مازن محمد سليمان حسين فقهاء، من مواليد طوباس قضاء جنين في 24/8/1979 ، حاصل على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال من "جامعة النجاح " حيث تخرج منها صيف 2001،
تربى منذ نعومة أظفاره على موائد الاخوان في مساجد طوباس، حفظ القران كاملا في سن مبكر، عرف عنه صمته الداهم ، وخلقه الحسن، التحق بصفوف حركة حماس في سن مبكر ناشطا د عويا بارزا ، وانتقل بعد ذلك الى أحضان الكتلة الاسلامية في النجاح .
تربى في أحضان البندقية القسامية مع أعلام المقاومة في فلسطين في ظل انتفاضة الاقصى، سليم حجة ، قيس عدوان والذي كان حينها رئيسا لمجلس الطلبة ، كريم مفارجة وهاشم النجار وحامد ابو حجلة ، مهند الطاهر ، وطاهر جرارعة ، سعيد بشارات ، عاصم ريحان ، محمود ابو هنود ، يوسف السوركجي ، محمد الغول ورفاقه والقائمة طويلة .
ما أن انهى مازن دراسته الجامعية في الجامعة، حتى كانت جحافل الأمن الوقائي تدق أبواب منزله في طوباس ، بحجة أن اسمه مدرج على قوائم CIA التي قدمت إلى السلطة الفلسطينية من اجل اعتقال من فيها من نشطاء المقاومة البالغ عددهم 3000 مقاوم ، إذ لم يكن مجرد الاعتقال هو ما فتح شهية القادمين الذين قاموا بمصادرة 222 جالونا من مادة الاسيتون المستخدمة في صناعة المتفجرات كان من المفترض أن تنقل من قيادة كتائب القسام في نابلس إلى جهاز الكتائب في جنين ، حيث كان على مازن فقهاء الذي تسلمها من القائد القسامي المعتقل سليم حجة والذي سلمه الرجوب ضمن ما بات يعرف " بيتونيا جيت " خلال حملة السور الواقي حيث ينتظر حكما بعشرات المؤبدات عليه ، وكان على مازن حينها ان يوصل حمولته الى قيس عدوان في جنين الا أن الأمن الوقائي كان السباق الى هذه الغنيمة التي لا تقدر بثمن ، وبعد الإفراج عنه بفعل الضغوط الشعبية غدا مازن طريد الأجهزة الامنية الصهيونية التي وضعته على قوائم الاغتيالات ،
أجهزة السلطة لم تكتف عند هذا الحد بل عادت الى اعتقاله في ايلول من عام 2001 ليقبع في سجونها حتى أواخر ديسمبر، حين أصر أهالي القرية على الإفراج عنهم بعد أن شاهدوا أرتالا من الدبابات تحوم حول طوباس تمهيدا لاجتياحها وكان الوقت حينها وقت عيد، فخرج من جديد الى أحضان المقاومة.
عمل مازن عند خروجه على إعداد مجموعات لكتائب القسام في منطقة طوباس وكان إلى جانبه الشهيدين القساميين أشرف دراغمة ومنقذ صوافطة، وكان على علاقة طيبة مع المقاومين من الفصائل المختلفة ، حيث تولت تلك المجموعات الضرب بيد من حديد على جحافل جنود الاحتلال ومستوطنيه الذين انتشروا في منطقة الأغوار انتشار النار في الهشيم ، ولعل من أبرز العمليات التي استهدفت الجنود في منطقة الاغوار عملية اقتحام معسكر تياسير المجاور لطوباس والتي قتل خلالها قائد المعسكر وجرح ثلاثة من جنوده لدى اقتحام القساميين أحمد عتيق وصالح كميل من منطقة جنين المعكسر في اذار 2002 وقادا اشتباكا مسلحا دام عدة ساعات ، وكذا العمليات التي نفذت في وادي المالح ، أو في مستوطنة الحمرا التي هاجمتها الكتائب أكثر من مرة مردية عددا من ساكنيها قتلى ، أو مستوطنة ميحولا المجاورة والتي نفذ فيها هاشم النجار أول عملية استشهادية في انتفاضة الاقصى في الضفة المحتلة وغير ذلك من العمليات.
ولعل أشد الايام على مازن كما يفيد بذلك اقرانه كان يوم استشهاد ستة من كوادر كتائب القسام في جنين على ارض طوباس خلال حملة السور الواقي في 5/4/2002 وهم قيس عدوان ابو جبل ، سائد عواد ، محمد كميل ، مجدي بلاسمه ، اشرف دراغمة ، منقذ صوافطة ، حيث دارت معركة عنيفة استمرت نحو سبع ساعات شارك فيها إضافة الى القساميين الستة ، مجموعات اخرى من مختلف الفصائل من الخلف في محاولة لفك الحصار عن القادة إلا ان النتيجة كانت سقوط ثمانية شهداء في معركة بطولية.
حينما علم مازن بان الوحدات الخاصة قد حاصرت منزل منقذ صوافطة هجم بشكل سريع نحو موقع الهجوم واأبر المقاومين في القرية بأن مطلوبين من جنين يتحصنون في المنزل وأن على رجال المقاومة في طوباس كسر الحصار بشكل سريع عن المنزل لأن الوحدات الخاصة جبناء وسينسحبون بسرعة عند أول اشتباك ، إلا أن وقوع المنزل على أطراف القرية وسط حشودات عسكرية مهولة قدمت إلى المكان لم تنجح خطة المقاومين ، وللاسف فقد رفضت الاجهزة الامنية في طوباس في تلك اللحظات المساعدة وتركت المقاومين وحدهم أمام هذه الهجمة الشرسة ، حيث يصف أحد الحضور مازن في تلك اللحظات بانه لم يكن يرغب في أن يبقى حيا بعد هؤلاء ، وكان يقاتل بطريقة من يقبلون على الشهادة بشغف ، إلا أن الله قدر أن دور هذا القسامي لن ينتهي في هذه المرحلة فلا بد أن يكون هناك من يجدد الدماء بعد رحيل القادة .
