أوسلو - فيما تتقاتل العديد من الدول لسنوات وربما لعقود بسبب ترسيم الحدود، تسير حكومات الدول الإسكندينافية على العكس من ذلك تماما، بل وتعزز الروابط في ما بينها بطريقة تبدو للبعض ضربا من الخيال.وقبل أيام، قررت الحكومة النرويجية في سابقة لم يشهدها العالم، إهداء الجارة فنلندا جبلا كعربون محبة بين البلدين وذلك بمناسبة عيد استقلالها رقم 100.والمقصود بالأمر كما يبدو هو سلسلة جبال “هالتي” التي تمر بها الحدود النرويجية الفنلندية رغم أن غالبيتها تعود إلى فنلندا. لكن أعلى قمة فيها بارتفاع 1365 مترا تعود إلى النرويج.وقال عمدة بلدة كافيورد، الواقعة في الجبل الذي قدمته النرويج لفنلندا، “نرحب بالفكرة ونأمل بأن تكون مثالا لبلدان أخرى تتقاتل على حدودها”.ورحّبت رئيسة الوزراء النرويجية أرنا سولبرغ بالفكرة ورأت أنها إشارة واضحة إلى أن البلدين تربطهما علاقة وثيقة، لكنها أكدت أن هذه اللفتة تخالف المادة الأولى من الدستور النرويجي، التي تنص على أن “مملكة النرويج غير قابلة للتجزئة وغير قابلة للتصرف”.ونقل موقع “إندبندنت” البريطاني عن الجيوفيزيائي بيورن هارسون، تعليقه على المسألة حيث قال إنه “في جميع أنحاء العالم تجد الدول تسيء لبعضها وتشن حروبا في سبيل تكبير رقعة أرضها، ولكن حالة النرويج تظهر أنها على استعداد للتخلي عن جزء من أراضيها دون انتظار مقابل”.وأضاف “إنها هدية من قلب النرويجيين لفنلندا، ونحن لا نتوقع أي شيء في المقابل، نريد فقط أن تقدم لهم شيئا لطيفا في عيد تأسيس دولتهم المئة”.وتقول محطة “أن.أر.كي” التلفزيونية النرويجية، إن الفكرة تنحصر في منح الجيران القمة الجبلية عن طريق دفع الحدود نحو النرويج إلى مسافة 40 مترا. وستؤدي هذه الخطوة المثيرة للجدل إلى فقدان النرويج جزءا يكاد لا يذكر من مساحتها.وباتخاذ الحكومة النرويجية لهذه الخطوة الجريئة، فإن الجبل سيصبح أعلى قمة فنلندية على الإطلاق.وكانت شبكات التواصل الاجتماعي قد رصدت في العام 2015 تشكيل جمعية لدراسة هذا الموضوع. واتضح أن المبادرة المذكورة تتمتع بشعبية بين سكان النرويج وفنلندا.!!
حكومة النرويج تهدي جارتها فنلندا جبلا في عيد استقلالها المئة!!
26.01.2017