أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
غازي عنتاب..تركيا :30 سورياً يعيشون في صندوق سيارة شحن في غازي عنتاب التركية!!
13.02.2023

وصف ناجون من الزلزال المدمر الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا، المشاهد الأولى للكارثة بالمرعبة، لم يستطيعوا بادئ الأمر تفهم ما يحدث، من دوران شديد في الرأس، وأصوات مخيفة تخرج من باطن الأرض، وأبنية تتهاوى وأناس يهرعون إلى الشوارع والساحات، وآخرون قضوا خلال محاولتهم النجاة، ومنهم من قضى نحبه وهو نائم.في محافظة غازي عنتاب التركية التي تعرضت لخسائر بشرية وعمرانية واقتصادية كبيرة نتيجة الزلزال، يروي المحامي السوري عبد الناصر حوشان وهو أحد الناجين من الكارثة لـ«القدس العربي» كيف نجا وعائلته ويقول: أقيم أنا وأبنائي في شقة سكنية كبيرة، استيقظت عائلتنا المكونة من 12 فرداً فجر يوم الاثنين، السادس من شهر شباط ـ فبراير بحالة من الذهول والرعب والتخبط جراء الزلزال، لتنقطع الكهرباء مباشرة، وهنا طلبت من كل أفراد العائلة مغادرة المنزل على وجه السرعة. كان الطقس في الخارج مرعباً بكل ما تعنيه الكلمات من معانٍ، أمطار وأجواء من الصقيع، والناس من حولنا يتراكضون أفواجاً نحو الساحات البعيدة عن المباني السكنية في حركة إخلاء عشوائية وربما لا إرادية، وآخرون يعودون للأبنية لإيقاظ وإنقاذ العائلات التي لم تشعر بلحظات الزلزال الأولى، ومساعدتهم على الخروج من الأبنية.ويقول حوشان الذي أشار إلى مقتل 84 من أبناء مدينته خلال الزلزال، 60 منهم في تركيا، لـ «القدس العربي»: تلك اللحظات مرعبة أكثر من كل ما شاهده في سوريا طيلة كل سنوات الحرب، ويضيف: لقد نجونا من الكارثة، لكن البناء القريب من المكان الذي كنا نقطن فيه في غازي عنتاب تهاوى بالكامل، وقضى فيه 23 من المدنيين الأتراك والسوريين.فمن وصل إلى الساحات البعيدة عن الأبنية، لم يكن بحوزته إلا القليل النادر للتدفئة في أجواء الصقيع والصيحات، الأتراك والسوريون تشاركوا تلك الساعات العصيبة. مع بزوغ أشعة الشمس وانزياح الليل بزلزاله المرعب، كانت الحياة صاعقة للعقل والقلوب، ومن كان لديه شاحنة طويلة أو مقطورة قدمها للهاربين من الزلزال كمأوى لهم، ومن كان لديه قطع ملابس إضافية شاركها مع الغير، ومن ثم بدأت بلدية غازي عنتاب والمؤسسات بفتح الشوادر في الحدائق، ومن كان لديه صندوق عربة شحن قدمها أيضاً، وهنا كان أحد صناديق عربات الشحن من نصيب عائلتي وعائلة أشقائي وعددهم حوالي 30 فرداً ومثلهم من الجيران الأتراك والسوريين، لنمكث كلنا في هذا الصندوق منذ اليوم الأول للزلزال حتى يومنا هذا، وكان العدد الإجمالي لمن يقطن صندوق عربة الشحن فيه 60 فرداً. ولكن بعد انقضاء أيام الزلزال الأولى، رحل بعضهم من المدينة نحو إسطنبول ومناطق أخرى، لتبقى عائلتنا 30 فرداً لتتخذ من هذا الصندوق مسكناً لها.وقال حوشان، وهو عضو مجلس نقابة المحامين الأحرار عن حماة لـ«القدس العربي»: بلدية غازي عنتاب لم تفرق بين الأتراك والسوريين، والمؤسسات توزع وجبات الطعام وماء الشرب والأغطية وحليب الأطفال مجاناً، وحتى مادة الخبز مجانية. كما أشار إلى متابعته لأوضاع السوريين في شمال غرب سوريا بعد الزلزال، قائلاً: إن ما يشهده شمالي سوريا من أوضاع إنسانيّة كارثيّة بسبب اجتماع سببين رئيسيّين وهما:الأول: الحرب على الشعب السوري التي يقودها النظام السوري وحلفاؤه.والثاني: هو الكارثة الطبيعيّة « الزلزال».فهذه الأسباب جعلت من الوضع الإنساني مُركّباً وهو ما يُعرف بـ«الطوارئ المعقّدة» الناجمة عن تزامن الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، التي تشكِّل تهديداً بالغ الخطورة على حياة السكان المدنيين.!!


1