ديار النقب تُحييكم اينما كُنتُم وتواجدتُم وتلفت انتباهكم الى ان بريد القراء سيكون منبر مفتوح للجميع, وستقوم ديار النقب بنشر مايردها من رسائل وتساؤلات تباعا ومباشرة على هذه الصفحه. ولاضافة رسائـلكم او تساؤلاتكم او طرح اي قضيه او مشكله شخصيه او عامه,,, ما عليكم الا ان تضغطوا على *اضف رساله المبين في ادنى هذا النص...اهلا وسهلا بكم على صفحات وفي ربوع ديار النقب..مع تحيات فريق عمل وادارة ديار النقب.
كن صديقي
الحياة في حقيقة الأمر جميلة بالرغم من الشوائب...
وهناك سوء تفاهم من فهم الحياة على حقيقتها...
لأن في حقيقة الأمر القلوب مختلفة والعقل أيضا...
هناك سنبلة إلى جانب الطريق وأنت تمر بها فلا تلاحظها...
وهناك ثوب في أحد المحلات فيعجبك ولكنك لا تستطيع أن تشتريه...
ومنهم من يتعايش الرياح ويحبها في الصباح ولكن في المساء يغضب...
ونعرف من يكافح من أجل أن يجد بيتا يطل على البحر...
وصديقي كان يمتدح الصخور والجبال والوديان...
كل فرد منها له جذور مختلفة عن الآخر...
وهنا المشاعر تضج حتى تطلب الخروج الى جهة لم تكن تركز أنها هنا...
وجارتنا كان الزرع ينبت في جفونها كأنه أجنحة ترفرف سعيدة...
وأنا أجد على ضفاف حياتي صديق صدوق صادق يطوف هنا وهناك ولا ينتهي...
إن وجد الى جواري أو كتب لي كانت السماء الزرقاء جبهة لي...
وإذا جاء البرد أشعر وكأنه معطفي...
موعده إن جاء فهو إنتصار لي وفيه تسكن الزرعة الخضراء...
فيه أحس وإن كتب حرفا بأني في الوطن الجميل وأني بخير...
الحياة حقول هنا محروثة تنمو فيها أروع المحاصيل وعاشت مع أجيال كثيرة..
وأيضا الحياة هناك حقوق مرتعشة مشتعلة ببقاية أعشاب برية لأن صاحبها لم يكافح من أجل أن تبدأ الحكاية الجميلة على هذه القطة من الأرض...
هنا فنان يعيش الحياة بهدوء وسكينة ونسيج من العلاقات الطيبة مع من حوله...
حتى من من في البعيد الذي عرفهم عبرى الحرف والكلمة...
وهذه صديقتي عرفتها من خلال الحرف والكلمة وأيضا من البلاد البعيدة
التي تعيش وتتنفس لهيب من لا يخافون الله ولكنه كالوردة في حروفها وكلماتها
تسكن الحياة وحى جارة للزمن وفي يومها يتدفق الشفق مطرزا بألف حلم وحلم...
فلا تثور ولا تحزن...اليوم نعيش الألم وغدا تأتينا موجات من السعادة...
ولا بد لهذه الشتلة أن تخرج الى حيز الوجود ولا بد لتك الزريعة أن تموت
في فصل وفي زمن وفي فترة ما من الحياة...
ولا تستغرب يا صاحبي ممكن الذي تحبه اليوم في فترة ما سوف يختفي ذلك الحب
من قلبك وحتى من وجودك فلا تغضب إنها الحياة...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
16-10-2021
تحيّاتي
هل تغيّر بريدكم الإلكتروني؟؟
**الجواب..لا
عيد ميلاد جاء حزينا
من أجل أماكن كثيرة نكتب ومن أجل أناس كثر نتحدث...
نكتب ونحن نحمل أحزانا...ونغرد لنستقبل الليل...
ونهمس ولكن بدون صراخ من أجل سنبلة نشتهيها ضاعت في البراري...
وكثير من الأوقات ننسى أن نشرب قهوتنا...
حتى يأتي الربيع ولا نتغزل به لأننا نكون في عالم آخر...
