مل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات من رحلات ابناء بطوطة من فتح وحماس الى الدوحة والقاهرة وبلاد الواق الواق، لاجل قضية اذا ما قيست بحجم المشروع الوطني لا تساوي جناح بعوضة قارصة في هذا الصيف اللاهب الذي لا يحسه المكيفين من القيادات السياسية، كما لا يحسون بالجوع الذي يعض بنابه القطاع الاكبر من الشعب ما دامت المناسف جاهزة وتستعرض كصور دبلوماسية.مل الشعب قصة الحية المتلوية التي لا تنتهي حتى لو لم ينم الطفل، ومل قصة ابريق الزيت وكل قصص الف ليلة ولية، وهو يريد ان يسمع الديك الصياح وان يدرك شعب البلاد نور الصباح.كل وسائل التواصل الاجتماعي تعج الان برفض المصالحة على سبيل اليأس من كل ما يجري، لا بل بات الانقسام واقعا راسخا على الارض وفي الاذهان، وبات الشعب لا يلقي بالا الى جولات وصولات الوفود المغادرة والقادمة على كشف حساب وفاتورة المصالحة التي صرفت خلال هذه الفترة اكثر من اضعاف رواتب الموظفين المختلف عليهم.يقول مثلنا الشعبي "ابو فروة يتلبد لابو جاعد"، وهذه هي حقيقة طرفي الانقسام فكل له حساباته الخاصة، وكل له اجندته الخاصة، وكل له طرقه الخاصة في التملص من الاستحقاق الوطني، وليذهب المشروع الوطني الى الجحيم، فحالهم كما حال ابي عبدالله الضغير، الذي بكى ملكه فقالت له امه" ابك بكاء النساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال". هذا هو حال من يتلهى بالانقسام ويستخدم المصير الوطني ورقة ضمن اوراق لعبته التآمرية الخاسئة، وعليه فقد فقدوا المصداقية امام الناس، وباتت مناسف الدوحة جل ما يتمنون.آن الاوان لان يغسل الشعب يديه من كل المراهنات على كل جهود المصالحة، وآن الاوان ان يبادر هذا الشعب الى تجاوز الانقسام والمنقسمين، وان يحمي مشروعه بيديه، ان يمنع التلاعب بالمصير الوطني، وان يتركهم يتلهون في لعبتهم المملة، حتى ان ينزع عنهم التفويض الذي انتهى، آن الاوان للخروج بصوت واحد لاجل تجديد الشرعيات الفلسطينية، والتوافق الشعبي على عقد وطني وسياسي واجتماعي جديد يؤسس لشرعية وطنية جديدة ضمن البوتقة المعترف بها دوليا وهي منظمة التحرير، بدءا بانتخابات للمجلس الوطني عبر هيئات شعبية ومرورا بانتخابات السلطة التي لا يجب ان تزيد عن كونها ادارة تنفيذية لجزء من الارض الفلسطينية وجزء من الشعب الفلسطيني فممثل الكل هو المنظمة، وحتى دولة حدود الرابع من حزيران تبقى ناقصة دون ضمان حثق العودة ولذلك فالعقدة هي المنظمة التي لا زالت تفرض ضرورتها.آن الاوان للقول كفى سلبا للشعب في حرية اختياره، وهذا لن يتحقق بالتوسل الى طرفي الانقسام بل بفرض الارادة الشعبية عليهما وهذا يحتاج الى المبادرة الشعبية لمؤتمرات في كل المحافظات اول ما تقوم به هو المطالبة باسترداد صوتها الذي يخطب كل منقسم باسمه، حتى ان مجدلاني تلفع بشرعية متقادمة لتبرير فعلته.الشعب لم يعد يرغب بالمصالحة الشعب يريد الاستمرار في مشروعه الوطني الذي يلخصة بالحرية والاستقلال اما حسابات المنقسمين الضيقة فقد باتت خارج وعيه. فاشبعوا مناسف...المصدر : وكالة وطن للانباء!!
بعد منسف الدوحة: الشعب لا يريد المصالحة!!
بقلم : الديار ... 24.06.2016