بدأ المنخفض الجوي، الذي ضرب الإمارات وعُمان في الأيام القليلة الماضية، أمس الأربعاء، بضرب اليمن، في عدد من مدن ومناطق محافظتي حضرموت والمهرة (شرق)، اللتين تشهدان هطولا لأمطار رعدية وتدفقًا للسيول.وغمرت المياه شوارع وأحياء عددًا من مدن وأودية عدد من المناطق والأرياف في وادي وساحل المحافظتين، حد قطع الطريق الدولي بين مدينتي سيئون وتريم بحضرموت وفي مديرية قشن بالمهرة وألحاق أضرار بالممتلكات.ومن المتوقع أن يصل تأثير المنخفض الجوي ذروته في المحافظات الشرقية اليمنية (حضرموت، شبوة، المهرة) خلال يوم غد الخميس حتى مساء الجمعة والسبت.وكان المنخفض قد أوقع ضحايا وأضرار جسيمة في الممتلكات في سلطنة عُمان في الثلاثة الأيام الماضية. وتداول نشطاء صورًا ومقاطع فيديو يظهر فيها تدفق السيول في عددٍ من مديريات حضرموت والمهرة.وقالت مصادر محلية إن السيول أغرقت، الأربعاء، شوارع وأحياء في مدينة المكلا عاصمة حضرموت. واستخدمت الشرطة مكبرات الصوت في تحذير المواطنين للابتعاد عن ممرات وأماكن تدفق السيول.ومن أبرز مدن وادي حضرموت تأثراً بالأمطار والسيول، مدينة تريم التاريخية، وأفادت أنباء أن الأمطار والسيول تسببت في قطع الطرق الدولي الرابط بين تريم ومدينة سيئون التي اجتاحتها السيول، أيضًا، حسب الفيديو الذي نشره تلفزيون عدن المستقل على منصة إكس.وذكرت مصادر محلية أن الأمطار متفاوتة الشدة ماتزال متواصلة مع تدفق السيول الجارفة ونشاط ملحوظ للرياح وسط تحذيرات من مركز الإنذار المبكر هناك من تصاعد تأثيرات المنخفض الجوي.وكانت لجنة الطوارئ بمحافظة حضرموت قد شرعت، الثلاثاء، في تنفيذ تدخلات عاجلة لتفادي أضرار المنخفض. وواصلت اللجنة المصغرة للطوارئ، تدخلاتها في فتح ممرات السيول ورفع الأشجار والمعدات وسيارات الخردة والاتربة من مواقع ممرات السيول وتصفية العبارات.وأشارت آخر تحاليل خرائط الطقس، الأربعاء، إلى استمرارية تأثير حالة من عدم الاستقرار الجوي على أجزاء من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة (شرق) نتيجة اقتراب أخدود من منخفض جوي خلال 72 ساعة القادمة، ويبلغ ذروته يوم غد الخميس حتى مساء الجمعة والسبت. وأوصى بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في عدد من المناطق.وفي محافظة المهرة (أقصى شرق البلاد)، التي شهدت، أمس، بدء هطول الامطار وتدفق السيول. وذكرت قناة المهرية الفضائية، أن السيول تسببت بقطع الطريق الدولي بمديرية قشن بالمحافظة، كما تسببت بجرف عدد من السيارات والمركبات اثناء محاولتها عبور بعض الطرقات.وناقش اجتماع للجنة الطوارئ في المحافظة، أمس، برئاسة المحافظ محمد علي ياسر، آخر مستجدات المنخفض الجوي المتوقع أن تتأثر به المحافظة خلال الساعات المقبلة.واستعرض الاجتماع، الذي ضم عددًا من قيادات المحافظة، “التجهيزات المتخذة من قبل لجنة الطوارئ والجهات المعنية خلال الأيام الماضية، والتجهيزات الأخرى الجاري اتخاذها في مركز المحافظة والمديريات، من حيث تهيئة المستشفيات ومراكز الإيواء وإمدادها بالخدمات وتنظيف مجاري السيول وتنبيه السكان القاطنين بالمناطق المنخفضة واخلاءها حفاظا على سلامتهم”.