واليوم وهذا اليوم بالذات أحببت أن أتأخر في النوم...
ولكن الأصوات والهمسات إستيقظت في داخلي تهمس إنهض من نومك...
اليوم علينا أن نفرح كثيرا وأن يكون عندنا مهرجانا من الغبطة والسعادة...
نهضت وشربت قهوة الصباح وجلست الى قلمي فلم أجده...
وكأنه قد إختفى بين الزهور والياسمين والزنبق ليغتسل...
حتى القلب شعرت بأنه قد غير دقاته وينتظر...
نعم ينتظر أن أعود الى قلمي وأترك له المجال لأن يكتب ويغرد ويغني...
نعم القلم عَلَمَنا الكثير ولم يسلب منا الحياة...
وهنا أحببت أن أكتب الكثير عن الحب الأخضر...عن السماء الزرقاء الصافية...
وكنت دائما أسأل ذاتي هي نعمة هذه السيدة التي أكتب عنها ما الفرق بينها
وبين السماء والحقول الخضراء والبساتين المليئة بالزهور...
وأنا اليوم وأعرف بأنك حزينة ويكلل عالمك الألم من جميع الجهات...
بالرغم من كل ذلك جئت أرسم بالحروف والكلمات أخبر كل الطيور
وأوراق الشجر الأخضر أن اليوم هو عيد ميلاد سيدتنا التي تعيش الهم والحزن والألم...
لماذا سيدتي كل ذلك منقوش في حياتك...
ولكن سعداء لأنك لم تسقطِ وإستيقظَ الدجى في عالمك...
نحن ندرك بأن الله قد وهبك قلبا كبيرا وهذه النعمة الكثير منا يشتهيها...
عيد ميلادك اليوم يعادل الدنيا لأنك في عالمنا أنت مساحة الدنيا...
فعيد ميلادك حب حقيقي في عالمنا...عيد ميلادك بالنسبة لنا ياقوت وزمرد...
كل عام وأنت بخير سيدة البيسارية تلك القرية النائمة فوق التلة سعيدة بك...
وفي عيد ميلادك أنا أطلب شيئَين أن يعطيك الله الصحة والعافية ويزيد في عمرك
ويعطيني العمر لأن أعود وأكتب لك أيضا في عيد ميلادك القادم...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
01-10-2021
اليتيم
في كثير من الأحيان ننسى أشياءً كثيرة وتغيب عن بالنا قِيَمْ وتعاليم...
حتى لو كنت تغتسل بأموال الدنيا فلا تنسى أن تعود الى ذاتك بين الحين والحين...
إن كنت لا تتألم فهذا لا يعني أن الألم غير موجود في الوجود...
ترى الشمس ذهبية الشعاع تمشي في الصباح على جسدك وثيابك...
وأنت أيضا تتناول فطورك بهدوء وسعادة وتقرأ الجريدة...
وفي الحياة وفي كثير من الأحيان تشعر وكأنك إمبراطور في حياتك...
عرشك حدائق وبساتين وفواكه وسنابل قمح...
ولكن قف مكانك وفكر وحدق في الوجوه التي تمر بك جيدا...
الغيوم تملأ قلب هذا لأنه ظلم إنسانا ما فكيف إذا كان ذلك الإنسان يتيما...
وهناك من بقي في حياتهم ساعات قليلة وهنا تذكروا بأنهم أكلوا مال يتيم...
هل على اليتيم أن يعيش داخل سجن لأنه حُرِمَ الأب والأم...
ولكن لا ننسى أن في داخله حياة سعيدة وجميلة...
وفي الحقيقة هو ليس في زنزانة حقيقية...
إذا فعلينا أن لا نُبَدِلْ حياته من الفرح الى الكآبة...
علينا أن نحبه حتى نعطيه قوة الوجود في الحياة...
اليتم إنسان من لحم ودم...
وإذا درسنا الموضوع من كل الجوانب ندرك بأننا في نهاية الأمر كلنا يتامى في هذه الحياة...