في هذه الأثناء كان الشيخ نصر جرار ، قائد كتائب القسام في جنين ، يساهم بعقليته العسكرية الثاقبة في المعركة الدائرة في مخيم جنين حيث رفض أن ينسحب من المخيم الذي عايش لحظات بناء المقاومة فيه لبنة لبنة رغم أن يده وإحدى قدميه كانت مبتورة في حادثة سابقة ، حيث إن مشورته كانت مسموعة لدى جميع المقاومين من مختلف الفصائل الذين أحبوا العمل معه أكثر من غيره ، وقد شاءت الأقدار ان يكون الشيخ نصر جرار من المقاومين الناجين من معركة المخيم بعد ان تمكن رفاقه من اخفائه في اللحظات الاخيرة لسقوط المخيم وقد دفع ضريبة اخرى وهي بتر رجله الثانية نتيجة سقوط صخرة من بيت كان يتواجد فيه على قدمه أثناء قيام الجرافات الصهيونية بالهدم العشوائي للمنازل ، خرج الشيخ من هذه المعركة ليقع على كاهله اعادة بناء جسم الكتائب في جنين بعد ان فقدت الكتائب نحو عشرين مقاتلا من مقاتليها في جنين شهداء وعشرات اخرين معتقلين خلف القضبان ، وهنا بدا لقاء الفرسان وكانت فترة هامة عمل فيها مازن فقهاء مع الشيخ نصر جرار ، الذي استشهد هو ايضا على أرض طوباس قبل عدة أشهر.
أعيد بناء خلايا الكتائب وتم ضخ دماء جديدة فيها في فترة قياسية بفعل وجود قاعدة قوية للمقاومة في هذه المنطقة، وقد عمد الشيخ نصر جرار أثناء وجوده في طوباس وبمساعدة من مازن على تشكيل لجان المقاومة الشعبية فيها وهي لجان ما زالت فاعلة إلى الآن ، وقد كان من أهدافها توسيع قاعدة المقاومين من جهة ، والقيام بالمهمات التي يتفق الجميع عليها ولا تتطلب بعدا حزبيا من جهة اخرى ، سيما ملاحقة العملاء المتورطين في تصفية المقاومين وخاصة على أرض طوباس .
وفي خضم هذه اللجة خرج من منطقة طوباس عدة عمليات جريئة لكتائب القسام ، كانت إحداها في مفرق بات على مقربة من مستوطنة جيلو في القدس الشرقية في شهر ايار 2002 والتي قتل خلالها 19 صهيونيا وجرح العشرات ونفذها الاستشهادي القسامي محمد هزاع كايد الغول من مخيم الفارعة المحاذي لطوباس والطالب في جامعة النجاح ، واحد رفاق الدرب لمازن فقهاء منذ ايام الدراسة الاولى ، كانت عملية جيلو المرة الثالثة التي كان من المفترض ان يقوم محمد الغول بتنفيذ عمليته الاستشهادية ، ولعل احدى المرتين السابقتين كانت حين قدم قيس عدوان ورفاقه الى طوباس وكان الهدف تجهيز محمد الغول ، الا ان عملية الاغتيال التي حدثت بحقهم حالت دون ذلك ، فتأجلت العملية الى ما بعد السور الواقي لتنفذ في القدس .
أما العملية الجريئة الآخرى فكانت ردا على اغتيال القائد العام لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة، حيث خرج الرد الثاني مدويا من جنين على يد الاستشهادي جهاد حمادة من قرية برقين مسقط راس الشيخ نصر جرار ، وكانت أصابع مازن بارزة في نسج خيوط هذه العملية ، حيث اقتحم الصهاينة المنطقة بحثا عنه مما أسفر عن اعتقاله وعددا من المقاومين في احد منازل طوباس النائية ، أيام بعد ذلك اعقبها استشهاد الشيخ نصر جرار في طوباس ليسدل الستار عن حكاية من حكايات الكتائب في جنين.
لقد شكلت عملية مطاردة الجيش الصهيوني لمازن معاناة كبيرة لأفراد اسرته حيث المداهمات الليلية المستمرة والتي لا تبدأ الا بعد منتصف الليل ، ولعل أبرز حملات المداهمة تركزت في شهر حزيران 2002 حيث كانت تتم بشكل مكثف ومتلاحق ، إلا ان شهر اغسطس وفي أعقاب عملية صفد الاستشهادية شهد آخر فصول الملاحقة ، فبعد اعتقال مازن في 5/8/2002 ، قدم الصهاينة الى المنزل بتاريخ 8/8 واعتقلوا والده وشقيقه معن مدة 12 يوما وفي تلك الليلة تم زرع محيط المنزل بالديناميت وتفجيره بالكامل لتقطن العائلة بعد ذلك في أحد منازل الاقارب في اطراف البلدة.
اعتقل مازن في سجن هداريم وفي نفس الغرفة مع الشيخ جمال أبو الهيجا أحد فرسان المقاومة في جنين، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار.اُغتيل في غزه يوم الجمعه 24.3.017 اثناء تواجده امام بيته بسلاح كاتم للصوت حيث اصيب الشهيد فقهاء باربعة رصاصات في الرأس!!
غزه : من هو الأسير المحرر الشهيد مازن فقهاء !؟
بقلم : الديار ... 25.03.2017