أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
192 93 94 95 96 97 981346
بعد مرور 70 عاما على الوصول لإيفرست لأول مرة… لم يعد تسلق أعلى قمة في العالم كما كان من قبل!!
12.06.2023

كاتمندو: عندما انطلق كامي ريتا شيربا في أول رحلة استكشافية له إلى جبل إيفرست في عام 1992، اضطر إلى الترحال لفترة تقرب من شهر، من أجل الوصول إلى معسكر قاعدة إيفرست.وبسبب عدم وجود رحلات جوية منتظمة إلى “لوكلا” في ذلك الوقت – وهي بلدة صغيرة تقع في شمال شرق نيبال، وهي تعد اليوم نقطة انطلاق شهيرة لتسلق أعلى قمة في العالم – اضطر فريقه إلى التحرك لفترة استمرت عدة أسابيع من “جيري”، وهي بلدة تقع على بعد نحو 190 كيلومترا شمال شرق العاصمة كاتمندو، من أجل الوصول إلى معسكر القاعدة.وفي ظل عدم وجود أي فنادق أو مقاهي على طول الطريق، اضطر أعضاء المهمة إلى الطهي لأنفسهم باستخدام مواقد الكيروسين، أو حتى كانوا يستخدمون في بعض الأحيان الاعلاف المجففة لإعداد وجباتهم.وفي ذلك الوقت، كانت الرحلات الاستكشافية تستغرق ما يصل إلى 90 يوما، يقضي خلالها المشاركون ما يقرب من شهرين في الارتحال.
ويقول شيربا: “في الوقت الحاضر، صارت هذه الأمور شيئا من الماضي. يمكنك الآن الهبوط بشكل مباشر في المعسكر الأساسي، وطلب أي طبق – تقريبا – تطلبه في الفنادق ذات الخمس نجوم في كاتمندو”.ويضيف: “إذا أتيح المال لدى المرء، فإنه يمكنه الحصول على كل شيء تقريبا داخل المعسكر الأساسي الذي يمكن الحصول عليه في كاتمندو، من حيث الإقامة المريحة والطعام الرائع الشهي وخدمة الإنترنت والمرافق الطبية.”ويعني توفر الفنادق والنزل والمروحيات ومقاهي بيع الشاي، بالإضافة إلى العشرات من الرحلات اليومية إلى “لوكلا”، أن الرحلات الاستكشافية إلى إيفرست في الوقت الحالي، تستمر بالكاد لأكثر من نحو 45 يوما.وتعكس شهادة شيربا تأثير التسويق لصناعة التسلق في ظل زيادة حجم الاستثمارات في المنطقة، مما جعل التسلق أسهل كثيرا على مر العقود. ومع ذلك، فإن ارتفاع التكاليف يعني أنه صار من الممكن تحقيق المغامرة بشكل متزايد فقط من جانب نادٍ حصري مقصورا على الأثرياء الذين يستطيعون إنفاق آلاف الدولارات للوصول إلى أعلى قمة في العالم.
تزايد الجاذبية
اجتذبت قمة إيفرست، وهي الأعلى في العالم بارتفاع 86ر8848 مترا فوق مستوى سطح البحر، عددا متزايدا من المتسلقين خلال الأعوام الأخيرة، حتى في ظل استمرار ارتفاع التكاليف المرتبطة برسوم التصاريح وخدمات الرحلات الاستكشافية. وقد أدى ذلك، بالاضافة إلى وجود أمور أخرى، إلى حدوث مشاكل مثل التكدس والتلوث.وعلى مدار العقود الثلاثة الأولى منذ تسجيل أول عملية صعود ناجح إلى قمة إيفرست على أيدي تينزينج نورجاي وإدموند هيلاري في عام 1953، لم ينجح سوى 158 شخصا، من بينهم 30 مرشدا، في تسلق القمة، بحسب قاعدة بيانات الهيمالايا.ومنذ ذلك الحين، صار هناك ارتفاع فلكي في أعداد المتسلقين، مع ظهور رحلات استكشافية تجارية. وحتى الآن، تم تسلق قمة إيفرست أكثر من 11 ألفا و341 مرة، بينها 5721 مرة بواسطة مرشدين من نيبال والصين.كما شهدت الأعوام الأخيرة ارتفاعا حادا بشكل خاص في أعداد المتسلقين، حيث عادة ما كان يتسبب وجود عدد متزايد من المتسلقين مع نوافذ الطقس القصيرة، في حدوث اختناقات مرورية بالقرب من القمة. وحصل 325 متسلقا على تصاريح لتسلق جبل إيفرست في عام 2022، بحسب بيانات وزارة السياحة. أما في عام 2023، فقد بلغ العدد 478 متسلقا بحلول أيار/مايو.ومن جانبه، يقول خيم لال جوتام، وهو متسلق عمل كموظف اتصال لتنظيم أنشطة تسلق الجبال في إيفرست، إن الجبل يجذب المتسلقين المحترفين والهواة من جميع أنحاء العالم.ويقول جوتام: “صار تسلق الجبال في متناول العامة، بفضل وجود المزيد من شركات تنظيم الرحلات الاستكشافية، التي توفر رحلات استكشافية ذات قدر أكبر من الأمان وقدر أفضل من التخطيط”، مضيفا أن الصناعة “من المرجح أن تستمر في النمو في المستقبل”.ويقول مرشدو ووكالات الشيربا إن المتسلقين ينجذبون إلى قمة إيفرست بسبب شغفهم بهذه الرياضة، بالإضافة إلى رغبتهم في تحقيق الاسم والشهرة.وفي الأعوام الأخيرة، تنافس المتسلقون على صعود قمة إيفرست، لكي يكونوا أول من يحقق هذا الإنجاز من دولتهم أو من عرقهم أو من دينهم أو جنسهم أو مجتمعهم.أدت الجاذبية المتزايدة لإيفرست إلى زيادات كبيرة للغاية في التكاليف أيضا. وفي المتوسط، ينتهي الأمر بالمتسلقين التجاريين إلى إنفاق ما لا يقل عن 40 ألف دولار على الرحلة الاستكشافية، التي تشمل رسوم التصاريح، ورسوم مرشد التسلق، والطعام، والإقامة، ورسوم وكالات الرحلات الاستكشافية الأخرى.


1