من قرأ القرآن الكريم سوف يشعر بهذه الحقيقة وعلينا دائما أن نتذكر بأن اليتيم يجب أن يكون أيضا في إهتماماتنا وخصوصا هذه الأيام فاليتامى كثر لأن الظلم عَمَّ العالم...
كن ثائرا بجانب اليتيم...كن شهما الى جوار اليتيم...كن كريما...كن أبا وأخا أيضا...
تريد أفقا مليئا بالغيث من الرحمن إبحث عن اليتيم..
كانت والدتي رحمها الله تقول لي وأيضا والدي رحمه الله يهمسان في سري...
أكرم يتيما في حياتك يكرمك الله...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
05-10-2021
شجرة الياسمين
هذا الصباح لي همسة الى شجرة الياسمين لأني أعتبرها نعمة...
وسوف قلبي أولا يسألني كيف هي نعمة وبصرك اليوم بعيد...
في الحقيقة أنا أمشي على قلبي ولا أمشي على شجرة الياسمين...
لا يهم ما هو أصلها المهم أنها من خلق الله أولا...
أكاد أحترق وأخبارها تصل إليَّ بأن هناك شجرة في ضيق من أمرها...
وأيضا يُكَبِلُني القلل وهي من تحيا عادة في بلاد الياسمين...
ولكن كانت هناك شجرة في حديقة الأستاذ ولا أعرف لماذا اقتلعها...
لا يهم ذلك والسؤال ليس في محله لأني فقط أحببت أن أعرج الى هناك...
كان طريقي إلى شجرة الياسمين هوى من نوع آخر...
بل حتى مرفأ لمن يريد أن يعيش الهدوء والسكينة...
وفي التكرار الى زيارة شجرة الياسمين لن تمل من عادتك هذه...
ولكن هذه الشجرة هذه الأيام رقصت في عالم غير عالمها...
جفونها خائفة من التلاشي ومن كل الجثث التي هنا وهناك لأنها لا تميزهم...
هي مقتنعة بصورة رُسِمَتْ لها قصرا وبشيء من الظلم...
فتحولت الى شجرة حزينة دون أن تدري ذلك...
عاصفة عوجاء أدمت وقتلت ذلك الجميل ونسيت كل الحب والحنان...
هل هذه الريح حلم غبي نبتتْ ولا تعرف الحب الحقيقي ولا مصدره...
نعود الى شجرة الياسمين سيدتنا...
هي منجم من الحب والحنان وتلك الريح هوجاء أكلت السعادة من هواها...
حلما عاشته ولكن ليست بثقافة الإنسان الذي يطلب الخير لذاته أولا...
حتى بريق العيون تحول الى شوارع مليئة بالضباب...
عاشت تلك الشجرة كالعصافير والريح من حولها عاشت قساوة القلب...
والغريب أن هذه الشجرة لم يسعفها ما تعلمته طوال السنين أن هذه الريح هي
في حقيقة الأمر غبار سوف يغادر أفقها ولن يترك لها إلا الضياع...
وبما أنها شجرة ياسمين كانت تنام وتظن بأن الأشياء حولها ستنام أيضا...
ولكن تلك الريح كانت قاحلة وبصورة بشعة وللغاية...
الكل دندن حولها مرارا وطويلا ولكن والغريب أنها لم تسمع أجراسهم لأن تلك
الريح ترسم لها وفيها عالم أعمى لا يرحم...
صاحبي من اليمن السعيد كتب لي يا أخي هل حقا هذه شجرة الياسمين...
وصديقي من العراق همس في سري هل هي أغنية حب لم تكتمل...
وضج إنسان من لبنان هل فقدت الطريق في أغنيتك...
أما أنا كنت أغرق في بحر غريب فالجرح عميق بالرغم من أنه جرح يعيش
في زحمة من جراح مجنونة هنا وهناك....
والآن أعانق أحلامي المسافرة إلى شجرة الياسمين وأتمنى لها الخير والعودة
الى العقل واليقين وأن تمسح جفونها من القلق...
ومن جديد عليها أن تعطينا الزهرة البيضاء الغنية بالحب والطهارة...
