أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
الرباط: فن المقاطعة.. إبداع المغاربة في مقاومة جشع الشركات وغلاء الاسعار !!
29.04.2018

دخلت حملة المقاطعة التي دعت لها عدد من الصفحات الكبرى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أسبوعها الثاني بالمغرب، حيث توسعت دائرة المعنيين والمهتمين والملتحقين، وظهرت "إبداعات" تخلد لهذه الحملة غير المسبوقة في البلد.وانتقل تعبير الفنانين المغاربة من الدعم وإعلان الالتحاق إلى تقديم أعمال فنية تشرح فيها أسباب المقاطعة، وانخرط فيها لحد كتابة هذه الأسطر مجموعة من نجوم الأغنية الشعبية، كما برزت عدد من المواهب الجديدة التي صنعت "أغاني" و"سكيتشات" قصائد شعرية تعالج موضوع المقاطعة. هؤلاء الفنانون الذين انخرطوا في حملة المقاطعة تأليفا وإنتاجا، معروفون بكونهم مهادنون للسلطة السياسية، ولا علاقة لهم بعالم السياسة والمعارضة. الرابط بين هذا الفن الداعم والمحرض على المقاطعة هو ابتعاده عن الفنانين "الملتزمين" والفن الملتزم، مما يرفع عن حملة المقاطعة تهمة "الأدلجة" أو "التسييس" ويجعلها أقرب إلى ضمير ووجدان الناس، وتعبيرا عن أوجاعهم. ويعد الستاتي (مغن شعبي مشهور) أول من أنتج أغنية ضد غلاء الأسعار تضامنا مع حملة المقاطعة قبل أن يعلن انخراطه العلني في فعالياتها.ونشرت الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكذا حسابه الرسمي على موقع "يوتيوب" أغنية تنتقد غلاء الأسعار، وبطالة الشباب خريجي الجامعات.من جهته، لم يتردد عادل الميلودي (أحد مشاهير الأغنية الشعبية) في الانخراط في حملة المقاطعة، بدءا ببث شريط فيديو من 12 دقيقة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصولا إلى إنتاج أغنية "مقاطعين مقاطعين".الأغنية التي لخصت الأحداث التي ميزت سنة 2018 في المغرب، انتهت بالدعوة إلى مقاطعة الشركات الثلاث باعتبارها تحتكر السوق وتفرض غلاء الأسعار.في ذات السياق أطلق فنان مغمور في المغرب الشرقي، أغنية تمزج بين الدارجة والأمازيغية يدعو فيها إلى المقاطعة، وحملت عنوان الهاشتاغ الشهير للحملة #خليه_يريب.وتابعت الأغنية التي نشرت في حساب تنغير86 (مدينة الجنوب الشرقي)، دعوتها إلى شرب مياه الآبار فهي أكثر فائدة من مياه الشركات المعبأة في القنينات، وسجلت أن الحليب الطبيعي أفضل للصحة إذا ما قورن بحليب الشركات.وأطلق شاب من ضواحي الدار البيضاء أغنية تدعو للمقاطعة، قدم لها بحوار مع صديق من أمام محطة التزويد بالمحروقات المشمولة بحملة المقاطعة. وأشادت الأغنية باتحاد المغاربة في معركتهم حول المقاطعة، داعية إلى استمرارها إلى حين تحقيق مكتسب خفض الأسعار.وأطلق مغني الراب، Mc Talib Official أغنية دعا فيها إلى المقاطعة، ونشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وكتب "الجديد بين أيديكم، الجميع ينشر تقديرا للخدمة والمجهود الذي نبذله لكم".في السياق ذاته، نشرت إحدى أكبر الصفحات الداعية إلى المقاطعة أغنية لفرقة مغمورة لفن "الدقة المراكشية" (الشعبية) دعت فيه بدورها إلى المقاطعة.الأغنية الساخرة حملت عنوان "مداويخ وعقنا" ردا على وزير المالية الذي وصف المقاطعين بـ"المداويخ".وقالت الصفحة التي نشرت الأغنية: "شعبنا واعي وحضاري #مقاطعين سيدهم علي. بارطاجي مع خوتك المغاربة". وأطلق مغني الراي، طارق اميراون، أغنية جديدة اختار لها عنوان "المداويخ"، ونشرها على حسابه الرسمي على موقع "يوتيوب" تضامنا مع المقاطعة. وكتب "للحملة مستمرون ثلاثة شهور". لم يتخلف رسامو الكاريكاتير عن تغطية حملة المقاطعة من موقعهم، حيث خصص اثنان من أشهر الرسامين في المغرب أعمالهما لتسجيل انخراطهما فيها.الرسام العوني الشعوبي، نشر على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسما يظهر فيه مواطنا فقيرا يرفع سلاح المقاطعة في وجه رجل أعمال، متسلحا بـ"فيسبوك". من جهته نشر الكاريكاتيريست، عبدو الدهدوه، رسما على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يظهر فيه حلبة ملاكمة، ورجلا منتفخا ساقطا على الأرض، بعد أن وجهت له حملة المقاطعة ضربة قاضية.بدوره نشره الكاريكاتيرست، سعد جلال، على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" رسما يظهر فيه فرار رؤساء الشركات التي شملتهم الحملة من المقاطعين.فيما نشر الكاريكاتوريست، عماد السنوني، على حسابه بـ"فيسبوك"، صورة تحمل عنوان "حملة المقاطعة الفيسبوكية تتمدد"، ويظهر فيها الفيسبوك وهو يحمل سلاحا ويتوعد منتجات أخرى، فيما يظهر منتج السكر والزيت خلف جدار وهما خائفان وأحدهما يقول للآخر "خفض الثمن ها هو آت".ونشر الفنان الكوميدي عبد الفتاح جوادي، فيديو قصير يدعو فيه إلى المقاطعة في قالب فكاهي ساخر.وكتب الإعلامي، عبد الصمد الصالح، شعرا يسجل به التفاف المغاربة واتحادهم دفاعا عن مصالحهم في مواجهة الشركات.وشملت إبداعات المغاربة عددا من المناشط الأخرى، من خلال إطلاق النكات عن المقاطعة وحال الشركات بعدها، كما كان "فوطوشوب" حاضرا بقوة إذ يعد مجال التعبير الأكبر عن المقاطعة. وليست المرة الأولى التي يعلن فيها المغاربة مقاطعة شركة أو عدد من الشركات، لكن حملة #مقاطعون و#خليه_يريب ماضية لتحفر عميقا في وعي المغاربة، باعتبارها الأكثر انتشارا وإثارة للتعاطف واستقطاب عدد من الفنانين الذين "غنوا" للمقاطعة.!!


1