أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
مرتزقة من كولومبيا يقاتلون الشعب اليمني بتمويل إماراتي!!
بقلم : الديار ... 28.11.2015

أرسلت الإمارات العربية المتحدة سرا مئات من المرتزقة الكولومبيين إلى اليمن للمشاركة في الحرب الدائرة هناك مضيفة عنصر قلاقل جديدة في حرب ملغزة معقدة تورطت فيها الولايات المتحدة وايران.
إنه الانتشار الحربي الأول لجيش اجنبي بنته الإمارات في الصحراء خلال السنوات الخمس الماضية حسب ما يقوله مشاركون سبق لهم أن انخرطوا في هذا المشروع. فقد أدير المشروع عبر شركة خاصة متصلة ب"ايريك برنس"مؤسس "الشركة العالمية "بلاك ووتر"، لكن المشاركون قالوا إن دوره انتهى منذ فترة وإن القوة المرتزقة باتت تدار من الجيش الإماراتي.
شكل وصول 450 جنديا أمريكيا لاتينيا- بينهم أيضا جنود بنميون وسلفادوريون وتشيليون- إضافة جديدة إلى الفوضى القائمة في تعدد الجيوش هناك حيث الجيش الحكومي وجيوش القبائل وشبكات الإرهاب ومليشيات يمنية أخرى.
في نظرة سريعة على الحرب. نرى أن الدول العربية الغنية وخاصة السعودية وقطر والإمارات تسلحت في السنوات الأخيرة بنزعة عدوانية واستراتيجية حربية في الشرق الاوسط في محاولة منها لكبح الفوضى الناتجة عن اندلاع الثورات العربية في نهايات عام 2010. لكن هذه البلدان خاضت هذه الصراعات الجديدة – سواء في ليبيا أو سوريا أو العراق أو اليمن بقوات لم تكن مؤهلة لخوض حروب، وبشعوب لا تهتم بشكل عام بالخدمة العسكرية.
كان خيار "المرتزقة" جذابا للأقطار الغنية التي يمكنها "استئجار مقاتلين ينوبون عن شعوبها التي لا تريد أن تحارب" كما يقول ماك فيت وهو عضو كبير في المجلس الأطلسي ومؤلف "المرتزقة الجدد".
"لقد تمت عولمة الصناعة الحربية". يقول ماك فيت، مضيفا أن "الولايات المتحدة قامت أساسا ب "شرعنة" الصناعة باعتمادهاالكبير على المتعاقدين في حربيها على أفغانستان والعراق ولمدة عقد من الزمن، والمرتزقة اللاتينيون هم مثال على ما يجري".
تتشكل القوة الكولومبية في اليمن من فرقة بها حوالي 1800 مقاتل تدربوا في إحدى القواعد العسكرية الإماراتية، وبقيت تحت الطلب حتى تم استدعاؤها للقتال في اليمن في منتصف إحدى الليالي من الشهر الفائت. لقد تم ايقاظهم من ثكناتهم فيما زملاؤهم نائمون، وتم اإعطاؤهم شارات وعلامات ورتب الجيش الإماراتي، أما ما تبقى منهم فهم يتدربون على استخدام قاذفات القنابل والعربات المصفحة التي يستخدمها الجيش الإماراتي في اليمن.
وضع المسؤولون الإماراتيون أفضلية في الرتب للكولومبيين باعتبارهم أكثر خبرة قتالية في حرب العصابات من اللاتينيين الآخرين ولهم خبرة عقود في محاربة القوات المسلحة الثورية(فارك) في أدغال كولومبيا.
ليست هناك مهمات واضحة للمرتزقة الكولومبيين في اليمن، ويقول أحد المشاركين: أحيانا تمر أسابيع قبل أن نرى قتالا حقيقيا. لقد انضموا إلى مئات السودانيين الذين جندتهم السعودية كجزء من التحالف.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح تقرير للأمم المتحدة أن هناك حوالي 400 مقاتل أريتري قد انخرطوا مع القوة الإماراتية في اليمن- وهذا إن حصل فإنه يشكل خرقا لقرار الأمم المتحدة الذي حدد مجال النشاط العسكري لأريتريا-.
كما أن هناك مشاركة أمريكية في التحالف السعودي على اليمن بما في ذلك توفير الدعم اللوجستي وإعادة التزويد بالوقود جوا. كما أرسل البنتاغون فريقا للسعودية لتقديم معلومات استخبارية حول الأهداف التي يمكن قصفها بالطائرات.
وقد وافقت إدارة أوباما في السنوات الأخيرة على رزمة مبيعات عسكرية للسعودية والإمارات بمليارات الدولارات وهي تجهيزات استخدمت في الحرب على اليمن. في هذا الشهر قررت الإدارة الأمريكية تقديم سلاح للسعودية بمقدار 1.29 مليار دولار ثمنا لآلاف القنابل لتعويض المخزون السعودي بعد استهلاكه في الحملة على اليمن، كما قال مسؤولون امريكيون ان القنابل تحتاج إلى شهور لتصل السعودية وليس بالضرورة أن تكون موجهة لليمن.
واجهت الحملة السعودية على اليمن انتقادا واسعامن العالم ومن مؤسسات حقوق الإنسان، حيث أنها كانت تفتقر إلى التخطيط وأنها كانت عشوائية واستهدفت المدنيين دون تمييز. ففي الشهر الفائت قصفت الطائرات السعودية مشفى في صعدة شمال اليمن يديره جماعة "أطباء بلا حدود". وفي نهاية أيلول قالت الأمم المتحدة إن هناك 2355 مدنيا قد قتلوا منذ بداية الحملة في آذار الماضي.
