أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
أبو الفقراء شهرة طبيب سوري تصل إلى الأمم المتحدة!!
بقلم : الديار ... 19.09.2017

ترشيح طبيب سوري لجائزة الأمم المتحدة للاجئ بسبب خدماته لمرضاه، حيث يحرص على تقديم كل الدعم المادي والنفسي لمن يقصده من المرضى، لم يتوج بنيل الطبيب الجائزة لكنه حظي بالشهرة والمحبة بين الناس.
دمشق – أُطلقت العديد من الألقاب على الطبيب السوري إحسان عزالدين الذي يقدم خدمات جليلة للفقراء في بلده منها "طبيب الإنسانية" و"أبوالفقراء".
وسُجل اسم عزالدين بسبب هذه الخدمات، البعيدة تماما عن الأنانية، في القائمة القصيرة لجائزة نانسن للاجئ لعام 2017 والتي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين وتضم خمسة مرشحين.
ولم يحالف الحظ عزالدين، حيث فاز بالجائزة التي أعلنت الاثنين 18 سبتمبر الحالي، المحامي النيجيري زانا مصطفى على مساعدته في تأمين الإفراج عن تلميذات تشيبوك اللائي خطفهن مسلحو جماعة بوكو حرام في عام 2014.
وتمنح جائزة نانسن للاجئ مفوضية اللاجئين التي تقدم للفائز بالجائزة مبلغ 150 ألف دولار لتمويل مشروع يكمل عمله الحالي.
وحظي عزالدين بشهرة وتقدير لعمله لأنه لا يحمل مرضاه سوى مبلغ رمزي قدره نحو عشرة سنتات كرسوم للكشف.
ويعرف عزالدين (74 عاما) أنه من مواليد محافظة السويداء في جنوب سوريا ودرس الطب في جامعة دمشق وبعد تخرجه في عام 1968 افتتح عيادة في مدينة جرمانا وهي منطقة فقيرة، حيث تولّد لديه شعور بالمسؤولية نحو خدمة المجتمع والعناية بالمرضى والفقراء ومعالجتهم مقابل كشف يطيقونه ولا يمثل عبئا عليهم، وعندما اندلعت الحرب في سوريا، فتح أبواب عيادته للنازحين السوريين.
ويُشعر هذا الأجر الرمزي للطبيب المرضى بكرامتهم وبأنهم يدفعون مقابلا للخدمة التي يتلقونها.
وقال عزالدين “لقد اخترت لنفسي أن أهتم بالشريحة المتوسطة والفقيرة، لأنني نشأت في هذه البيئة، ولامست الظروف التي يعيشها هؤلاء الناس عن قرب، فقررت أن أبذل جهدي قدر المستطاع لتقديم خدمة معقولة التكاليف لعدم إرهاقهم ماديا”.
وأضاف “أنا موجود ضمن شريحة فقيرة، وذلك بالدرجة الأولى لخلق نوع من التوازن، يعني أن أضمن القسط القليل الذي لا يجعلني أحتاج أحدا ولا المرضى يُجهدون أنفسهم في سبيل الحصول على خدمة طبية معينة، وطبعا اختياري لهذا المبلغ الزهيد يجعلني من ناحية أشعر بالاكتفاء الذاتي ومن ناحية أخرى على أنه لا يشكل عبئا على كاهل المريض”.
وقال مريض في عيادة الطبيب عزالدين يدعى ريمون ملاعب “أغلب المرضى الذين يقصدون هذه العيادة ليس فقط لأن الدكتور عزالدين حدد ثمن المعاينة بخمسين ليرة، بل لأنهم يشعرون براحة نفسية كبيرة بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض العيادة من أجل الحصول على الفحوص الطبية اللازمة”.
وأوضح ملاعب “ذلك عائد إلى أسلوب الدكتور السلس في معالجة مرضاه فهو يوفر لهم كل سبل الراحة أثناء المعاينة ويفتح معهم حديثا مريحا كما أنه يتبع طريقة فحص مختلفة عن بقية الأطباء، باختصار التواجد معه فيه راحة كبيرة”.
وشدد مريض آخر يدعى عبدالكريم حسين على أن الدكتور عزالدين يقدم “أولا خدمة دون أجرة، وأنه ثانيا يوفر الراحة والدعم اللازمين لأي مريض”.
وأوضح عزالدين أنه يستقبل نحو 150 مريضا في اليوم وأن مقابل الكشف البسيط الذي يتلقاه يكفيه لحياة معقولة. وأكد الطبيب السوري أنه يرفض أن يتقاضى أجرا من أولئك الأشخاص غير القادرين على تحمل أي أعباء مادية.

1