أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
روما..إيطاليا: الفاشيون يعودون للحكم لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية!!
26.09.2022

حقق اليمين المتطرف في إيطاليا انتصارا كبيرا، بفوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس، الأحد، حيث سيتولى حزب تعود جذوره إلى الفاشية الجديدة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.وبعد أن بقي في صفوف المعارضة في كل الحكومات المتعاقبة منذ الانتخابات التشريعية في 2018، فرَضَ حزب "فراتيلي ديتاليا" بزعامة ميلوني نفسه بديلا رئيسيا، وانتقلت حصته من الأصوات من 4.3% قبل أربع سنوات إلى حوالى ربع الأصوات (بين 22 و26%)، وفق استطلاعات الخروج من مكاتب الاقتراع، مساء أمس، ليُصبح بذلك الحزب المتصدر في البلاد.وأعلنت ميلوني أنها ستقود الحكومة المقبلة، وقالت في خطاب مقتضب في روما إن "الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة فراتيلي ديتاليا"، واعدة "بأننا سنحكم لجميع" الإيطاليين.وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات لدى إغلاق مكاتب الاقتراع 64.07% مقارنة بـ73.86% في 2018.والتحالف الذي يُشكّله حزب "فراتيلا ديتاليا" مع كل من الرابطة اليمينية المتطرفة، بقيادة ماتيو سالفيني، وحزب "فورزا إيطاليا" المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني، يُتوّقع أن يفوز بما يصل إلى 47% من الأصوات. ومع اللعبة المعقدة للدوائر الانتخابية، يُفترض أن يضمن هذا التحالف لنفسه غالبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.وإذا ما تأكدت هذه النتائج، فإن حزب "فراتيلي ديتاليا" والرابطة سيكونان قد حصلا معا على "أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوروبا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم"، بحسب المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية.وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، وكذلك في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان.وفي هذا السياق أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي "أدوات" لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.وكتبت ميلوني، صباح أمس، على تويتر متوجهة الى انصارها أنه "اليوم، يمكنكم المساهمة في كتابة التاريخ". وأضافت "في أوروبا، إنهم قلقون جميعا لرؤية ميلوني في الحكومة... انتهى العيد. ستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها القومية".من جهته، قال رئيس حزب "الرابطة" المناهض للمهاجرين، ماتيو سالفيني، لصحافيين أثناء توجهه للتصويت إن حزبه سيكون "على منصة الفائزين: الأول أو الثاني وفي أسوأ الأحوال الثالث".وأضاف سالفيني الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في حكومة جوزيبي كونتي في العامين 2018-2019، أنه "أتطلع إلى العودة من الغد إلى حكومة هذا البلد الاستثنائي".وكتب رئيس التجمع الوطني الفرنسي، جوردان بارديلا، على تويتر أنه "قدم الإيطاليون درسا في التواضع للاتحاد الأوروبي الذي ادعى من خلال صوت فون دير لايين أنه يملي عليهم تصويتهم".ويعث رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، ونظيره البولندي، ماتيوز مورافيسكي، "التهاني" إلى ميلوني مساء أمس. وقال أوربان في رسالة إنه "نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون رؤية ونهج مشتركين تجاه أوروبا".ونجحت ميلوني المعجبة سابقا بالزعيم الفاشي الإيطالي موسوليني، والتي ترفع شعار "الله الوطن العائلة"، في جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة، في وقتٍ كانت الأحزاب الأخرى تؤيد حكومة الوحدة الوطنية، بزعامة ماريو دراغي.وأيا تكن الحكومة التي ستنبثق من الانتخابات لتتولى مهماتها، اعتبارا من نهاية تشرين الأول/أكتوبر، فهي تواجه منذ الآن عقبات على طريقها.فسيتحتم عليها معالجة الأزمة الناجمة من الارتفاع الحاد في الأسعار، في وقت تواجه فيه إيطاليا دينا يمثل 150% من إجمالي ناتجها المحلي، أعلى نسبة في منطقة اليورو بعد اليونان. وفي هذا السياق، إيطاليا بحاجة ماسة لاستمرار المساعدات التي يوزعها الاتحاد الأوروبي في إطار خطته للإنعاش الاقتصادي بعد وباء كورونا، والتي يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.ومثلما فعلت قبلها زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، تخلت ميلوني في نهاية المطاف عن مشروعها القاضي بالخروج من اليورو، لكنها تطالب بـ"مراجعة قواعد ميثاق الاستقرار" المعلقة بسبب الأزمة الصحية والتي تحدد سقف العجز في ميزانية الدول وديونها بـ3% و60% على التوالي من إجمالي ناتجها المحلي.وفي المسائل الاجتماعية، تعتمد ميلوني المتحدرة من روما مواقف محافظة متشددة، وأعلنت في حزيران/يونيو "نعم للعائلة الطبيعية، لا للوبي مجتمع الميم-عين! نعم للهويّة الجنسية، لا لإيديولوجيا النوع الاجتماعي!".وسيؤدي وصولها إلى السلطة أيضا إلى إغلاق حدود بلد يصل إلى سواحله سنويا عشرات آلاف المهاجرين، وهو ما يثير مخاوف المنظمات غير الحكومية التي تغيث مهاجرين سرا يعبرون البحر في مراكب متداعية هربا من البؤس في أفريقيا.ويتفق الخبراء منذ الآن على أن ائتلافا حكوميا كهذا ستُواجه فيه ميلوني تحديا حقيقيا في التعامل مع حلفاء مربكين، سواء سيلفيو برلوسكوني أو ماتيو سالفيني، لن يستمر طويلا في بلد معروف بافتقاره إلى الاستقرار الحكومي.!!


1