ما إن تكشّفت حقيقة خطف ومقتل امام مسجد القرقف في عكار الشيخ أحمد الرفاعي وأن الرأس المدبّر للجريمة هو رئيس بلدية القرقف يحيى الرفاعي ومجموعة من افراد العائلة حتى خرج مناصرو حزب الله إلى العلن منددين بمحاولة البعض استغلال الجريمة لإحداث فتنة سنية شيعية. وكان نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم واضحاً في تغريدته التي قال فيها: “احذروا أبواق الفتنة المذهبية والطائفية، فهم أنفسهم دعاة التحريض والفوضى، وخدَم المشروع الأمريكي الإسرائيلي”، مضيفاً “المروِّجون للفتنة يائسون وفاشلون، خرجوا من جحورهم فانفضحوا، سنواجههم بأخلاقنا وصدقنا ليحترقوا بغيظهم”، وختم “ندعو الله لسلامة الشعب اللبناني من وباء المفتنين”.واذا كان الشيخ نعيم قاسم لم يسمّ أبواق الفتنة فقد تولّت المسألة جريدة “الاخبار” المقرّبة من الحزب التي نشرت على صفحتها الاولى صور كل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي كان اتصل بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للاستفسار عن مصير الشيخ المخطوف وكشف الملابسات، والنائب اللواء أشرف ريفي، والنائب التغييري وضاح الصادق، والنائب السابق خالد الضاهر، وأحد مسؤولي المحاور في طرابلس عميد حمود، وآخرين ممن اتخذوا مواقف تؤشر إلى احتمال وقوف حزب الله أو من يأتمر به وراء اختطاف الشيخ السنّي المعارض له وللنظام السوري.واتهمت الصحيفة هذه الشخصيات باستحضار مضبطة اتهام بحق حزب الله والنظام السوري واهمال الخلافات داخل البلدة بهدف صبّ الزيت على النار، علماً أنه بعد نشر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي صوراً عن نوعية الاسلحة والذخائر المكتشفة لدى رئيس البلدية وبينها قاذفات أربي جي وأسلحة رشاشة متوسطة وقنابل يدوية ومتفجرات، تعزّزت لدى البعض فرضية أن يكون رئيس بلدية القرقف ومجموعته من “سرايا المقاومة” التي ظهرت مجموعة شبيهة بها في بلدة كفرقاهل في الكورة حيث تهجّمت على القوى الامنية وعلى بكركي وأطلق سراح افرادها، كما كشف نائب القوات اللبنانية فادي كرم على “تويتر” بقوله: “مؤسف ما يحدث مع بعض القضاة، في كفرقاهل-الكورة مجموعة من الموتورين يتعدّون على أهل الكورة أجمع، يُهينون الكنيسة وقوى الامن، ويُفرج عنهم من جرائمهم الخطيرة بأقل من شهرين؟”، سائلاً “ألهذا السبب تم انشاء سرايا المقاومة؟ لترويع اللبنانيين؟”، قبل أن يختم “شوّهتم معنى المقاومات”.بدوره، ردّ النائب أشرف ريفي في بيان على صحيفة “الاخبار” التي أدرجته ضمن “أبواق الفتنة”، فقال: “مطبوعة “حزب الله” التي هي فرع لجهازه الأمني تتهمنا بالفتنة، وهي التي لم ننس كيف هددت الناس بالقتل. فإليها وأسيادها نقول: من قتل الشهيد رفيق الحريري وبيار الجميل ولقمان سليم وجبران تويني، ومن نفّذ جريمة 7 أيار/مايو، ومن شكّل ما يُسمّى “سرايا المقاومة” وأمدّها بالسلاح، ومن اغتال قيادات المقاومة الوطنية ليحوّلها إلى “مقاومة مذهبية إيرانية” هو الفتنة بعينها”.اضاف ريفي: “سنواجه إرهابكم حتى تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية ومشروع الاغتيالات والإرهاب والكبتاغون. سنبقى ندافع عن أهلنا وعن كل اللبنانيين الشرفاء والأحرار وعن وطننا. ومن يتوهم أنه يستطيع ان يُرغم بسلاحه وطناً تعددياً كلبنان على الالتحاق بمشروعٍ فئوي إيراني هو غبي وفتنوي”. وختم “أنتم وأسيادكم الفتنة بعينها ومصيركم إلى مزابل التاريخ، ها هو الشعب الإيراني البطل ينتفض على أسيادكم”.كذلك، ردّت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، على “الاخبار” قائلة: “أن يتجسّد نهج بوق الممانعة المُسمّاة “جريدة الأخبار” بالخديعة والافتراء والتضليل والعبث بالحقائق، ليس بأمرٍ جديد، لا على الجريدة المذكورة ولا على المحور الذي يُشغّلها”. وأوضحت “أن رئيس القوات تناول قضية الشيخ الرفاعي، مرتين عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يأتِ في أي من المنشورين على ذكر أي جهة قد تكون خلف عملية الاختطاف، لا مباشرةً ولا تلميحًا، وجُلّ ما دعا إليه هو مطالبة الأجهزة الأمنية بكشف ملابسات الاختطاف وإعادة الشيخ الرفاعي لأهله وناسه”. وسألت الدائرة في بيان “على ماذا استندت جريدة “الاخبار” لتتّهم الدكتور جعجع ببثّ الفتنة؟ وأين هي المعطيات والوقائع وأصول الموضوعية التي تُوجب عليها كمنبر “صُحفي” أن تعتمدها، في حين أن الحقائق موجودة لدى فرع المعلومات والاجهزة المختصة التي تولّت التحقيق بالقضية؟”.واضافت الدائرة الاعلامية “إن ما نشرته “جريدة الاخبار”، على جري عادتها، يؤكد المؤكد، بأنها كل شيء إلا جريدة وإلا منبرًا صحفيًّا حيث لا موضوعية ولا مهنية، بل فقط تتحرك كأداة موظفة في خدمة مشروع سياسي، وعليه ستقوم “القوّات اللبنانيّة” عبر دائرتها القانونية بالادعاء عليها بتُهم الفبركة والتضليل وإثارة الفتن وغيرها من التهم”.على صعيد آخر، أعلنت قيادة الجيش ـــ مديرية التوجيه أنه “في إطار البحث عن خاطفي المواطن ميشال مخول في منطقة البقاع، نفذت وحدة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات تدابير أمنية مشددة وسلسلة مداهمات في بلدة بريتال ومحيطها. وخلال عمليات الدهم والمطاردة، تعرّضت الوحدات العسكرية لإطلاق نار من قبل الخاطفين ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح طفيفة، والمطلوب (ح.ط.)، ومقتل السوري (م.ه.). كما أوقف السوري (ع.ه.) والمواطنون (ج.م.) و(ق.ح.) و(أ.ح.)، وضُبطت سيارتان نوع جيب رباعية الدفع وأسلحة حربية مع ذخائرها”. وكان الجيش تمكّن بعد ساعات قليلة من تحرير المخطوف واعادته إلى منزله.
بيروت..لبنان : حزب الله بعد انكشاف جريمة عكار يهاجم “أبواق الفتنة ودعاة التحريض والفوضى”!!
27.02.2023