أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
فلسطينية تزرع الورد على خط النار!!
30.03.2019

حوّلت الفلسطينية رمزية جعايصة (37 عاما)، حلمها الطفولي إلى واقع تفتحت فيه خمسة آلاف وردة جوري.جعايصة وهي مهندسة صناعية، من بلدة طمون (3 كيلومترات شرق مدينة طوباس)، بالتعاون مع زوجها المهندس طلال بني عودة، استفادا من مشروع للإغاثة الزراعية، وحصلا على تمويل يؤسس لمشروعهما الخاص.إنه “مشتل أرض الورد”، حيث الشغف اللامحدود بأزهار الجوري المتنوعة.. وحيث التفاني في بيت بلاستيكي جرى تطويره، خطوة بخطوة، بتقنيات الزراعة الحديثة، بالمال والجهد والعرق.تقول جعايصة لوكالة الأنباء الفلسطينية، “طول عمري أحب الورد، وأشعر أنه يجب أن يكون هناك تواصل حسي بين المزارع والورد، ما يجعلها منتجة وحيوية لفترة تمتد من 8 إلى 15 سنة”، لافتة إلى أن الورود بحاجة إلى أشياء بسيطة من وسائل العناية، فهي تحتاج الماء والهواء والشمس، إلى جانب بناء علاقة مرهفة معها.وفيما يشبه الغزل، توضح جعايصة أن ورودها ليست ككل الورود، فهي مميزة برائحة زكية وعبقها يمتد لمسافات، وتمتلك أوراقها ملمسا ناعما، كما أنها تملك في البيت البلاستيكي معظم ألوان الجوري، الأحمر، والخمري المسمى بـ”اللفلي”، والسكري، والبصلي، والفوشي، والزهري، والبرتقالي.. ومختلف تدرجات الألوان.وترى جعايصة، أن أهم عقبة تواجه العاملين في قطاع الورد هي نقص الخبرة الفنية والتقنية، وتضيف، “يجب أن تكون لديك دراية في مختلف الآفات التي قد تصيب الورد، مثلا هناك مشكلة البياض الدقيقي والتريبس والدودة”، كما أن الورد حساس للبرد الشديد وللحر الشديد وللرطوبة العالية، وعلى زارع الورد أن يحافظ على ظروف معيارية تكون بيئة مثالية لنشأة الوردة.ورود جعايصة مميزة برائحة زكية وعبقها يمتد لمسافات وتمتلك أوراقها
وتبين، في فصل الشتاء وأيام البرد، نستخدم ستارا ثانيا داخل البيت البلاستيكي، نقوم برفعه عاليا عن الورد، لتخفيف شدة الرطوبة، وفي أيام الصيف الحارة نقوم بإنزال الستار لتخفيف الحرارة على الورد، مع مراعاة وجود تهوية جيدة في كافة الأوقات، والري اليومي بكميات قليلة ومعتدلة.وتضيف، يحتاج المشتل إلى زيارة يومية، فالورد بحاجة لتقنيب بعض الفروع، خاصة فرع “عيون المي” الذي يتم سحبه والتخلص منه لأنه مضر بالوردة ويؤثر على نموها.وحول طبيعة القطف، يقول طلال بني عودة، ذروة إنتاج وقطف الورد تكون في فصل الصيف والفترات الدافئة من السنة، خاصة من منتصف أبريل وحتى منتصف أكتوبر، وفي بعض أيام الصيف يكون هناك قطف صباحي ومسائي، بينما في الشتاء فالقطف يكون مرتين أسبوعيا. ويتابع: ينتج المشتل بمعدل 2000-2500 وردة في الشهر، وللزبائن أذواق في اختيار مقاس ولون الوردة، فهناك وردة قصيرة وأخرى طويلة، ولون غامق وآخر فاتح، كما أن طول وسماكة الساق يصنع فرقا في السعر، الوردة الطويلة أغلى من الوردة القصيرة، وذلك لإمكانية تشكيلها في الزينة بأشكال مختلفة. ويشير بني عودة، إلى أنه ليست لديه القدرة وزوجته على منافسة الورود القادمة من السوق الإسرائيلية، وهو ما تؤكده زوجته جعايصة، التي تقول، “بدأنا التسويق في محل زهور في مدينة طوباس، ثم جنين، ثم رام الله ونابلس، غير أن علاقتنا بأصحاب المحلات متذبذبة، وحاليا نعتمد على أحد الزبائن في جنين، وفي باقي المدن يأتون إلينا في أوقات لا يكون لديهم بديل، وسبب هذا التذبذب هو إغراق السوق بالورد الإسرائيلي ذي الأسعار المنخفضة”.وتطالب جعايصة وزوجها بني عودة، بضبط السوق ومنح الورد الفلسطيني دوره في تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، والمساهمة في تشغيل الأيدي العاملة، وإيجاد مصدر رزق لعائلات كثيرة. وتشير الإحصاءات شبه الرسمية، إلى أن الضفة الغربية تستورد 90 بالمئة من ورودها من إسرائيل، وهو ما يؤثر سلبا على أصحاب مشاتل الورد.وحول التحديات التي تواجهها، تضيف جعايصة، “كان أبرز تحدٍ لنا هو الخطوة الأولى، بعدما نصحنا كثيرون بالاتجاه نحو زراعة الخضار أو نباتات أخرى غير الورد، لكنه حلمي وها هو يتحقق ويتفتح!!


1