أحدث الأخبار
السبت 27 نيسان/أبريل 2024
الحطب في زمن الحرب: أطفال فلسطينيّون يبحثون عن الدفء في غزّة!!
بقلم : الديار ... 07.03.2024

بين أنقاض المنازل المدمّرة، يتحرّك الأطفال الفلسطينيّون في شمال قطاع غزّة ، بحثًا عن قطع من الخشب يمكنهم استخدامها كوقود لإعداد الطعام.
هؤلاء الأطفال وعائلاتهم يعيشون تحت ظروف صعبة نتيجة للحرب الّتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، ممّا يجعلهم يواجهون تحدّيات يوميّة في سبيل ضمان العيش الكريم لأنفسهم ولأسرهم.
في حيّ الشجاعيّة في مدينة غزّة، يتحرّك الأطفال بين الأزقّة والمنازل المدمّرة، يحملون أكياسهم ويبحثون بجدّيّة في كلّ زاوية وركن، ويستكشفون بين الأنقاض بحثًا عن قطع الخشب، الّتي تعتبر كنزًا ثمينًا بالنسبة لهم.
وبعد جهد بحث لساعات طويلة بين الأنقاض، يشعر الطفل موسى نمر (12 عامًا) بالسعادة والارتياح عندما عثر أخيرًا على كمّيّة من الخشب في إحدى الطرقات المدمّرة.
ويدرك الطفل نمر أنّ هذه القطع البسيطة ستكون كافية له ولعائلته ليوم واحد على الأقلّ، لإعداد الطعام وتوفير الدفء في هذا الجوّ البارد الّذي يعصف بمدينة غزّة.
وما إن حصل على القطع الخشبيّة حتّى تسلّلت الفرحة إلى قلبه، حيث يحمل تلك القطع بفخر، ويشعر بالراحة لأنّه استطاع توفير ما يلزم له ولعائلته في هذه الظروف الصعبة.
ويقيم نمر وعائلته في مدرسة في حيّ الشجاعيّة شرقي مدينة غزّة، بعد أن دمّرت إسرائيل منزلهم خلال الحرب المستمرّة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويقول نمر: "منذ ساعات الصباح، نتّجه إلى البحث بين ركام المنازل عن الخشب المحطّم لنشعل النيران، ونقوم بإعداد الطعام والتدفئة". ويضيف: "كلّ يوم نذهب في هذه المهمّة، وفي الأيّام العديدة نجد أنفسنا بلا تلك الأخشاب، لكنّ اليوم رزقنا بما يكفينا ليوم واحد على الأقلّ".
ويتابع: "لا يوجد لدينا غاز الطهي ولا الوقود في شمال قطاع غزّة، وحتّى الطعام يكون نادرًا، ونعتمد بشكل أساسيّ على ما نستطيع تحضيره بواسطة الخبيزة البرّيّة".
وأكّد أنّ "الأوضاع في الشمال مأساويّة للغاية، ونحن نعيش في مدرسة لجأنا إليها، ونتمنّى أن تنتهي الحرب قريبًا حتّى نستطيع العودة للعيش بسلام والتركيز على اللعب والدراسة.، فجمع الحطب ليس مهنتي، بل أحلم بأن أصبح مهندسًا في المستقبل".
نمر ليس الوحيد الّذي يعمل على جمع الحطب، بل يسير محمّد الهور (14 عامًا) الّذي تظهر على وجه علامات التعب والجوع، ويحمل على كتفه كيسًا يحتوي على قطع صغيرة من الحطب.
يقول الهور: "منذ الصباح وأنا لم أتناول الطعام، وأهلي في المنزل ينتظرونني لأجلب الحطب لإعداد الحساء". ويضيف: "انتهى الحطب لدينا ليلة أمس بعدما استخدمناه للتدفئة، خاصّة وأنّ أخي الصغير كان يعاني من البرد الشديد". ويتابع: "نتمنّى أن تتوقّف الحروب ويتمّ إعادة إعمار غزّة، لا نريد المزيد من الصراعات، نحن نتمنّى أن نعيش كباقي أطفال العالم".
ويشعر الطفل الفلسطينيّ، بالخوف من التعرّض لقصف إسرائيليّ أثناء جمعه للحطب.
ومنذ بداية الحرب المدمّرة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، يعاني شمال قطاع غزّة من نقص كبير في الوقود وغاز الطهي الضروريّين للاستخدام، وذلك نتيجة للحصار الإسرائيليّ المستمرّ.
وتواصل إسرائيل حربها المدمّرة ضدّ قطاع غزّة رغم مثولها للمرّة الأولى منذ قيامها عام 1948 أمام محكمة العدل الدوليّة، أعلى هيئة قضائيّة في الأمم المتّحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعيّة" بحقّ الفلسطينيّين.
وبالإضافة إلى الخسائر البشريّة تسبّبت الحرب الإسرائيليّة بكارثة إنسانيّة غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتيّة والممتلكات، ونزوح نحو مليونيّ فلسطينيّ من أصل حوالي 2.3 مليون في غزّة، بحسب بيانات فلسطينيّة وأمميّة.

1