لقد قتل العشرات من جنود وضباط القوات الخاصة الإماراتية حال وصولهم إلى اليمن الجنوبي في آب 2015. فصاروخ واحد من القاعدة كان كفيلا بقتل 45 جنديا إمارتيا إضافة لجنود سعوديين وبحرانيين.
إن وجود المرتزقة اللاتينيين هو سر رسمي إماراتي ولم تعلن الإمارات يوما عن نشر مثل هذه القوة في اليمن.
يوسف العتيبة، سفير الإمارات في واشنطن نفى اي معلومة بشأن ذلك، كذلك الناطق الرسمي باسم القيادة الوسطى الامريكية وهي القيادة المنوط بها مراقبة العمل العسكري في اليمن.
كان يعتقد أن وجود المرتزقة في الإمارات يحمل مهمات داخلية مثل – حماية خطوط أنابيب النفط وبنى تحتية إماراتية أخرى، أو حتى قمع الشغب والتظاهر في مخيمات ومهاجع العمال الأجانب- وحسب وثائق المؤسسة فإن هناك مسؤولين أمريكيين كثر قد انخرطوا في المشروع.
في تقدير موقف للمخابرات الأمريكية عام 2011 تم تحديد منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وقراصنة الصومال وأعمال الشغب المحلية باعتبارها التهديدات الأكبر لاستقرار الإمارات.
لقد أخبر الجنود بأنهم سيستدعون يوما ما للقتال خارج الإمارات ولكنه حتى يوم الذهاب إلى اليمن لم تكن مهماتهم الخارجية سوى توفير الحماية لناقلات الشحن.
هذه المهمات كانت نادرة، وقد وصف الجنود المشاركون بها أنها سنوات من الرتابة في معسكر صحراوي يدعى مدينة زايد العسكرية. كانوا يستيقظون عند الخامسة فجرا للتمرين والتدريبات العسكرية بما في ذلك إطلاق النار، أعمال الدوريات، عدد من الغربيين والأمريكيين خاصة عملوا كمدربين في المدينة. وحينما تسطع الشمس وتصبح حارقة يدخل الجنود إلى غرف التدريب المكيفة لتلقي التعليمات.
يعيش الجنود في ثكنات خالية من أي زينة يعلقون ملابسهم المغسولة على قضبان النوافذ لتجف وهناك مختبر حاسوب عام يفحصون فيها بريدهم الإلكتروني ويتابعون الفيسبوك لكنهم ممنوعون من نشر صور على وسائط التواصل الاجتماعي، أما الوجبات فهي بسيطة. "إنه نفس الطعام كل يوم" يقول أحد المشاركين "دجاج كل يوم".
صرفت الإمارات ملايين الدولارات على تجهيز الوحدة من أسلحة نارية وعربات مدرعة وأنظمة اتصال، واجهزة رؤية متقدمة . لكن القادة الإماراتيين نادرا ما كانوا يزورون المعسكر. وإذا فعلوا يقوم الجنود بعروض تدريبية بما فيها إنزال من الهيليوكبتر وقيادة العربات المدرعة في كثبان الرمل.
لقد مكث هؤلاء طويلا بفعل النقود، فرواتبهم تتراوح بين 2000- 3000 دولار شهريا مقابل 400 دولار يمكن أن يحصلوا عليها لنفس العمل في كولومبيا. هؤلاء الجنود المرتزقة المنتشرين في اليمن سوف يتقاضون ألفا أخرى أسبوعيا حسب ما يقوله شخص شارك في المشروع وضابط كبير وسابق في الجيش الكولومبي.
مئات من الجنود الكولومبيين قد تدربوا في الإمارات منذ بدء المشروع عام 2010- وكثيرا ما كانت الحكومة الكولومبية تسعى للتوسط لدى المسؤولين الإماراتيين لوقف النزف نحو الخليج-. التقى وفود من الحكومتين لكن اتفاقا لم يحصل.
أغلب التجنيد للمقاتلين السابقين في كولومبيا كان يتم عبر شركة "غلوبال انتر برايز" وهي شركة كولومبية أسسها قائد سابق للعمليات الخاصة اسمه "اوسكار غارسيا بيتيه"، وهو قائد مشارك للفرقة الكولومبية في الإمارات وجزء من القوة التي تحارب في اليمن.
قال ماك فيت إن الهجرة المستمرة للجنوداللاتينيين إلى الخليج قد خلقت"بندقية مهاجرة" في لحظة تحتاج فيها أمريكا اللاتينية للجنود في قتال كارتيلات مهربي المخدرات.
لكن الخبراء في كولومبيا يقولون إن الوعود بتحصيل المزيد من المال عبر القتال مع الإمارات- وهي نقود يرسل الجنود اغلبها لعائلاتهم في كولومبيا- تجعل من الصعب الاحتفاظ بالجنود في الوطن.
" هذه العروض الكبرى وبرواتب مجزية وتأمين، دفعت إلى الانتباه نحو أفضل جنودنا". يقول جامي رويز رئيس جمعية كولومبيا للمتقاعدين العسكريين. "كثير من جنودنا تقاعدوا من الجيش وغادروا"

المصدر : نيويورك تايمز
1