ووجه محافظ المهرة، حسب وكالة الأنباء الحكومية، “باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية وإجراء التدخلات العاجلة تحسبًا للمنخفض الجوي، والعمل على تجهيز مراكز للإيواء وتهيئة المستشفيات والمراكز الصحية وفرق طبية متنقلة أثناء هطول الأمطار، كما وجه الأجهزة الأمنية والعسكرية برفع حالة الجاهزية وتجهيز المعدات الثقيلة للمشاركة في عمليات الإنقاذ تحسبًا لأي طارئ”. وكانت السلطتان المحليتان في محافظتي حضرموت والمهرة قد وجهتا بتعليق الدراسة إلى الأسبوع المقبل، ومنع الإبحار، كإجراء وقائي حفاظًا على سلامة الطلاب والصيادين، كما نبهت المواطنين القاطنين في بطون الأودية بالابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول وغيرها من الإجراءات والتدابير.منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) حذرت، الثلاثاء، من خطر الفيضانات الشديدة في المناطق المنخفضة من اليمن، خاصة في محافظتي حضرموت والمهرة، خلال النصف الثاني من أبريل/نيسان الجاري.وقالت في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية، إن “التوقعات تُشير إلى حدوث شذوذ إيجابي في هطول الأمطار على أجزاء من محافظتي حضرموت والمهرة خلال النصف الثاني من شهر أبريل الجاري 2024”.وأضافت أن الأمطار الغزيرة ستشمل أجزاء من المنطقة الغربية لمحافظة المهرة، والمناطق الوسطى لحضرموت، مما قد يؤدي إلى حدوث بعض الفيضانات المفاجئة، خاصة حول مدينتي سيئون وتريم على وجه التحديد، خلال هذه الفترة.وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تصل تأثيرات الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها إلى المناطق الشمالية في شبوة، وأيضًا بعض الأجزاء الشرقية من محافظتي مأرب والجوف، شمال شرق البلاد. ونبهت المنظمة الدولية إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحتياطية وتجنب التعرض للمخاطر في هذه المناطق، خاصة في المناطق المنخفضة الواقعة عند مصب الأودية، إذ “سوف يتزايد خطر الانهيارات الأرضية جنباً إلى جنب مع هطول الأمطار الغزيرة في المناطق ذات التضاريس شديدة الانحدار على طول الطرق الرئيسية، مثل مناخة في صنعاء، وسمارة في إب، وكحلان في حجة”.الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تولي المنخفض الجوي اهتمامًا تجلى في متابعة رئيس الوزراء، أحمد عوض بن مبارك، مدى استعداد السلطات المحلية وغرف الطوارئ للتعامل مع التداعيات المحتملة للمنخفض.وقالت وكالة الانباء الحكومية إن رئيس الوزراء أجرى اتصالات، مساء الثلاثاء، مع محافظ المهرة محمد علي ياسر، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر العامري، “واستمع منهم إلى شرح حول تطورات المنخفض الجوي والتوقعات على ضوء تقارير الأرصاد الجوية، والاستعدادات القائمة للتعامل مع كل الاحتمالات والإجراءات التي تم اتخاذها، بما في ذلك تعليق الدراسة في المهرة، ومنع الصيادين من الدخول الى البحر، وتشكيل لجان طوارئ فرعية في مديريات الوادي والصحراء”.ونقلت الوكالة عن رئيس الوزراء تشديده “على أهمية تكثيف الجهود لتجاوز تداعيات المنخفض الجوي المحتملة والتركيز في المقام الأول على حماية المواطنين، وتحذيرهم بالابتعاد عن الأودية ومجاري السيول، واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر”. وكان إعصار تيج قد ضرب محافظات حضرموت والمهرة وارخبيل سقطرى العام الماضي، والحق خسائراً في الأرواح والممتلكات في اليمن.!!