أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 كانون ثاني/يناير 2025
العادات البدويه.. المرأه البدويه ايام زمان .. المغزَّل وبيت الشعَّر .. ح7 !

بقلم : ماجد البلوي  ... 21.12.08

بسم الله الرحمن الرحيم..تحيه طيبه الى الاخوه القراء..واقدم لكم الحلقه الثالثه من المرأه البدويه والتي سبق لي ان قدمت بعض اعمالها في بيئتها الصحراويه؟ ان المرأه البدويه هيه شريك مهم للبدوي ولا يمكن الاستغناء عنها. ومن اعمالها المهمه تقوم بعد قص شعر الماعز وجز صوف النعاج وتسمى كل قصه من الصوف (جزه)ولها مقص خاص يعرفونه البدو وهناك رجال صنعتهم قص الصوف يأتون من المدن لأجل ان يقصوا أغنام من عنده اغنام كثيره ويأخذون اجرهم على هذا العمل والصوف يقاس ويحسبونه ويبيعونه كذلك (بالجزه)..واذا كانت الاغنام قليله فأن صاحبها يقصها ويساعده بعض اهله او جيرانه..ويبدأ قص الاغنام في اول الصيف وفي موسم الحصاد حتى تخفف من حراره اجسامها.. ولا تقص اصواف الاغنام البيضاء في الشتاء لاجل ان يدفي الصوف اجسامها من البرد والصقيع.. وتقص شعر الماعز كذلك وهذا الشعر لا يسمى صوف.. والصوف للغنم البيضاء والشعر للماعز.. وتقوم هذه المرأه بجمع شعر الماعز ووضع بعضه حول معصمها الايسر ولفه بما يشبه الحبل الغير مغزول حول يدها الى ان يصل تقريبآ الى الكوع ويكون عندها مغزل مصنوع من الخشب او من اغصان الاشجار ..وتكون بعض النساء البدويات قد صنعنه بأنفسهن ويشبه هذا المغزل حرف (T)بالأنجليزي ويثبت على رأسه مسمار صغير ويكون مطعوج بلغه اهل الباديه.. هذا هو المغزل الذي تغزل به المرأه البدويه غزلها.. عندما تتجمع هيه وصويحباتها عند الفراغ من اعمال البيت ليبدأوا غزل شعر الماعز ويغزلون الصوف كذلك ايضآ.. وتبدأ المرأه البدويه بلف الشعر حول المغزل ثم تسليك الشعر من حول معصمها وبعضهن تبخ الماء بفمها على الشعر كي يصبح طريآ وترفع يدها اليسرى التي يكون ملفوف الشعر حولها الى الاعلى ثم تقوم بيدها اليمنى بلف المغزل على فخذها اليمنى من فوق الركبه وهيه جالسه طبعآ وبعضهن تكون رجلها ممدوده.. وبعض النساء تغزل صوفها وهيه واقفه وتكون ترعى مع اغنامها؟؟ تقوم هذه البدويه بعمل هذه الحركه للمغزل على فخذها وترفع يدها اليسرى في الهواء وعندها ترى المغزل يلف في الهواء في حركه دائريه وهو يلف خيط الشعر حول نفسه بطريقه جميله جدآ وفنيه كذلك.. وبعدها تقوم البدويه بفك هذا الخيط من المسمار الموجود في أعلى المغزل ثم تقوم بلفه حول عصى المغزل وتقوم بعد ذلك بلف آخر الخيط حول المسمار وتسليك قسم من الشعر الموجود حول معصمها ولفها للمغزل على رجلها اليمنى مرة أخرى وبنفس الطريقه الفنيه لعمل خيط الشعر ويكون هذا الخيط من اجود انواع الخيطان الذي يصنع منه بيوت الشعر في الباديه وافضل من المصانع الميكانيكيه.. وعندما يصبح الخيط على المغزل يشبه الكوره تقوم البدويه باخراجه من المغزل وهو على شكل كوره ملفوف حول بعضه البعض وكل يوم تعمل لها شويه غزل وهي تتكلم مع البدويات ولا تشعر بتعب العمل والى عدة ايام او اكثر من شهر هذا الحال الى ان يتجمع عندها أكثر من (200)الى (400)من من لفائف[طُبه] غزل شعر الماعز..