أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
نوميا- كاليدونيا : فرنسا “تفقد السيطرة” على أجزاء من “كاليدونيا الجديدة” بعد احتجاجات من السكان الأصليين!!
17.05.2024

حذّر ممثل الدولة الفرنسية في كاليدونيا الجديدة الجمعة من أن مناطق في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ أصبحت خارجة عن السيطرة، رغم تأكيده أن الوضع بات أكثر هدوءا بعد أربع ليالٍ من أعمال شغب قضى خلالها خمسة أشخاص.وقال المفوض السامي للجمهورية لوي لو فران خلال مؤتمر صحافي “ستصل تعزيزات (…) للسيطرة على المناطق التي أفلتت من أيدينا في الأيام الأخيرة والتي لم تعد السيطرة عليها مضمونة”، وخصّ بالذكر ثلاث مناطق في نوميا الكبرى يسكنها سكان أصليون بشكل رئيسي.ورأى أن “حالة الطوارئ أتاحت للمرة الأولى منذ الاثنين، باستعادة وضع أكثر هدوءا وسكينة في نوميا الكبرى”.وفرضت حالة الطوارئ في الأرخبيل بعدما تصاعدت المعارضة ضدّ إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية ليشمل كلّ المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات.وتخلّلت الاحتجاجات أعمال شغب ونهب خلفت خمسة قتلى ومئات الجرحى.وأشار لو إلى أنه بعد ثلاث ليالٍ من الاحتجاجات، كان الوضع “أكثر هدوءا” ليل الخميس الجمعة، على رغم إضرام النار في مدرسة وشركتين.وأدت الأزمة الحادة التي يشهدها الأرخبيل منذ الإثنين مع أعمال شغب الى مقتل أربعة أشخاص بينهم عنصر من الدرك، بينما أكدت السلطات الخميس مقتل عنصر ثانٍ من الدرك بإطلاق نار عرضي من أحد زملائه خلال مهمة أمنية.وقالت السلطات إنه في إطار حالة الطوارئ، أوقف 200 شخص من بين حوالى خمسة آلاف “مثير شغب”. وأعلن لو فران أن أحد الأشخاص المشتبه في ارتكابهم جريمة قتل سلّم نفسه للسلطات.ودفعت أعمال الشغب إلى نشر قوات من الجيش في محيط الموانئ والمطار وإعلان حالة الطوارئ في الأرخبيل الذي استعمرته فرنسا في القرن التاسع عشر.وصل ألف عنصر إضافي من قوات الشرطة والدرك الفرنسية الى كاليدونيا الجديدة ليل الخميس الجمعة، للانضمام إلى 1700 من زملائهم المنتشرين أساسا.ومن المقرر أن يساهم هؤلاء العناصر الجدد في إعادة الاستقرار إلى مناطق التوتر الثلاث في نوميا الكبرى التي يقطنها سكان أصليون بشكل رئيسي.ووصف لو فران هذه الأحياء بأنها “مناطق يوجد فيها مئات من مثيري الشغب الذين لا ينتظرون سوى أمر وحيد، وهو الاحتكاك مع قوات إنفاذ القانون، للإبقاء على مواقعهم… وتجاوزاتهم”.ونفذت السلطات سلسلة إجراءات شملت منع التجمعات ونقل الأسلحة وبيع المشروبات الكحولية، وحظر تجول ليلي. كما منع استخدام تطبيق “تيك توك” الذي لجأ إليه مثيرو الشغب بكثافة.كما أعلنت القناة التلفزيونية الرسمية في كاليدونيا الجديدة الجمعة أنها ستعزز الإجراءات الأمنية لصحافييها، بعد اعتداء مجموعة من نحو 20 شخصا ملثمين على أحد فرقها أثناء تغطية ميدانية، وقاموا بتحطيم المعدات ودفع المراسلين للمغادرة.واندلعت أعمال الشغب ليل الإثنين مع تزايد المعارضة للإصلاح الدستوري.وقتل عنصر من الدرك يبلغ 22 عاما الأربعاء لإصابته برصاصة في الرأس، وتوفي آخر الخميس بنيران عرضية من أحد زملائه خلال مهمة أمنية.وبلغ إجمالي القتلى منذ اندلاع أعمال الشغب خمسة، بينهم رجلان يبلغ أحدهما 20 عاماً والآخر 36 عاما. كما قتلت فتاة تبلغ 17 عاما، بحسب السلطات.في المجموع، أُصيب 64 دركياً وشرطياً منذ الإثنين، بحسب حصيلة نُشرت الخميس، وأوقف أكثر من 206 أشخاص.ورغم بدء تراجع أعمال العنف بعد ليلتين من بدء الشغب، قال رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال الخميس إن الوضع يبقى “متوترا للغاية”، مبديا أسفه لاستمرار “أعمال النهب والشغب والحرائق والهجمات”. ودعا إلى فرض “أقسى” العقوبات على المرتكبين.ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الفرنسية الجمعة لجان التنسيق البرلمانية بشأن كاليدونيا الجديدة من أجل التباحث بشأن الأزمة الراهنة.وواجه “استئناف الحوار السياسي” الذي يدعو إليه الرئيس إيمانويل ماكرون عقبة مع إلغاء حوار عبر الفيديو كان مقررا أن يعقده الخميس مع مسؤولين منتخبين محلياً. وأكد الإليزيه أن الإلغاء مرده لأن “الأطراف المختلفة لا ترغب في الحوار مع بعضها حاليا”.ووُضع عشرة من “قادة” خلية تنسيق العمل الميداني، وهي المجموعة الأكثر تطرّفاً في “جبهة تحرير شعب الكاناك الاشتراكية”، قيد الإقامة الجبرية بشبهة رعايتهم أعمال العنف، حسبما أكد وزير الداخلية جيرالد دارمانان متحدثاً عن منظمة “مافيوية” و”عنيفة”.وفي ظل معاناة نوميا من أعمال الشغب، بدأ سكان بتنظيم حماية خاصة لأحيائهم وأقاموا حواجز.وفي ظلّ شحّ الإمدادات في المتاجر، تسبّب نقص الغذاء في تشكّل طوابير طويلة جداً أمام المحال.وقال رئيس حزب “اتحاد كاليدونيا” الاستقلالي دانيال غوا لإذاعة فرنسا الدولية إن مثيري الشغب “يعيشون مع شعور بالاستبعاد والغضب والفشل وينتظرون فرصة فقط” للقيام بأعمال عنف، معتبرا أنهم يفتقرون “للوعي السياسي”.ومن دون ذكر صلة مباشرة بأعمال العنف، اتهم وزير الداخلية الفرنسي الخميس أذربيجان بالتدخّل في الأرخبيل، وهو ما نفته باكو بشدة.ويعد الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ استراتيجيا لفرنسا الساعية الى تعزيز نفوذها في آسيا من جهة، ولغناه بالنيكل والمعادن التي تعد أساسية لقطاعات صناعية عدة من أبرزها السيارات الكهربائية.!!


1