أحدث الأخبار
الاثنين 30 كانون أول/ديسمبر 2024
هل يطفئ الحب نار التطرف في كردستان !!
بقلم : الديار ... 26.10.2013

أربيل- "عاش عشاق الحرية والسلام.. عاشت أيدكم يا شباب، الهزيمة لكل جاهل يحرق الحياة ويدخل أنفه في كل صغيرة وكبيرة ويريد أن يفرض رأيه على الآخرين ويصادر حرياته".
بسرعة.. ارتقى الشاب الكردي، كاميران، منصة "تمثال الحب"، الذي أحرقته نار التطرف في حديقة أزادي الشهيرة في مدينة السليمانية في كردستان العراق والذي يمثل عاشقين، ليعلن احتجاجه الصارخ على هذه الفعلة، حيث أخذ حبيبته بيده وصعدا فتبادلا القبلات.
هذه اللحظات تم تصويرها من قبل زملاء لهما وأصدقاء عشاق وقفوا في المكان ذاته وقفة احتجاجية ضد (الظلاميين والجهلة)، وحدادًا على ما تبقى من التمثال الجميل ليعلنوا أنهم ضد الجهلة والمتخلفين الذين يريدون أن يجعلوا من الحياة ظلامًا، لأن من يكره الحب والعشق يكره الإنسانية والضياء والحياة.
وعلى إثر ذلك ضجّت صفحات عراقيين أكراد خلال الأسبوع بصور تبادل القبل بين العشاق والأزواج
ومن أبرز الصور التي تداولها المعلقون، صورة نشرها كاميران نجم على صفحته على فيسبوك وهو يتبادل القبل مع صديقته في نفس مكان التمثال وبمحاكاة دقيقة له.
وكان كاميران، وفق ما ذكر في تعاليقه على الصورة على صفحته، إنه لم يكن يعرف أن الأمر يتعلق بأول قبلة علنية في الحديقة.
ومع انتشار أنباء عن كون سلطات كردستان العراق تنوي تتبعه بتهمة "التظاهر بما يخدش الحياء" انتشرت صور أخرى على صفحات التواصل الاجتماعي لشباب وشابات يتبادلون القبل تضمانا مع كاميران وتمثال الحب نفسه.
واعتبر معلقون على صفحات فيسبوك أن الأمر يتعلق بثورة "قبلات سيسجلها التاريخ حتى لا تسود ثقافة القتل والتدمير."
ويقول مغردون "إنها ثورة القبلات".. "ثورة جميلة سيسجلها التاريخ. خرجت القبلة الكردية أخيراً من تحت الرداء. وكسرت الممنوعات. وبدأت تجول في شوارع وأزقة كردستان. إنها لحظة البحث عن وجه كردستان الحقيقي أمام هجمات المتطرفين".
وقال معلق "لقد انتصرنا أعدنا رسم قبلة التمثال، ولكن بأجساد إنسانية حية".
ويقول مغردون "قررنا ألا نسمح لثقافة القتل والتدمير بأن تسود"، لذلك وقفنا والشابات، متعانقين رغم التقاليد، "فمن يرد أن يدافع عن ثقافة الحب عليه أن يواجه خصومه". واعتبر أحد المشاركين في ثورة القبلات، كما سماها منظموها، أن "خطاب الكراهية والحقد والتدمير ينتشر بسرعة"، ولكن "يجب أن يكون خطاب الحب أقوى بكثير". وقال آخر "إذا كانت هناك ثقافة تقول العين بالعين والبادي أظلم، فنحن نقول إن القبلة بالقبلة والشفاه بالشفاه والبادي أظلم".
واعتبر آخرون أن "الربيع الكردي اليوم هو ربيع القبلات رداً على القيود الاجتماعية الكثيرة التي انتشرت في دروب كردستان".
واعتبر بعضهم أن "المشكلة في كردستان اجتماعية أكثر من كونها سياسية لأن التخلف الديني ينتشر بصورة واسعة".
وفسر أحدهم "هل سمعتم عن تصرف مثل هذا حصل قبلا في كردستان؟ لا طبعا، إذن السبب هو الجهلة الإسلاميون المتعصبون، هم الذين جعلوا الناس ترد عليهم بقوة.. لأن التطرف لا يولد إلا التطرف".
وتفاعل مغردون عرب مع المغردين من العراق وكردستان.
وعبر بعضهم عن استيائه من "حرق نصب يمثل الحب في السليمانية"، مؤكدين أن "الشباب الأكراد يعون خطورة التيار الديني على التقدم في بلادهم وأنهم لم يترددوا ولم يخافوا من الوقوف بوجهه".
وعبروا عن أملهم في "رؤية أصنام الجهل والتعصب والقمع الاجتماعي والجنسي والسياسي تتحطم على صخرة الحرية والإبداع في الدول العربية".

1