نعم هناك دائما نقطة من الشفق تأتينا لتنير حياتنا...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
19-09-2021
وشوشة غريبة
قضيت طويلا في ساعاتي من الصباحي وكأني أعيش ثلجاً في عالمي...
أشياء كثيرة تنتهي في بضع ثوان وأنتَ في واقع الأمر تختار بين هذا وذلك...
ولكن تلك الوشوشة كانت عن غير الحقيقة...الكذب ...هل نعيش كذبة ما...
في الصغر كانت الروح بحاجة الى ثقافة من نوع آخر...
وعندما كنا نتجول بين الكلمات لا نفهم أكثرها وبما أن السؤال كان في الكثير من
الأمر صعب فكنا نتمرغ بما نعرفه...
مهما تعيش بين الكلمات والحروف تبقى بحاجة إلى الشرح والتفسير...
نعم ممكن أن نكون هنا في عَمى من البصيرة...
ولن تُبْصِرْ النور إلا إذا طلبت مساعدة من إنسان آخر تثق به...
وتسأل اليد الممدودة للحق والصدق والإخاء...
وفي الحقيقة الجميع بحاجة الى القليل من البكاء للوصول الى الأشواق...
وَقِفْ في نصف الشارع لأنك فقدت العنوان ولا تعرف الوصول...
والكائنات الحية هنا متلاصقة كل في طريق مختلف...
وهذا إنسان تعرف من وجه أنه حزين...تسأله هل تعرف الطريق...ينظر إليك...هل تريد مساعدة يا صاحبي...
في الحقيقة أنا لست بصاحبه فلا يهم هل تستطيع أن تشير لي الى مكان ما...
وبين الهواء ودخان التبغ الذي يدخنه وضوضاء الشارع رسم لي معالم المكان...
وأكملت الطريق...وغابت عني أكثر الوجوه وأيضا وجه صاحبنا...
ووصلت الى المكان وفي الحقيقة لا أعرف أنا أخطأت العنوان أم أنه لم يكن صادقا...
وأغرقني التعب...ورميت نظراتي هنا وهناك وها أنا الآن أستغرق في هلوستي...وكان السؤال الغريب... لماذا رسم لي الخريطة الخطأ هل هو أخطأ أو أنه أراد أن يثبت لي أنه يكذب...أقنعة كثيرة هنا وهناك...وأيضا وجوه مليئة بالصمت موغلة بأفكار لا يعرف صاحبها التفسير...أشياء ترتمي هنا وهناك فارغة حتى من الحقيقة...
واليوم بكيت بحق وحقيقة...إنسان يأتيه الرزق وهو لا يعمل...ممكن أن يكون إنسان طيب أو أن من حوله هم الطيبون فيساعدوه...ولكن هناك عيون مليئة بحب المعرفة...
ولكن هذه ليست معرفة هذا تدخل في عطاء الله يريدون أن يعرفوا من أين يأتي الرزق
لهذا الإنسان...ونسوا أو تناسوا بأن هذه ليست لعبة...وغاب ما في ذهنهم أنهم هؤلاء وبالرغم من أنهم يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن بأن الذين يسألون عنه لا يجوز...غير أخلاقي...فالأجدر بهم أنهم أيضا ممكن المساعدة فلما لا...ولكن هنا تسقط كل الأبعاد وتبدأ الثرثرة الفارغة فتراهم قد تعروا من مشاعرهم الحقيقية ونسوا بأن هذا الإنسان
ممكن أن يكون أخ لهم وهو بالفعل أخوهم ولكن هل مات ذلك الشعور في داخلهم...
والحقيقة المرة أيضا أبعد من كل ما جاء يفقد الجمال في داخلهم و يتابعوا السؤال
هنا وهنا وكأني بقلبهم قد تحول الى صخرة تريد أن تعرف من يضع في راحة ذلك
الإنسان المساعدة ونحن نعرف وقيل لنا وعلمونا إذا أعطيت فلا تدع يسراك تعرف
ما فعلت يمناك...ليت ساعة الضمير تدق في حياة الإنسان الغبي الفضولي...
