تدخل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ220 في ظلّ التصعيد المتواصل من جانب الاحتلال ميدانياً وتعقد مفاوضات وقف إطلاق النار سياسياً. فمع إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في جباليا هي الثانية منذ بدء العدوان على غزة، احتدمت المعارك هناك مع المقاومة، فيما يأتي ذلك وسط القصف المستمرّ على مدينة رفح جنوباً، التي يتطلع جيش الاحتلال إلى السيطرة عليها، رغم النداءات الأميركية المتكررة لضبط عملية الاجتياح لا وقفها.آخر هذه النداءات كان على لسان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي قال، الأحد، إن إسرائيل ليست لديها "خطة ذات مصداقية" لحماية نحو 1.4 مليون مدني فلسطيني في رفح، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي قد يفضي إلى "تمرد" إذا لم ينجح في القضاء على جميع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية في المدينة. ويعمّق الاجتياح المزمع لرفح التوتر في العلاقات بين إسرائيل وأميركا، حليفتها الرئيسية منذ أجيال.في غضون ذلك، لا تزال المساعي الدولية الهادفة إلى الوصول إلى اتفاق حول تبادل الأسرى ووقف حرب غزة جارية من جميع الأطراف، وآخرها المحاولات التي تهدف إلى عقد جولة جديدة من مفاوضات هدنة غزة في العاصمة القطرية الدوحة، بعد فشل الجولة الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، التي استمرت على مدار يومين، بحضور وفود كل من المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي ومصر وقطر وأميركا. وعلى ضوء ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأحد، عدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي الذين يقومون بزيارة إلى قطر. وبحسب الديوان الأميري القطري، بحث أمير قطر مع وفد الكونغرس علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين في عدة مجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية.وارتفعت حصيلة الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وفق معطيات نشرتها وزارة الصحة في غزة، إلى 35 ألفا و34 شهيدا، و78 ألفا و755 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.وشهدت منطقة جباليا معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي، حيث قصف الطيران الإسرائيلي مربعا سكنيا في المخيم، فيما دارت اشتباكات مسلحة عنيفة شمالي القطاع خلال التصدي للقوات المتوغلة.!!