يكشف فيلم فلسطيني استقصائيّ خاص، تفاصيل جديدة تكشف لأول مرّة عن معتقل 1391 السرّي الإسرائيلي، الذي عذّبت فيه السلطات الإسرائيلية معتقلين عربًا، أبرزهم اللبنانيّ مصطفى الدّيراني، وبقي سريًّا للغاية حتى العام 2003، ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي توقف استخدام المعتقل عام 2006، إلا أن ملفات كثيرة ما زالت لم تفتح حوله، وغموضًا كبيرًا لا زال يلفّ المعتقل وظروف الاعتقال فيه ومصير من عذّبَ ونكّل.
الفيلم الاستقصائي، الذي يحمل اسم „السجن السري“، من إخراج عصام بلان وإنتاج شركة „الدّيار“ للإنتاج والمضامين، تخطّى هذه الحدود، ودخل إلى عالم المعتقل السرّي عبر مقابلة عددٍ من الأسرى الذين اُعتقلوا وعُذّبوا فيه، مثل نوّاف العامر من مدينة نابلس، سلطان العجلوني من مدينة المفرق بالأردن، بالإضافة إلى مقابلات مع المحاميّة ليئا تسيمل والصحافيّ البريطاني جوناثان كوك والمحامية عبير بكر والباحث ناصر دمج.
وقام طاقم الفيلم بتسجيل مقابلة صوتيّة صوّرت بشكل سرّيّ مع الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، عامي أيالون. والكابتن جورج، الضابط الشهير الذّي أشرف على تعذيب الأسرى.
بالإضافة إلى الشهود، استطاع الفيلم الاستقصائي كشف قصّتين مؤلمتين حدثا في المعتقل، هي استشهاد أحد الأسرى أثناء وجوده في السجن، وبعد مفاوضات مطوّلة مع سلطات الاحتلال، قامت العائلة بتسلم جثمان ابنها، لكنهم لم يستطيعوا التّعرف عليها ولا زالوا يصرّون أن ابنهم معتقل في سجون الاحتلال حتى اليوم، وأن الجثة التي تسلموها تعود لشهيد آخر.
والقصّة الأخرى، هي قصّة أحد الشبان العرب الذين تم اختطافهم من قبل الجيش الإسرائيلي واقتيادهم إلى المعتقل 1391، وما زال مفقودًا حتى يومنا هذا، لا أحد يعرف عن مصيره شيئًا.
وقال مخرج الفيلم، عصام بلّان إن الهدف من الفيلم هو إزالة الستار عن مواضيع مهمّة بقيت طي الكتمان لسنين طويلة، وذلك تطلّب جهدًا كبيرًا وعملًا مكثّفًا لطاقم كامل عمل بكامل المسؤولية وبمنتهى الجديّة؛ وأضاف بلّان أن فريق العمل واجه صعوبات كثيرة أبرزها قلّة المعلومات المتوفّرة حول المعتقل السرّي، وعدم التعاون من قبل السلطات الإسرائيليّة بالمرّة معنا، لذلك لجأنا إلى التسجيلات الصوتيّة والتصوير خفيّة وهو أمر غاية في الصعوبة، تقنيًّا ومجهودًا.
أمّا الهدف من وراء الفيلم الاستقصائي، يقول بلّان إنه إعلام العربي أينما كان بالأسلوب المستخدم داخل المعتقلات الإسرائيليّة „الذي لا يحترم القوانين الدولية، ولا حريّة الإنسان ولا التعامل مع السجين بإنسانيّة“ مؤكّدًا أن „كافة الأساليب المستخدمة في المعتقل تتنافى مع القوانين والأعراف الدوليّة“.
„أمّا السؤال الأهم الذي يطرحه الفيلم، هل توجد في إسرائيل معتقلات سريّة أخرى؟ خصوصًا مع وجود قرائن إضافيّة تؤكد أن هناك معتقلين فلسطينيين ولبنانيين وسوريين ومصريين وعراقيين حتّى مختفون لا تعلم عوائلهم عنهم شيئًا وترفض السلطات الإسرائيليّة التعليق على مصيرهم“، وفق بلّان.
وأردف بلّان أن واحدة من أبشع الانتهاكات هي عدم السماح للصليب الأحمر الدولي بالولوج إلى داخل المعتقل، ومقابلة المعتقلين ومعرفة ما يحتاجونه أو إن كانوا يحتاجون إلى علاج ما، حتى في سجن غوانتنامو سمح للصليب الأحمر بالدّخول، في مقابل التعّنت هنا، وهو أمر يشير إلى أمور غاية في الخطورة.
الفيلم يعرض على قناة „الجزيرة“، اليوم الأحد، عند العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي في كل من فلسطين والسعودية، السابعة مساءً بتوقيت غرينتش.
والفيلم الاستقصائي من إنتاج شركة „الديار“ ومقرّها حيفا، هو ثاني الأفلام الوثائقيّة لديها بعد فيلم „لن أخدم جيشكم“، إخراج عصام بلان، الذي عرض أكثر من مرّة على قناة الجزيرة.
*****
إخراج: عصام بلان
مدير تصوير: موفق عودة
تصوير: جواد عمري
مهندس صوت: فادي مبجيش
مونتاج: سري بشارات
إدارة إنتاج: زينة عدوي
منتج: موسى ذياب
إنتاج: شركة الديار للإنتاج.
تقرير: شاهد..فيديو.. "السجن السري": استقصائي يوثق انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى!!
بقلم : الديار ... 27.03.2017