إنها الحياة وإنه الإنسان...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
01-010-2021
كلمة الى أخي الأستاذ
ماذا تتوقع أيها الصباح وأنت دخلت علينا وهناك ظِلٌ في حياتنا...
ونحن ومخالب لئيمة تهدد سعادتنا...
بالرغم من كل الحنين المؤلم اضطررنا أن نستقبلك أيها الصباح...
أولا إنها سِنَةُ الحياة صباح يغادرنا وصباح يرتمي في حياتنا...
صحيح اشتقنا للياسمين واليوم هذه الزهرة البيضاء يابسة...
لا تعطينا رائحة ولا حكمة ولا حتى لونا...كانت تنام في زاوية حديقة الأستاذ...
تُحْرِقُننا والغريب أنها قاسية اليوم علينا...هنا أتكلم عن الأيام...هذه الأيام...
حتى طعم فنجان قهوتي له طعم مختلف وكأنها مغشوشة...
ضَمَّنا الى عالمه ورسم على وجوهنا ألف بسمة وبسمة...
وفي قلوبنا زرع مليون حب وحب لمن حولنا في القريب أو البعيد...
وهذه صورة لإنسان أحببناه فهو بالسبة لي أولا مميز...
أستاذ عظيم لا تغيب عن ذاته الإنسانية...ونزيه للغاية...
في الحقيقة إنه أجمل أغنية في حياتنا...كان وما زال...
الشمس تعرفه جيدا لأنه يجلس الى شرفة منزله يشرب القهوة ويدخن السيجارة...
كنت هناك أجالسه في المقابل أحدق به أنظر الى عينيه...
مع كل الكنوز التي يخبؤوها في داخله من الثقافة والفهم والعلم وما زال يدخن...
ما عندي ما أقوله له ربما يظن بأن هذه سوف تريحه من الوشوشات الغريبة...
أو لأن حبيبته الجالسة الى جواره أيضا تدخن...
المهم اليوم لنا معه قصة أخرى في غالية الحزن والألم...
قست عليه الأيام لأنه كان مغلولا بأقوال الغير...المشكلة أن ذاكرته قوية وللغاية...
لهذا كان تاريخا يرويها ويحفظ كل الأحداث والتواريخ لهذا كان يتألم...
أخي الأستاذ قمة أخلاق في ذاته...
يجلد ذاته ونفسه قبل الآخرين...جبل من جبال النرجس...
عاش ثائراً ولكن للأسف في ذاته وداخل قلبه وفي حدود الجسد...
وأنا اليوم وهذا الصباح السعيد في عالمنا أشعر بالألم والحزن...
لم أستطع أن أكلمه ولا أقول له صباح الخير أخي...
آمل وأطلب من الله أن لا يكون الدرب درب الحياة أمام الأستاذ أخي مجهولا...
بانتظارك أخي الأستاذ ومعنا ألف ياسمينة ووردة من زهور الحياة...
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان
25-09-2021
سامحيني يا أمي
ساعات تفصله عن مغادرة لبنان الوطن الحبيب...
صَرَخَتْ الأم باكية لماذا يا حبيبي ماذا حدث لثقافتكِ ووعيكِ وحبكِ...
يا أمي ألم أخبركِ والفجر الأحمر يدخل من نافذتنا بأنني غير مسافر...
ويومها أنتِ بكيتِ بشدة وحرقة...وطلبتِ مني أن أسافر...
أنا اليوم عريان يا أمي أتسكع في شوارع مدينتي أبحث عن القليل من البنزين لأضيء
ليلك يا أمي...
قلتِ لي بالأمس عندما طوال النهار لم تأتنا الكهرباء نحن نعيش في وطن اليوم أكذوبة...
نعم يا أمي ماذا بقيَ للناس هنا في هذا الوطن...
حتى الكلام يموت فيهم من الصباح حتى المساء لا كهرباء ولا ماء...
وكأننا في القارة الإفريقية ويا ليتنا نحن مثلها كل يوم هناك انقلاب على حاكم...
ولكن هناك يولد الذهب وهنا في الوطن يولد الألم والجوع...
