أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
إسطنبول..تركيا : استعدادات لبدء تصدير الحبوب من أوكرانيا للعالم وسط خشية من تجدد القصف وانهيار الاتفاق!!
26.07.2022

تواصل كافة الأطراف مساعيها للبدء بإجراءات تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى العالم بموجب الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين روسيا وأوكرانيا بشكل غير مباشر في إسطنبول برعاية تركيا والأمم المتحدة، وسط خشية من تجدد القصف الروسي على الموانئ الأوكرانية وبالتالي انهيار الاتفاق الذي يواجه صعوبات تقنية وعسكرية وسياسية بالغة التعقيد بسبب تطورات الحرب غير المحسوبة وانعدام الثقة بين الطرفين.والجمعة الماضية، جرى في إسطنبول توقيع “وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية”، برعاية الرئيس التركي والأمين العام للأمم المتحدة، إذ يضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم مروراً بالمضائق التركية، وهو ما نشر الأمل بالعالم بإمكانية تجاوز أزمة نقص الحبوب التي خلفتها الحرب المستمرة في أوكرانيا.إلا أنه وعقب يوم واحد من توقيع الاتفاق، نفذت روسيا ضربات صاروخية مركزة على ميناء أوديسا، الذي يعتبر أحد ثلاثة موانئ وأهمها سيتم الاعتماد عليها في نقل الحبوب بموجب الاتفاق، وهو ما ولد خشية عالمية من انهيار الاتفاق، وهو الخطر الذي يبقى قائماً في حال تجددت الضربات على الرغم من تأكيد الأطراف المعنية بالاتفاق استمرار مساعيها للبدء بإجراءات التطبيق وعدم إعاقة العملية رغم القصف الروسي.والإثنين، اعتبرت الرئاسة الروسية (الكرملين)، أن الضربات على ميناء أوديسا الأوكراني “لا تؤثر على تصدير الحبوب”. وقال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن روسيا استهدفت “حصرا” البنية التحتية العسكرية في الميناء، مضيفاً: “الضربات ليست مرتبطة بأي شكل من الأشكال بالبنية التحتية المستخدمة لتصدير الحبوب.. يجب ألا يؤثر ذلك على بداية التصدير للحبوب”، مطالباً الأمم المتحدة “القيام بدورها في إزالة القيود غير المباشرة على صادرات الحبوب الروسية أيضا”.وينص الاتفاق بشكل خاص على إنشاء ممرات آمنة للسماح بمرور السفن التجارية في البحر الأسود وتصدير 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب وذلك عبر آلية يتمكن خلالها تحميل السفن من 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود وفتح ممرات آمنة من بين الألغام، التي نشرتها أوكرانيا، وفي إطار آلية تفتيش ومراقبة تتيح لروسيا التأكد من عدم نقل السفن أسلحة، على أن تمر هذه السفن لاحقاً من مضيقي البوسفور والدردنيل وصولاً إلى البحر المتوسط ومنها إلى أماكن الطلب حول العالم.وفي وقت سابق السبت، اعتبر أوليه أوستينكو، المستشار الاقتصادي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن الضربة الروسية لميناء أوديسا تظهر أن تصدير الحبوب عبر الموانئ لن يكون سهلا، لافتاً إلى أن أوكرانيا يمكنها تصدير 60 مليون طن من الحبوب، بين ثمانية وتسعة أشهر إذا لم تكن الموانئ فيها محاصرة “لكن الضربة الروسية لميناء أوديسا تظهر أن الأمر لن يكون بهذه السهولة بالتأكيد”.وبحسب وكالة رويترز، فإن الهجوم على ميناء أوديسا أدى إلى ارتفاع أسعار القمح بشكل حاد، الإثنين، وذلك بسبب الشكوك حول ما إذا كان من الممكن تنفيذ اتفاق الأسبوع الماضي لفتح ممر لصادرات الحبوب من الدولة التي تمزقها الحرب.كما يخشى أن يؤدي ربط تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا بمذكرة التفاهم التي وقعت بين وروسيا والأمم المتحدة والتي تعهدت بموجبها الأخيرة بتسهيل وصول الأسمدة وغيرها من المنتجات الروسية إلى الأسواق العالمية دون عوائق، وقال المتحدث باسم الكرملين: “”يتعين على الأمم المتحدة تنفيذ دورها بشأن القيود غير المباشرة المفروضة على شحنات الحبوب والأسمدة الروسية.. لا توجد (قيود) مباشرة، ولكن هناك قيود غير مباشرة لا تسمح لنا بتوفير هذه الشحنات بشكل كامل، والتي تعتبر حيوية للأسواق الدولية وخاصة في المناطق التي بدأت تعاني من شبح الجوع”.أكدت وزارة الدفاع التركية، التي تشرف بشكل مباشر على متابعة عمل غرفة العمليات والتنسيق المشتركة التي أسست في مدينة إسطنبول، الأحد، أن الإجراءات متواصلة في إطار مركز التنسيق من أجل تطبيق الاتفاق والبدء بصادرات الحبوب من أوكرانيا، وذلك بعد يوم واحد من القصف الروسي على ميناء أوديسا، في رسالة فهم منها على أنها تأكيد على أن القصف لن ينسف الاتفاق.والإثنين، أعلنت أوكرانيا أنها تتوقع تصدير أولى شحنات الحبوب “هذا الأسبوع” عملا بالاتفاق. وقال وزير البنى التحتية أولكسندر كوبراكوف في مؤتمر صحافي: “نتوقع أن يبدأ العمل بالاتفاق في الأيام القليلة المقبلة ونتوقع إنشاء مركز تنسيق في اسطنبول في الأيام القليلة المقبلة. نحن نعد كل شيء للبدء هذا الأسبوع”، مشيراً إلى أن العقبة الرئيسية بوجه تصدير الحبوب هي مخاطر القصف الروسي.ودعا كوبراكوف تركيا والأمم المتحدة، الضامنتين للاتفاق، إلى تأمين الشحنات الأوكرانية، محذرا بأنه “إذا لم تضمن الأطراف الأمن، فلن ينجح الأمر”. من جانبه، ذكر نائب وزير البنى التحتية يوري فاسكوف أن مرفأ تشورنومورسك (جنوب غرب) سيكون أول مرفأ تنطلق منه الشحنات، يليه مرفأ أوديسا (جنوب)، ثم مرفأ بيفديني (جنوب غرب)، وقال: “خلال الأسبوعين المقبلين، سنكون جاهزين على الصعيد التقني لتصدير شحنات من الحبوب انطلاقا من كل الموانئ الأوكرانية”.!!


1