أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
173 74 75 76 77 78 791345
أردنيات يقترضن من البنوك لعمليات التجميل!!
16.09.2023

هوس النساء الأردنيات بجمالهن والحفاظ على شبابهن بإخفاء التجاعيد يدفعهن للجوء إلى البنوك لاقتراض الأموال من أجل عمليات حقن البوتوكس والفيلر، معلنات أنهن لا يستطعن الاستغناء عن هذا الإجراء التجميلي.عمّان - بعد أن باعت مصوغاتها الذهبية لم تجد عائشة سليمان وسيلة أمامها للحصول على حقن البوتوكس والفيلر إلا التقسيط عن طريق أحد البنوك الأردنية سعيا وراء إخفاء تجاعيد وعيوب وجهها للحفاظ على ديمومة الشباب، بحسب وصفها.وتقول عائشة (54 عاما) التي تتقاضى راتبا تقاعديا من وظيفة حكومية سابقة لا يتجاوز 275 دينارا أردنيا (388 دولارا) “غمرتني السعادة عندما وصلتني رسالة نصية من البنك تفيد بأنني أستطيع تقسيط فاتورتي في أحد مراكز التجميل ذات السمعة الجيدة مقابل سعر فائدة لا يتعدى الواحد في المئة”.وتضيف أنها تحتاج إلى نحو 450 دينارا كل نحو أربعة أشهر للحصول على حقن البوتوكس والفيلر في عيادة الطبيب الذي اعتادت الذهاب إليه منذ سبع سنوات، لكنها لا تستطيع التوفير من راتبها التقاعدي الضئيل.وتؤكد عائشة، وهي أم لأربع بنات وشاب، أنها لا تستطيع الاستغناء عن هذا الإجراء التجميلي الذي أصبح جزءا مهما من حاجاتها الضرورية ومتطلباتها الأساسية وخاصة في زمن أصبح مقياس الجمال فيه هو الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي.وتبين أن زوجها لن يتفهم أن تجميل وجهها أصبح من الحاجات الأساسية ولذلك لن يساعدها بمبلغ مادي للذهاب إلى عيادة التجميل، كما هو حال ابنها الذي يعمل في مجال تسويق السيارات، وتقول “لو أن ابنتي لديها وظيفة بالتأكيد سوف تساعدني ماديا، فنحن النساء نفهم على حاجات بعض”.من جانبها اتفقت غادة ضيف الله (48 عاما) مع إحدى شركات التمويل، التي تتعامل مع مركز التجميل الذي تذهب إليه، من أجل تقسيط المبلغ الذي تحتاجه للحصول على الفيلر والبوتوكس.وتقول غادة، وهي أم لطفلين، إن “مركز التجميل باتفاقه هذا مع شركة التمويل قدم لي خدمة كبيرة بالتسهيل علي وخاصة أنه ليس لدي راتب شهري أعتمد عليه”.وتبين أن صديقتها المقربة والتي هي الأخرى تذهب معها إلى مركز التجميل تطوعت لتكون الضامن لها لدى شركة التمويل، لأنها موظفة في القطاع الخاص ولديها راتب شهري، مشيرة إلى أن القرض ذو نسبة فائدة عالية تبلغ خمسة في المئة والقسط الشهري 100 دينار لمدة خمسة أشهر.وتشير إلى أنها تدخر من المال الذي تحصل عليه من زوجها كمصروف شهري، إلى جانب المبلغ الذي تحصل عليه في المناسبات كعيد الأم أو عيدي الفطر والأضحى لمساعدتها في تسديد دفعات التمويل.وتقول الدكتورة حنين أبونصار أخصائية أمراض الجلدية والتجميل، إن تجميل الوجه باستخدام حقن البوتوكس والفيلر أصبح ضرورة وأولوية لدى الأردنيات، ولم يعد الأمر رفاهية.وتضيف “لم تعد قاعدة ‘الذي ما معه لا يلزمه’ مطبقة (…) وخاصة أن معيار الجمال أصبح يقارن بصفحات مواقع التواصل الاجتماعي (…) رغم أن الصور كلها مفلترة”.وتشير إلى أن السيدة أصبحت مستعدة للمغامرة بتعابير وجهها واللجوء إلى مراكز أسعارها رخيصة في سبيل الحصول على وسائل التجميل تلك والتخلص من علامات التقدم بالعمر.وتؤكد الدكتورة أبونصار أن العديد من مراكز التجميل تتعاون مع شركات تمويل من أجل تقسيط أسعار الإجراءات التجميلية للسيدات لزيادة الإقبال بالتسهيل عليهن عن طريق القروض.وتبين أن سعر حقن البوتوكس والفيلر الجيدة تتراوح بين 120 و200 دينار وفقا للعيادة أو الطبيب أو المركز أو المادة المستخدمة.وتضيف “تجميل الوجه بهذه المواد أصبح هوسا لدى النساء والعامل النفسي وتقبل الذات يؤثران بشكل كبير على الإقبال على تلك الإجراءات”.وتشير إلى أن المنافسة بين مراكز التجميل والعيادات لاستقطاب الزبائن “أصبحت شديدة في آخر سنتين، وخاصة أن تلك الإجراءات التجميلية لم يعد يجريها أطباء متخصصون بل أصبح من هبّ ودبّ يحقن تلك الإبر”.ويوضح الخبير الاقتصادي سليم أبوالشعر كيف تغيرت الحاجات لدى بعض الناس وبالتالي تغير نمط الإنفاق لديهم.ويقول إن “كل شخص لديه تفضيلات معينة، فما أراه كماليا قد يراه شخص آخر ضروريا بالنسبة إليه ولا يستطيع الاستغناء عنه”.ويرى أبوالشعر أن “استسهال موضوع الاقتراض واللجوء إلى الأقساط البنكية في كل الاحتياجات أمر خطير وقد تحدث أزمة ائتمانية وتعثر لدى العديد من المواطنين”.ويشير إلى أن “التقسيط كان يقتصر في السابق على الضروريات للأشخاص مثل شراء منزل أو سيارة أو حتى الأدوات الكهربائية، إلا أن الناس أصبحوا ضعفاء أمام التسهيلات البنكية وأصبحوا يقسطون حتى أمور الرفاهية”.


1