واليوم ما زلتُ أسمع كلام أبي رحمه الله تمسك بالوطن يا بنيَّ...
ولقد تمسكت به كثيرا وطويلا...ودائما كنا نأمل التغيير وأن تكون الظروف أفضل...
نحن هنا كالغرباء...الحزن في شوارعنا...والليل يأتينا مسرعا...
نعم يا أمي كانت مدينتي الحلم الذي عشت فيها ولم نكن نعرف الكآبة...
وكنا نشاهد كيف البرتقال تخرج الزهور من أوراقه سعيدة وكانت الرائحة رائعة...
كانت هذه المدينة تعيش في وجهي وتستيقظ في عينيَّ...
أحقا رسالتي هذه مزقت أحلامكِ يا أمي...
هنا أسافر الى لون عينيكِ كالسماء الصافية الزرقاء...
وبالرغم من كل المسافات بيننا هذه الأيام أشاهد ابتسامتكِ...
وفي كل صباح تقبلين خطاباتي...
تعرفين يا أمي في البعد عنكِ نحن ضعفاء...
حتى دفتري أرى أوراقه البيضاء بلون آخر...
لا تخافي ذهبت الى طبيب العيون...ابتسم وهمس في سري أنت بخير...
هنا آمل يا أمي بأن أكون قد أهديتكِ عنقودا من الياسمين...
وعلى صفحتي اليوم سوف أرسم شجرة الياسمين لأنها رائعة كما أنتِ رائعة...
لن أوعكِ على صفحتي هذه لأنك في ضميري...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021
صباح الخير يا صاحبي
استغربت اليوم لماذا جئت تسألني لماذا تغيرت طعم المنقوشة...
عدت الى ذاتي ...فكرت مليا...صحيح أشياء كثيرة تغيرت...
ولكن طعم المنقوشة لم يتغير يا صاحبي...
نعم تغير العامل في المخبز...كان لبنانيا...واليوم هو من سوريا...
وقفت أمامه وهو دائم الابتسامة...يعمل بهدوء...
والعجينة أمامه...يدورها...ويضع عليها الزعتر والزيت...
وبين الفين والفينة ينظر إليك...هل تتابع حركاته...
هو سعيد بعمله هذا ويخاف أن يفقده...فالحياة في الوطن قاسية...
فجاء الى لبنان...بالفعل كان يسمع عن لبنان...وأحب لبنان...
وعمل في أشغال كثيرة الى أن تعلم هذه المهنة فأحبها...وكثيرا...
إفطاره منقوشة زعتر...غذاءه منقوشة كشك وبعض الأحيان لحمة...
عشاءه منقوشة جبنة أو منقوشة محمرة بالجبنة...
كان يخبرني بكل هذا وهو سعيد...نعم قال لي دائما أنا سعيد...
فيشكر الله ويشكر رب العمل فهذا كان الاتفاق منذ البداية على العمل...
ودخلت السوبر ماركت ويحمل لي الأغراض التي اشتريتها الى البيت...
شاب...استغربت...سألته ونحن في الطريق الى البيت لماذا لست في المدرسة...
قال أنا فلسطيني وهناك مشكلة هذه الأيام بين الفلسطيني وبين وزير التربية...
وأعود الى البيت سعيدا من مشواري هذا...مررت على محلات كثيرة منها مغلقة
ومنها مفتوحة ولكن بدون زبائن...ومنها برسم البيع....ومنها برسم الإيجار....
ومنها برسم الاستثمار...
هذه منطقة من الوطن...عالمنا آخر...كل الجنسيات موجودة...شئنا أو أبينا...
يلفنا الفراغ...كل فرد منا في حياتنا ...فرد فرد...كيان كيان...مجموعة مجموعة...
حزب حزب...ليس هناك ارتباط بالعقل ولا بالحياة البشرية...
الكل يصارع الكل...والغيوم متلبدة حتى التاريخ رفض الكتابة عن حالتنا...
أنا من يسأل ذاته مرارا وكثيرا...عندما نخرج من البيت إلى الدنيا ونجد إنسانا نصافحه عن معرفة هنا في هذا الشارع في هذه اللحظة نقرأ على وجهه قصيدة...أو بيت شعر...