وبعدها تقوم البدويه مع صديقاتها بالعمل للتحضير لعمل (الشقه او الطرائق)الذي يصنع منه بيت الشعر وهو ان تقوم البدويه بوضع وتدين من الخشب على بعد نصف متر او متر من بعض وتثبيت الاوتاد في الارض وربط عود او خشبه بين الوتدين ثم تقوم بعمل وتدين آخرين على بعد عشرة امتار او عشرون متر حسب طول بيت الشعر الذي تريده هذه البدويه ثم تقوم بتثبيت الوتدين بنفس الطريقه الاولى وتقوم النساء البدويات بمساعدة بعض بجلب كريات الغزل ولفها على الخشب المربوط على الوتدين ومن ثم الذهاب الى الاوتاد الأخرى ولف الغزل على الخشب والعودة الى الجهة الاخرى (وهلم دواليك) الى ان يمتليء ما بين الاوتاد بخيطان الغزل بجانب بعض و بطريقه فنيه ورائعه وهو ما يشبه النول عند من يصنعون السجاد.. ويكون عمل الشقاق او الطريقه بجانب بيت الشعر من الجهه الاماميه ويحرصون على ان لا تدوسه الاغنام او يلعب به الاطفال.. وتقوم البدويه بعد تحضير الخيطان بجلب كره غزل وتقعد قرب الاوتاد وتقوم بادخال الخيط بين الخيوط المشدوده بين الاوتاد مرة من الجهة اليمنى وبعدها ترفع الخيطان الموجوده الى الاسفل الى الاعلى ومن ثم تقوم بادخال الخيط الموجود في اليمنى الى الجهة اليسرى وبعدها تكون عندها خشبه عريضه تفصل الخيطان السفليه عن العلويه وموضوعه في الوسط وخشبه أخرى تدخلها بعد ادخال الخيط من اليمين ومن اليسار تقوم بشد هذا الغزل بهذه الخشبه على الخيط كي تتقارب عقد الغزل الى بعض وتقوم بعض النساء بتزيين الشقاق بخيط صوف ابيض يغزل مع(الطريقه)و تضعه في وسط الشقاق او طرفيه ليعطيه منظرآ جماليآ رائعآ.. ويكون عند البدوبه قرن غزال ومن مقدمه هذا القرن يشبه الصناره وتقوم هذه البدويه بمسك قرن الغزال وتشد به الشقاق خيطآ خيطآ وواجدآ بعد الآخر وبكل مهاره وحرفيه وفن وبدون ان تقطع اي خيط لأجل شد الخيطان واكتشاف الخيط الرخو والضعيف وتسمى هذه العمليه التنجيد.. وتظل البدويه لمده شهر او اكثر كل يوم تعمل لها شويه الى ان تتم شقتها او طريقتها كما يسمونها عندهم .. وتلفها بشكل دائري وتحتفظ بها وبعد مدة من الزمن تعمل لها أخرى الى ان تكمل شقاق بيت الشعر..وتوجد صور لها في صحيفة ديار النقب وتصنع البدويه كذلك من خيطان الغزل او خيطان الصوف (المعند)وهو الساتر بين (رفه الحريم ورفه الرجال)بلغه البدو اي الحاجز الموجود بين مجلس الرجال ومحرم الحريم ويكون له الوان زاهيه بعد دباغته وله شرارب جميله وملونه كذلك..كما تعمل البدويه بعض الاشوله للحبوب وللغطاء تسمى (غفار او غفره)وكانوا يتغطون بها عند النوم في فصل الشتاء لتدفيهم من البرد كذلك وتستعمل منها نوع للجلوس عليه كذلك ..وتصنع من الصوف فرشات ومخدات كذلك وألحفه خفيفه بارده في الصيف ودافئه في الشتاء وهذه الفرشات والمخاد تقدم الى العروس وتكون من عفش بيتها في ذلك الزمان..وتقاس فرشات الصوف بغنى البدوي في ذلك الوقت مثل كثرة الاغنام والابل والعيش.. وتفرش فرشات الصوف عند البدو في الاعراس وتفرش للضيف الغالي وممكن من زود الاكرام ان تفرش للضيف فرشتان فوق بعض ووضع المخدات حواليه وبجانبه وهذا يعتبر من اكرام كبار الضيوف والشيوخ.. وتذكرني حكايه ان احد الفلاحين كان يطلب احد البدو دينآ له وعندما جاء الى هذا البدوي في الصحراء وسأل عنه احد البدو وبعد السؤآل اجلسه على فراش عادي.. وعندما علم البدوي المدين به قام هذا البدوي بالذهاب الى التاجر وسلم عليه ولام من استقبله انه لا يعرف مقادير الرجال واخذه الى بيته وقام بفرش فرشتان من الصوف للتاجر الفلاح ووضع له المخدات من جانبه وخلفه وذبح له خروفآ تقديرآ له وعزم عليه كل جيرانه وبعد الغداء صار البدو يتعازمونه وأكبر هذا العمل في عين التاجر على هذه الحفاوه والاكرام وعند نهايه زيارته قام البدوي وليعطى التاجر حقه.. وقام التاجر وحلف يمينآ قاطعآ ان لا يأخذ اي قرش من هذا البدوي نظير اكرامه وتكبيره بين الناس..انظروا ماذا يصنع الكرم في سلف العصر والاوان.. وكذلك من ينام على فرشه الصوف ينام نومه هنيه ومريحه اجمل من احدث غرف النوم حاليآ ولا يعرفها الى من جربها؟؟ ومن جمله عمل المرأه البدويه طحن حبوب القمح .