أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
واشنطن..امريكا : سيناريوهات ....كيف حددت المخابرات المركزية الأميركية موقع الظواهري وقتلته؟!
02.08.2022

قُتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أميركية في أفغانستان، السبت الماضي، وهي أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات وإن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.وحتى إعلان الولايات المتحدة، ترددت شائعات مختلفة عن وجود الظواهري في المنطقة القبلية بباكستان أو داخل أفغانستان.وكشف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بعضاً من تفاصيل عملية قتل الظواهري، مشيراً إلى أنه "لسنوات عديدة، كانت الحكومة الأميركية على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود "القاعدة" في البلاد.وأضاف المسؤول أنه "هذا العام، حدد المسؤولون أن عائلة الظواهري (زوجته وابنته وأطفالها) انتقلت إلى منزل آمن في كابول قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه.وقال المسؤول في إدارة بايدن إنه "على مدى عدة أشهر، ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابول. وفي أوائل إبريل/نيسان بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة. وبعد ذلك، أطلع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الرئيس جو بايدن".وأكد أنه "لقد تمكنا من تحديد نمط حياة (الظواهري) من خلال مصادر معلومات مستقلة متعددة لتوجيه العملية".وأوضح أنه بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابول، لم يصل إلى علم المسؤولين أنه غادره ورصدوه في شرفته في مناسبات عدة.وحقق المسؤولون في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل، للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية لقتل الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وعائلة الظواهري، بحسب المسؤول، وفق ما يقوله المسؤول الأميركي.وأضاف أنه "في الأسابيع القليلة الماضية، عقد الرئيس اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل. وفي أول يوليو/تموز، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) بايدن على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض".وطرح بايدن "أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه" وفحص عن كثب نموذجا للمنزل الآمن الذي أعده مجتمع المخابرات وأحضره إلى الاجتماع، بحسب ما يقوله المسؤول الأميركي.وقال إنه "سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية. كما طلب الرئيس تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابول".وعمدت مجموعة منتقاة من كبار المحامين المشتركين بين الوكالات إلى فحص تقارير المخابرات، وأكدوا أن الظواهري هدف قانوني بناء على قيادته المستمرة لـ"القاعدة".وقال المسؤول إن الرئيس دعا في 25 يوليو/تموز أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة أميركا مع "طالبان"، من بين أمور أخرى. وبعد التماس آراء الآخرين في الغرفة، أذن بايدن "بضربة جوية دقيقة" بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين.ونفذت طائرة مسيّرة الضربة في النهاية الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (01:48 بتوقيت غرينتش) في 30 يوليو/تموز، باستخدام صواريخ "هيلفاير".أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يوم السبت الماضي في ضربة نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية في كابول. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري يوم السبت الماضي في ضربة نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية في كابول.وقال بايدن في خطاب تلفزيوني الإثنين، إن أجهزة الاستخبارات الأميركية حددت مكان الظواهري في وقت سابق هذا العام، مشيراً إلى أن الضربة التي نفذتها طائرة مسيّرة لم تسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بمن فيهم أفراد من عائلة الظواهري.وأضاف: "العدالة تحققت وهذا الإرهابي تم القضاء عليه (...) مقتل الظواهري سيسمح لعائلات ضحايا هجمات سبتمبر/أيلول بطيّ الصفحة".وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن المنزل الذي تعرض للقصف كان مملوكًا لأحد كبار مساعدي سراج الدين حقاني وزير الداخلية في حكومة "طالبان"، فيما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير قوله، إن مسؤولين كباراً من "طالبان" كانوا على علم بوجود الظواهري في كابول.وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن الظواهري استهدف بصاروخين من طراز Hellfire بينما كان يقف على شرفة المنزل في كابول.إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن حركة طالبان انتهكت "على نحو صارخ" اتفاق الدوحة، من خلال استضافة أيمن الظواهري وإيوائه.وأوضح بلينكن في بيان: "في مواجهة عدم رغبة طالبان أو عدم قدرتها على التقيد بالتزاماتها، سنواصل دعم الشعب الأفغاني بمساعدات إنسانية قوية والدعوة لحماية حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والفتيات".
وفي سياق متّصل، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أميركي رفيع الإثنين قوله، إن وجود أيمن الظواهري في كابول كان "انتهاكاً واضحاً" لاتفاقية عام 2020 التي وقعتها "طالبان" مع واشنطن وتعهدت فيها بعدم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذا للجهاد الدولي.ومع إعلان بايدن مقتل الظواهري، قال المسؤول الرفيع في الإدارة الأميركية: "نتوقع منهم الالتزام ببنود اتفاق الدوحة. ووجود الظواهري في وسط كابول كان انتهاكا واضحا لذلك".وكانت حكومة "طالبان" قد أعلنت، مساء الإثنين، أن غارة أميركية بطائرة من دون طيار قد وقعت الأحد في منطقة شيربور وسط العاصمة الأفغانية كابول، مؤكدة أن نتائج تكرار هذه الأمور ستكون وخيمة.وقال الناطق باسم حكومة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن غارة أميركية استهدفت منزلاً في منطقة شيربور، مؤكداً عدم اتضاح طبيعة الهجوم في البداية، قبل كشف الاستخبارات أن الهجوم وقع من قبل طائرة أميركية من دون طيار.واستُهدف الظواهري في منطقة شير بور المحصّنة أمنياً قبل وصول "طالبان" إلى سدة الحكم وبعد ذلك، وتقع بجوار منطقة وزير أكبر خان، حيث توجد السفارات الأميركية والإيرانية والأجنبية، عدا عن وجود المؤسسات الدولية، ومستشفى عسكري، وقواعد عسكرية مهمة.وكانت منازل العديد من الوزراء في الحكومة السابقة تقع داخل منطقة شير بور، حيث شُنّت الغارة الأميركية، منها منزل وزير الدفاع في حكومة أشرف غني الجنرال بسم الله محمدي، علاوة على منزل نائب غني في المرحلة الأولى من حكمه الجنرال عبد الرشيد دوستم، إضافة إلى وجود منازل أعضاء البرلمان ومجلس الشيوخ.وكانت الشوارع المؤدية أو المحيطة بمنازل هؤلاء مغلقة بالجدران الإسمنتية، حيث يمنع مرور عامة الناس من تلك الشوارع. لكن بعد سيطرة "طالبان" على كابول منتصف أغسطس/آب الماضي فتحت الداخلية الأفغانية كل تلك الشوارع في وجه المواطنين، وتحولت معظم منازل المسؤولين السابقين إلى دور للضيافة أو مراكز لمسلحيها.رغم ذلك، بقي المرور إلى تلك المنطقة سواء كان من جانب منطقة وزير أكبر خان أو منطقة شهر نو، بحاجة إلى تجاوز الحواجز الأمنية الكثيرة والفحص الدقيق من قبل قوات "طالبان".!!


1