أو إحساس شاعري أو رغبة في الإصغاء أو التكلم...
تدخل لتشتري غرض بسيط منه يبدأ بالحديث طويلا وكأنه اكتشف فيك ضالته المفقودة وكأني به منذ الفجر لم يدخل عليه أحد...
وفي محطة البنزين عمال من بنجلاديش...دائمي الابتسامة يتكلمون العربية......
إذا تركت لهم إكرامية أو لم تترك لهم...وهذا موظف مصري في محل الحلوى...
أنا أدرك في أعماقي بالرغم من أني لا أعرفهم أحرار من الداخل ويحبون أوطانهم ويحنون الى الرجوع الى ربوعه...ولكن الظروف وضعتهم بشدة في هذا المكان بعد تركهم بلادهم وجعلتهم يفكرون بصرخة مليئة بالحرارة وفيها رائحة مشبعة بالحب الملغوم بالخوف هل سيأتي يوم لا يجدون فيه هذا العمل..
لماذا الحياة صعبة على المواطن اللبناني والعمل فقير للغاية والحالة بردا وجوعا...
بالرغم من أن الأرض خضراء...والحقيقة راتب الغريب لا يعطي الحياة للعامل اللبناني...
واليوم جئت يا صاحبي تقول لي تغيرت طعم المنقوشة...
هل بالإمكان أن نقول وبكل بساطة اليوم هنيئا للذين عاشوا وماتوا ولم يسمعوا صاحبي
يخبرني بأن طعم المنقوشة قد تغير...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021
الأخوة والتسامح والمحبة
كنت دائما وأنا جالس الى قهوتي السوداء أفكر...
في هذه المدينة وتلك المدينة...لماذا الظلام على عروشها...
المأساة العميقة نبحث عن الإخاء هنا وهناك فنجده مطأطأ الرأس خجلا...
نحدق في الفراغ ولا نسكتين إلا لذواتنا فهي الأمن والأمان...
لماذا الكل يحب الحريق ونحن أخوة في الحياة وخالقنا واحد أحد...
وفي الحقيقة فالظلام والليل يشهد علينا أننا نملك القلب النظيف في البداية...
فالحياة في الحقيقة رائعة إذا زرعنا في أنفسنا أولا المحبة والتسامح والأخوة...
وما ينفع كثيرة الماس وأن نهرول وراء الشهوات وغدا إلى الطين النهاية...
فلماذا لا نكون في الحياة مثل القناديل لننير الظلمة لقلب مهموم...
ونعطي الجار القليل من الماء إذا الماء في دياره قد جفَّ...
فالقلب لم يُخْلَقْ حقيرا...والقبور جاهزة لاستقبال الجميع...
إذا كان القلب خاليا من المحبة والتسامح والأخوة يصبح كالمدينة الفارغة...
ويكون في طريق الحياة كالضرير...
ويعيش نهاره في طيات الظلام...
ولن يعيش حياته إلا في غيبوبة وكأنه كالعبيد والقيود في عالمه وأفكاره لا تنبت إلا الظلام...
فلماذا لا نبني الحياة السعيدة الفرحة المليئة بالحب ولكننا نبني الظلام...
هنا الإنسان بدون هذه التعاليم والمفاهيم يكون حاجزا بين ذاته وبين الحياة الكريمة...
فلا يسمع صرخات من يعيش سجن الجوع...ولا يعرف أرض من يتألم من المرض...
وأيامه ذكريات بلا طعم...
ووجه إذا حدقت فيه لن تجد فيه إلا الحزن العميق والخوف...
تشعر بأنه في سكينة ما ولكنه في الحقيقة هو في حريق لا يرحم...
ليته يستيقظ من حياته السوداء...
ليته يعود الى كوخه القديمة ليجد هناك الأخوة والتسامح والمحبة...
ألا يذكر وهو صغير بأن أمه علمته هذا الكلام...
ووالده طالما وشوش في ضمير أيضا...
هنا توقف البَثْ وتعب القلم من الكلام...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021