمه المسيحي على يد حليفه المفترض الرئيس الحريري"، مشيرة إلى أن "عون قد أصبح أقرب إلى جعجع بعدما وقعا ورقة إعلان النيات وخاضا معا معركة الجلسة التشريعية". وفي صمت إعلامي لكل من عون وجعجع، والصحف المقربة منهما كـ "المستقبل"، و"النهار"، اعتبرت "الأخبار" أن "صمْت عون وجعجع إعلاميا، بالنسبة إلى من يعرفهما جيدا، يوضح أنهما لا يبدوان في موقع التراجع خطوة واحدة في مجال الرئاسيات"، موضحة أن "عون وجعجع مرشحان بقدر ما هما ناخبان أساسيان، ولن يتخليا عن هاتين الركيزتين وفق ما هو مطروح حاليا، لأن ذلك يعني إنهاء دورهما وموقعهما، كما حصل بعد عام 1990 وإن بوجه مختلف، برغم كل المغريات التي توضع اليوم أمامهما".وفشل البرلمان اللبناني 32 مرة في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد إخفاق النواب بانتخاب الرئيس الـ13 للبنان، ما دفع برئيس المجلس نبيه بري، إلى تحديد 16 كانون الأول/ ديسمبر الجاري موعدا جديدا لانعقاد الجلسة التي ستحمل الرقم (33).وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي "14 آذار" المناصر للثورة السورية، و"8 آذار" الداعم للنظام السوري، بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط.وتُحمّل قوى "14 آذار" مسؤولية الفراغ الرئاسي الذي يشهده لبنان منذ 25 أيار/ مايو 2014، لكل من حزب الله وحليفه عون، بسبب تعطيلهما المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب.!!
بيروت..لبنان :استمرار ازمة كرسي الرئاسه الشاغر : آمال إنهاء فراغ لبنان الرئاسي تتضاءل بعد "لاءات" عون وجعجع!!
11.12.2015