تعرضت طائرات كانت تقوم بغارات فوق الخرطوم، السبت، لنيران كثيفة فيما تدخل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث على الرغم من هدنة جديدة وجهود دولية في محاولة لوقف القتال.وغرق السودان في الفوضى منذ تفجر في منتصف نيسان/ أبريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".ورغم موافقة الطرفين، الخميس، على تمديد الهدنة لثلاثة أيام أخري بوساطة الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إلا أن أعمال العنف مستمرة في العاصمة ومناطق أخري وخصوصا دارفور. ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاك الهدنة.ويعاني السكان، الذين يحاولون الفرار أو يعيشون خلف جدران منازلهم المغلقة، من أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.وقال أحد سكان جنوب الخرطوم لوكالة "فرانس برس" إننا "استيقظنا من جديد على أصوات الطائرات الحربية ومضادات الطائرات في كل الحي".الجمعة تبادل الجنرالان المتصارعان الاتهامات عبر وسائل الإعلام.على شاشة قناة الحرب الأميركية، وصف البرهان قوات الدعم السريع بـ"الميليشيا التي تسعى إلى تدمير السودان" وأكد أن "مرتزقة" يأتون من تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر.دقلو تحدث من جهته عبر الـ"بي بي سي" عن خصمه واصفا إياه بـ"الخائن" ومعتبرا أنه "ليس جديرا بالثقة".على الصعيد الدبلوماسي تحاول عدة دول إيجاد حل للنزاع ولكن بلا جدوى. وأرجئت زيارة موفد البرهان إلى القاهرة إلى أجل غير مسمى.أوقعت الحرب التي فاجأت السودانيين في أحد الأيام العشرة الأخيرة لشهر رمضان، أوقعت على الأقل 512 قتيلا و4193 جريحا، وفق الأرقام الرسمية لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.ونزح حوالي 75 ألف شخص إلى الدول المجاورة؛ مصر، إثيوبيا، تشاد وجنوب السودان، بسبب المعارك، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فيما نظمت الدول الأجنبية عمليات إجلاء واسعة لرعاياها.ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يواجه ملايين الأشخاص الإضافيين الجوع في أحد أفقر بلدان العالم حيث كان قرابة ثلث السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا يحتاجون مساعدات غذائية قبل اندلاع الحرب.في غرب دارفور، قتل 96 شخصا على الأقل منذ الإثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير".وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإشعال الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت إلى "وقف كل أعمالها تقريبا في غرب دارفور" بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.وحذر بيرون في بيان من أن منظمته "قلقة جدا من تأثير أعمال العنف تلك على الأشخاص الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".وشهد إقليم دارفور حربا دامية بدأت في العام 2003 بين نظام البشير ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية في الإقليم ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.!!
الخرطوم..السودان : الأسبوع الثالث على الحرب في السودان.. خرق للهدنة ومواصلة للقتال!!
29.04.2023