أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
هي وهو....!!
بقلم : مها صالح* ... 07.03.2016

هي: لا تفعل ما تريد,لكن تنثر عبيرها,تزرع ورودها على طاولة الحوار.
هو: يفعل ما يريد, ينظف حذاءه, يعدل ياقته ومزاجه لموعد اللقاء.
هي: نسيت رونقها, غفلت همسها, والموعد الآن للفراق.
هو: تملؤه إنتفاضة الغواني على مسرح الموسيقى الراقص.
هي: شاحبه كعصفور سجين بين الأسراب البعيدة.
هو: يمشي..ويخطو أولى الخطوات نحو المصير المتجهم.
هي: في إنتظار الحسم والمسير نحو إرث مشى دربا يسير.
هو: أطالب أنا في حوار أم في مدرسة القرار؟ يسأل نفسه.
هي: لا تسرعي يا ساعة الزمن قبل أن أسدد ثمن جلوسي هنا على طاولة الحوار! تخاطب نفسها.
هو: دق جرس الباب بأصبعٍ أحس فيه أن في الموضوع أسرار.
هي: فتحت له الباب وأنجزت في ثانيه كبت قصاصٍ ومستودع متفجرات.
هو: سرقت منه عيناه جمال الحسناء فلم يعد يرى إلا سؤالٌ وجواب.
هي: غرك في نفسك الوثوق بإمرأه ظننتها حلبة مصارعة يسهل إنقضاضها.
هو: لست ككل الحوريات اللاتي اليهن أجري لأسبق شغفي قبل أن يوارى الى القطب الشمالي.
هي: عالمك.... سرقني, إستباحني, سجنني, ظلمني, وأد حريتي. وما زلت ملئانٌ برغبات ؟؟!
هو: ماذا تقولين.. وترددين.. وتصرخين.. وتندبين بحظٍ أخطأ بابك وأضاع عنوانك؟!
هي: ويحك يا ميزان أعرج! أتتركه "هو" وتنآني "أنا" عن حسابك وتعلن مصرعي؟!
هو: يبتسم ساخرا...أتركي الميزان وعودي للزمان الذي منه صرت أنا هو أنا..وأنت هي أنت
هي: سيفك المسموم..وقلبك المشلول..صنعك أنت و صفعني أنا لأصحو وأكون " هي" وأنت "هو"
هو: ومن تكون هي؟
هي: أما زلت تجهل من تكون هي !؟
هو: العلم بالشىء لن يغير في الطريق بأي مسرى أو شارع سأتابع المسير, لكن عَرفيني؟
هي: هي مسرى محمد وميلاد عيسى...هي العذراء والأقصى..هي شجرة الزيتون وبيارة البرتقال..هي عكا ويافا..هي القدس...هي دم الشهداء وعيش الشرفاء....هـــي فلسطـيـــــن.
هو: والدي أخبرني أن "هي" كذب العربان وأن "هو" هو الهيكل معبود الحاخام..هو المبكى الذي تسمونه براق...هو المنفى لحلمكم الذي تسمونه واقع مستباح..."هو" نحن تل أبيب وأورشليم.
هي: بل أنتم هم اللقطاء....هجرتم بداونتكم والترحال...حللتم دماءنا ووطئتم أرضنا....والباقي الآن ما يشهده الزمان.
هو: أزيحي عن عبيرك الغموض واستنشقي ريح الغروب.
هي: نأكل سوادا...نلبس أبيضا...نثأر أحمرا...لكن نحلم أخضرا.
هو: وما زال كذلك.... نحن نراه أزرقا بلا مدى..وأبيضا بلا عدد.
هي: أما زلت تهذي؟ أم عبق العبير على طاولة الحوار بسط ذراعيه بعقلك!؟
هو: عن أي أماني تداوي بها آلامك وتنبشي على جسدي ما يشفي غليلك؟
هي: سترى ما عين رأت..ستسمع ما أذنٌ سمعت..ستروي قصه ما نُسجت بعد.
هو: لا تعجبني ورودك..ورائحة الجريمة ملأت المكان.
هي: يا عجبي من زمن ولَى فيه ريح الحياء وعمَ رياء الإستحياء.
هو: لا تتعجبي من واقع بلا رتوش, إن أردتي ضعي بعض المساحيق لتثأري لجمالك الذي ضاع.
هي: لا ضاع من غرف السماء ولا من قبور مشت على الارض..إن ضاع فسأقطع أصبعي الذي به سجدت أمام الله وأقسمت بإقامة المقصلة....وحبل المشنقة حول عنقي إن سامحت نفسي على ضياعه بيد خفافيش الظلام.
هو: كفاك..كفى.. كفى..تهديد..ووعيد..أصحوا يا عبيد...عذرا...أقصد يا عربان,قد إلتئم جرحنا وعم فرحنا فلا تفسدي مساءنا برجولة زال وميضها وانطفأ نورها..فالنحتفي بذكرى قيامنا.
هي: لا كنت "هي" إن جعلتك تنتصر على أعتابنا..وتغرد هجرنا..وترقص بعذابنا..وتشرب نخب هواءنا..وإن هدءنا بعد عصفنا..وما هو الا سكونا يسبق حربنا.
هو: دعي الكلام جانبا والبقاء للأفعال.
هي: صدقت بآخر الحوار..سأُجلس(بضم الألف) الكلام على منصة الإعتراف عندما يسقط الإحتلال وتنتصر الأفعال,وأدعه يقر ويعترف أن كلامي لم يكن رذاذ في الهواء.. أو ماءٌ في الصحراء.. قد كان فصل من جريمة نكراء..أرادها أهل البغاء..لتنتهي نهايه حسناء ل "هي"...وحمقاءٌ ل "هو".
هو: يبتسم ساخرا! سنرى أيتها الحسناء الغراء على أي وحل سينجلي جمالك المعطاء.. وكلامك المغناج ..
وحد سيفك البتار!
هي: نفضت طاولة الحوار..وأنهت معركة السؤال...وهنأت عقارب الساعة على إستئثارها بالوقت قبل أن يدق الزمان..وأدارت بوجهها الرصين الى طريق الأفعال.
هو: خاب بعد أن ذهب وجهها وغاب..لكن! حمل على كتفيه مئة سؤال وسؤال بلا حتى جواب.. لكنه قال! سنرى حلم شريعة الغاب..على أى مفترقٍ ستكون "هي" أو سيكون "هو"!

1