أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41345
فلسطين : قصر جاسر من منزل لإطعام الفقراء لسجن بريطاني لمدرسة وصولاً إلى فندق يحصد لقب «أفضل فندق تاريخي"!!
12.10.2017

رغم أن السياحة الفلسطينية تأثرت رسميًا بسحب طلب العضوية في منظمة السياحة العالمية بعد ضغط دولي وأمريكي وإسرائيلي كبير، إلا أن فلسطين عامة وبيت لحم على وجه التحديد حصدت جوائز عالمية على المستوى السياحي خلال الأسبوع الحالي. حيث فاز فندق «الجدار» صاحب أسوأ إطلالة في العالم على جائزة «أفضل فندق فني على المستوى الدولي» فيما فاز فندق قصر جاسر بلقب «أفضل فندق تاريخي في العالم». وأكد وسام سلسع صاحب «فندق المجدر» The Walled off في بيت لحم أن الفندق حصل على جائزة أفضل فندق فني في العالم من قبل مؤسسة المحطات الثقافية الرائدة «Leading Cultural Destination» بعد إرسال فريق إلى الفندق بشكل سري دون علم أصحابه، وهم من قاموا بترشيح الفندق لهذه الجائزة الدولية. واستلم الفندق رسالة بعد اختياره وتمت دعوتهم لتسلم الجائزة في العاصمة البريطانية لندن قبل عدة أيام. وحسب سلسع » فإن أهمية الجائزة تكمن في تشجيع السياحة غير النمطية في فلسطين، خاصة أن السياحة معروفة لدى العامة أنها «سفر وبحر وشاطىء» لكن هذه الجائزة تشجع على السياحة التعليمية والثقافية في فلسطين.وأضاف «نحن نحاول تثبيت بيت لحم خاصة وفلسطين عامة كوجهة ثقافية عالمية مهمة جدا وهي عامل مساعد لزيادة عدد السياح إلى فلسطين». وأكد أن الجائزة هي محفز للناس المهتمين بنمط مختلف من السياحة كي يتأكدوا أن فلسطين بلد آمن وفيها تاريخ وحضارة عريقة. وفي السياق أعلن مروان كتانة مدير فندق قصر جاسر، تلقي رسالة عبر البريد الإلكتروني من هيئة جوائز الفنادق العالمية تفيد بحصول الفندق على لقب «أفضل فندق تاريخي في العالم بعد منافسة شرسة من أكثر من ألف فندق حول العالم، في عملية التصويت الإلكتروني التي جرت من كل العالم». وقال «إن كون فلسطين ليست عضواً في منظمة السياحة العالمية فهذا يستغل من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر الترويج للكثير من المواقع السياحية ومنها مدينة بيت لحم على انها جزء من إسرائيل، لكن عبر الفوز بهذه الجوائز الدولية فإن ذلك يساعدنا في تقديم فلسطين وترويجها للعالم بطريقة مختلفة». وبدأت حكاية هذا القصر التاريخي في عام 1900 كبيت صغير للعائلة على مقربة من البيت الحالي، وفي عام 1910 بوشر فعلياً في بناء القصر الذي استمر العمل فيه أربع سنوات متتالية، وسكنه في عام 1914 مع عائلته وتم تحويل البيت الصغير إلى «بيت الخدم» حسب التسمية التاريخية في ذلك الوقت. وكانت العائلة معروفة بعطائها الدائم إذ اشتهرت بتحضير الكثير من الطعام ووضعه على مدخل القصر كي يأتي عامة الناس من المحتاجين والفقراء لأخذ ما يلزمهم منه. وروي على لسان العديد ممن عاشوا في تلك الفترة أن عناصر من الجيش التركي كانوا أحيانًا يأتون للحصول على بعض الطعام من أمام القصر. لكن صاحب القصر تعرض لانتكاسة مالية سريعًا بعد سنوات قليلة من بناء القصر، وتوفي في عام 1920، وبيع القصر بالمزاد العلني لتمتلكه عائلتان من عائلات بيت لحم. لكن سرعان ما استولى عليه الإنكليز وقت الانتداب البريطاني في فلسطين وحولوه إلى سجن لعدة سنوات. وبعد الحقبة البريطانية ودخول فلسطين تحت الحكم الأردني استأجر أحد أبناء بيت لحم القصر وقام بتحويله إلى مدرسة للإناث لوقت قصير، ثم مدرسة للذكور استمرت منذ ذلك الوقت حتى ما بعد قدوم السلطة الفلسطينية وذلك في عام 1997. وعندما بدأ زعماء العالم يزورون فلسطين وكان الحديث آنذاك عن أول زيارة لبابا الفاتيكان لفلسطين، طلب الرئيس الراحل ياسر عرفات تجهيز عدة فنادق فخمة في بيت لحم لاستقبال كبار الزوار وتوفير إقامة تليق بهم، وصادف أن كان ضمن مجلس إدارة شركة «باديكو» الفلسطينية اثنان من الأعضاء ممن درسوا في «مدرسة» قصر جاسر، فأشاروا للشركة بذلك واشترت القصر بالفعل وبدأ العمل به. وتم شراء الأرض التي خلف القصر التي تقدر بقرابة 35 دونما وضمها إلى الفندق ليكون بذلك أكبر فندق فلسطين وأقدمها تاريخيًا بعمر قرن كامل، وهو يحوي الآن 250 غرفة في طوابقه الثلاثة وقاعات وحمامات سباحة والكثير من الخدمات!!


1