على الجاروشه او(الرحى) وهية مصنوعه من الحجر وتكون من قطعتين دائريتين بعرض نصف متر تقريبآ ووزن كل قطعه من العشره كيلو غرام الى خمسه عشر كيلو ومصنوعه من حجر خاص به فتحات صغيره تجرش الحبوب ولا تنعمه ومصنع في بئر السبع او غزه اوالخليل وهذه الرحى قليله عند الناس.. ويوضع قسم من الرحى الى الاسفل فوق قطعه قماش او شوال ويكون في وسطه فتحه موجود قطعه خشب او عود مثبته حتى يحفظ توازن القطعه الثانيه.. ويأتون بالقسم الثاني من الرحى او الجاروشه ويكون بها فتحه اكبر من الاولى وتكون به فتحه من جانبه كذلك ومثبته به عصى او خشبه بطول عشره سنتي متر تقريبآ وهي القبضه التي تمسك بها المرأه لكي تحرك بها الجزء العلوي بشكل دائري.. ويضعونها فوق الاولى ويسمون الاولى من الرحى التي يوجد بها عود الخشب من الوسط بالذكر ويسمون القطعه الاخرى من الرحى التي بها فتحه بالأنثى ويضعونهم فوق بعض ..وتقوم البدويه بجلب حبوب القمح او الذره في وعاء والجلوس حول الجاروشه مع رد رجلها اليسرى ومد رجلها اليمنى حول الجاروشه وتبدأ بالتسميه بالله ووضع الحبوب في فتحه الجاروشه من الاعلى ومسك يد الجاروشه العلويه بيدها اليمنى وتبداء بالتحريك من اليمين الى اليسار او في الاتجاه العكسي في اليد الاخرى ويصدر للجاروشه صوت حنين وجميل وتقوم البدويه بالتمايل مع حركه الجرش ووضع الحبوب ويختلف صوت الجاروشه عند نهايه جرش الحبوب الموجوده في داخله وتنتبه البدويه لذلك وتغرف من الحبوب وتضع داخل الجاروشه وتبدأ الحبوب المجروشه بالخروج من حواف الجاروشه الدائريه على قطعه القماش الموجوده تحتها الى ان تتم جرشها وترفع القسم العلوي عن الجزء السفلي وتقوم بتمييل قطعه الرحى السفليه حتى يسقط باقي الجريش من على الرحى وتلم جريشها في وعائها وتشكر اصحاب الجاروشه وتذهب الى بيتها.. ومن اعمالها ايضآ عند غسيل الملابس ان تذهب بها الى غدير المياه او الى سيل المياه وتقوم بنقع الملابس بالماء وبعدها تقوم بفرك الملابس بيديها وبعض الملابس الخشنه تقوم بدقها بحجر دقآ خفيفآ او دق متوسط حسب تحمل قطعه القماش لدق الحجر بدون ان تؤثر بها اي خدش وبكل مهاره وتنظف هذه الملابس بدون اي منظفات كما هو اليوم من كلور ومواد كيماويه ولا يوجد عندهم الا صابون مصنوع زيت الزيتون والغار نابلسي او من قطاع غزه او بئر السبع او الخليل.. وبعدها تأخذ غسيلها وتنشره على حبال البيت او على الحطب لينشف.. ومن اعمال المرأه البدويه عندما يقرب عيد الاضحى المبارك تقوم بكنس بيتها ورشه بالماء وتكنيس مراح الغنم كذلك.. وترتيب الفرش والطراحات وتحظير السكاكين وقدور الطبخ تقوم بتحضيرها وجليها بليف النخيل مع التراب لينظفها من الشحبار الاسود و الدهون العالقه في القدور.. وتصنع نساء البدو بعض ملابس الصوف والصديريات للأولاد والازواج كذلك كما تقوم بصنع طاقيه لها من الصوف تسمى (شبكه)وهيه لزينه النساء.. وتعمل الطواقي وبعض رباطات الخيل والاحزمه الملونه مع الشرارب ..وتصنع بعض الشنطات التي تحمل على الكتف وهيه حاليآ من اغلى انواع شناط الموضه..كما تصنع المرأه البدويه لزوجها كيس صغير مطرز..( للتتن) اي دخان الهيشي او دخان السمسومي في ذلك الوقت.. انظروا كم كانت تتعب امهاتنا وجداتنا.. والله انهن يحتاجن الي مجلدات لشرح اعمالهن.. وان شاء لنا لقاء قريب باذن الله تعالى.. والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته.. اخيكم/ماجد البلوي.. تبوك..السعوديه
تنويه : ديار النقب تشكر الاخ ماجد البلوي على دقته في وصف الامور ومسؤوليته عالية الجوده في نقل الامانه التراثيه والحضاريه والتاريخيه البدويه الى الاجيال الحاضره والقادمه... ونتمنى ان يقرأ الجميع هذا الابداع اعلاه باسهاب.