أحدث الأخبار
السبت 18 أيار/مايو 2024
حماه..سوريا :بعد اكثر من شهر على القصف الروسي : المعارضة السورية المسلحة تنتقل من الدفاع إلى الهجوم !!
05.11.2015

بعد إخفاق الحملة العسكرية التي شنّها النظام السوري على عدد من المدن السورية، بالاعتماد على التدخل العسكري الروسي، والذي بدأ في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، على شكل غارات جوية، بلغ عددها نحو ألف غارة وفقاً لتقديرات رسمية، بدأت قوات المعارضة تتحوّل من الدفاع إلى الهجوم، والانطلاق من حيث انتهى المخطط الروسي. تطورات تندرج في خانة سباق أطراف الحرب السورية نحو حسم ما يمكن حسمه ميدانياً ليُترجَم ذلك قبل التئام طاولة المفاوضات الدولية المقررة في فيينا بعد نحو عشرة أيام. واقتضت الخطة الروسية الأولى التي بدأت قوات النظام بتنفيذها، بالإيعاز إلى أهالي بلدة كفرنبودة في ريف حماه الغربي بفتح الطريق بهدف الوصول إلى بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي الغربي، والتوجّه بعد ذلك إلى مدينة خان شيخون، لحصار ريف حماه الشمالي من الجهات الأربع، بغية السيطرة عليه نهائياً.فتحت قوات النظام بعد ذلك جبهات عدة للسيطرة على الريف الحموي الشمالي، قبل أن تتلقى أكبر خسارة لها بعد فشل الحملة، بفعل صمود فصائل المعارضة. وخسرت قوات النظام نحو 400 عنصر من قواتها، بالإضافة إلى نحو 40 دبابة ومدرّعة، بفعل صواريخ "تاو"، ومروحيتين عسكريتين.ويبدو أن قوات المعارضة قد أدركت أهمية المخطط الروسي للسيطرة على الريف الحموي، فحاولت إبعاد خطره عن سهل الغاب. وعمدت فصائل إسلامية، مع قوات تابعة لـ"الجيش السوري الحر"، إلى بدء معركة قبل أيام، بهدف تحرير مناطق عدة في الريفين الغربي والشمالي، بدءاً من قاعدة تل عثمان العسكرية غرباً، مروراً بالجنابرة في الجنوب الشرقي، ومن ثم الاتجاه شرقاً نحو المغير ومورك. كذلك تهدف الفصائل إلى الاقتراب من مدينة السقيلبية، للدخول في العمق الحموي أكثر.وتمكنت كتائب المعارضة من السيطرة قبل يومين على قاعدة تل عثمان، والتي تعتبر من أهم القواعد العسكرية في ريف حماه، وخط الدفاع الأول عن الريف الغربي، تحديداً مدينة السقيلبية، والتي تُعدّ بدورها من أهم معاقل النظام في ريف حماه الغربي. وتقدّمت المعارضة لتسيطر كذلك على كازية حميدي غرب قاعدة تل عثمان، وقرية الجنابرة جنوبي القاعدة العسكرية.ووفقاً للناشط الإعلامي محمد الصالح، فإن "قوات النظام كانت تستخدم قاعدة تل عثمان لقصف المناطق المحررة. والقاعدة عبارة عن تل مرتفع، وتكشف مساحات واسعة بريفي حماه الشمالي والشمالي الغربي. وكانت تقطع إمداد المعارضة في الريف الشمالي الغربي. بالتالي فإنه بعد السيطرة عليه، ستتمكن كتائب المعارضة من تكثيف الهجمات على المناطق الواقعة في جنوبه".وبالتزامن، بدأت قوات المعارضة قبل يومين تمهيداً عنيفاً بجميع أنواع السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، على أغلب نقاط النظام قرب مدينة مورك الاستراتيجية، الواقعة على أوتوستراد حلب ـ دمشق الدولي، في ريف حماه الشمالي، وبينها كتيبة الدبابات النقطة السابعة الأساسية، والنقطة الثامنة، والنقطة التاسعة، وتل مورك، وحاجز مفرق اللحايا على الطريق الدولي، وتجمع العبود والنقطة السادسة مع الخامسة، كذلك قصفت تجمّعات داخل مورك.وتمكنت قوات المعارضة من السيطرة على نقطة متقدمة قرب النقطة السابعة بمحيط مورك، وقتل عشرة من عناصر النظام، والاستيلاء على عربة "بي أم بي" وستة رشاشات "دوشكا"، ودمّرت سيارة مزودة برشاش "دوشكا" و"مدفع 23 رشاش" فيها.في هذا الإطار، يقول المتحدث العسكري باسم "ألوية وكتائب العزة" التابعة لـ"الجيش السوري الحر"، النقيب مصطفى المعراني، إن "المعركة تحولت من الدفاع إلى الهجوم". ويشير إلى أن "النظام شعر بالقوة بفعل تغطية العدو الروسي، وظنّ أنه امتلك الأرض والجو. ويذكرنا هذا التشبيه بالعدو الإسرائيلي الذي يدعي التفوّق عسكرياً وامتلاك الجو".ويتابع المعراني قائلاً إن "أسطورة العدوان الثلاثي الروسي الإيراني مع قوات النظام قد سقطت، فالنظام خسر أثناء الدعم الروسي أكثر مما خسر من دون روسيا، وهدفنا في المعركة الأخيرة كما هو هدف الثورة منذ انطلاقها تحرير سورية من هذا النظام الفاجر". ويبيّن أن "المعارك على جميع الأراضي السورية مهمة جداً، طالما أنها تقضّ مضاجع النظام. والجميع جاهز ويتحيّن الفرصة للسيطرة في أي معركة".ويكشف المعراني أنه "تمّ إسقاط طائرة حربية للنظام من نوع ميغ 21، روسية الصنع، فوق سماء كفرنبودة، أمس الأربعاء، بنيران المضادات الأرضية، والطيار مفقود وما زال البحث جارياً عنه من قبل قوات النظام ومن قبل عناصر الجيش الحر"، مؤكداً أنه "لم تصل أي مضادات للطائرات للمعارضة"، مع أنه يأمل ذلك لأنها "ستحسم المعركة" وفق قوله.ولا يُدرج المعراني إسقاط الطائرة في إطار حصول المعارضة على سلاح نوعي ثقيل يتمثل بمضادات طائرات لمقاتلي المعارضة، بعد تدمير المعارضة عشرات الدبابات بسلاح "تاو"، في ظلّ الحديث عن مؤشرات لكسب معركة الميدان قبل الدخول إلى فيينا 3، والضغط سياسياً على الأطراف الداعمة للنظام من أجل التخلي عن الرئيس السوري بشار الأسد!!


1