أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
قبائل الهنود في الولايات المتحدة في معركة مستمرة من أجل أرضهم!!
بقلم : الديار ... 02.08.2021

**الأرض لنا..ما زال السكان الأصليون في الولايات المتحدة الأميركية يناضلون منذ القرن التاسع عشر من أجل الحصول على أرضهم التي انتُهكت بمجرد العثور على الذهب في المنطقة رغم أحكام المحاكم اللاحقة لصالح القبائل الأصلية في أطول نزاع قانوني في تاريخ الأميركيين.
واشنطن - ورث نيك تيلسن المعركة على بلاك هيلز في ساوث داكوتا من والديه، وهي جزء مما يصفه بأنه أطول نزاع قانوني على أراضي السكان الأصليين في تاريخ الولايات المتحدة، فهو مستمر منذ القرن التاسع عشر.
ويدور الخلاف حول السيطرة على أكثر من مليون فدان (404700 هكتار) من التلال التي نشأت فيها قبيلة لاكوتا، حيث تنتشر المواقع المقدسة التي يعود إليها المجتمع بانتظام.
وقال تيلسن “كان شعبنا يسافر في بلاك هيلز وحولها كجزء من رحلاتنا الروحية لآلاف السنين”.
ومع ذلك فإن الحكومة الفيدرالية هي التي تتخذ في النهاية قرارات بشأن معظم التلال، على الرغم من معاهدات القرن التاسع عشر التي شملت هذه الأراضي، والتي انتُهكت بمجرد العثور على الذهب في المنطقة، ورغم الأحكام الصادرة عن المحاكم لصالح القبيلة كما قال تيلسن.
وسيرسل تيلسن وآخرون رسالة إلى واشنطن العاصمة هذا الأسبوع على أمل أن تفتح إدارة الرئيس جو بايدن الباب أمام حقوق أقوى للسكان الأصليين بشأن هذه الأراضي. وتتمثل هذه الرسالة في عمود رسم طوطمي.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين كان العمل الفني المنحوت من شجرة أرز عمرها 400 سنة يسافر عبر البلاد نحو العاصمة، وتوقف في 10 مواقع مقدسة مثل بلاك هيلز.
ومن المقرر أن يصل العمود برفقة مجموعة “لومي نايشنز هاوز أوف تير كارفرز” التي صممته إلى واشنطن خلال تجمع من المزمع أن يكون يوم الخميس.
وبعد ذلك يعمل المؤيدون للقاء المسؤولين الحكوميين على تقديم مطالب سياسية تتعلق بكيفية حماية المواقع المقدسة في جميع أنحاء البلاد.
ويُعتبر ما يقارب 56 مليون فدان في الولايات المتحدة أراضي قبلية، على الرغم من أنها على ملك الحكومة الفيدرالية.
وكان تيلسن، الذي يرأس مجموعة المناصرة الخيرية “أن دي أن كوليكتيف”، متفائلا.
وأشار إلى تزايد الحراك القبلي بشأن سيادة أراضي السكان الأصليين وزيادة الاعتراف العام بهذه القضية على مدى السنوات الأخيرة.
كما يرى المدافعون عن السكان الأصليين أن إدارة بايدن الجديدة واعدة، فعدد السكان الأصليين الذين وظفتهم أكبر من العدد الذي وظفته أي إدارة أخرى.
ومن بين هؤلاء ديب هالاند التي أصبحت أول أميركية من السكان الأصليين تعمل سكرتيرة لمجلس الوزراء عندما كُلّفت بإدارة شؤون أراضي القبائل. ويقول المنظمون إن هالاند ستلقي كلمة في المسيرة يوم الخميس.
وقالت جوديث لوبلانك، مديرة تحالف المنظمين الأصليين ومنظمة مشروع الطريق الأحمر إلى العاصمة، إن استخراج الموارد الطبيعية وتغير المناخ و”التنمية الجامحة” هي التهديدات الرئيسية لأراضي السكان الأصليين.
وتابعت “على الرغم من أن الناس قد لاحظوا هذه التهديدات إلا أن التعاملات جميعها مختلفة تماما، ويبقى القاسم المشترك هو دور الحكومة الفيدرالية وسياساتها”. ورفض متحدث باسم الوزارة المعنيّة التعليق.
وجوهر حملة الطريق الأحمر هو عمود الرسم الطوطمي الذي يضم أكثر من اثني عشر عنصرا من أيقونات (القمر والدب وسمك السلمون…) قبائل القارة الأميركية.
وكتب النحات الرئيسي جيويل جيمس، في بيان قدمه المنظمون، “تتعلق هذه الرحلة بالمواقع المقدسة. لذلك قررنا أن ندع الروح توجه اختيار الشخصيات بينما نحتنا العمود من أعلى إلى أسفل”.
وسيتم تقديم العمود إلى بايدن كهدية “لحثه على حمايةِ المواقع المقدسة حمايةً فورية”، وفقا لبيان صحافي من الحملة، قبل عرضه مؤقتا في المتحف الوطني للهنود الحمر الأميركيين إلى حين تحديد موضع دائم.
وقال جوليان ماثيوز، وهو أحد أفراد قبيلة نيز بيرس في ولاية أيداهو، إنه شاهد هو وآخرون تعداد السلمون في نهر الثعبان ينخفض بنسبة تصل إلى 90 في المئة خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وإن القبيلة التي استضافت قافلة الطريق الأحمر في 15 يوليو تلوم الحكومة الفيدرالية على بناء أربعة سدود في ستينات وسبعينات القرن الماضي أعاقت تدفق المياه ورفعت درجة حرارة النهر.
وأضاف ماثيوز، الذي يقود منظمة نيميبو لحماية البيئة غير الربحية، أن “هذا مصدر غذائي مهم، لكنه جزء من ثقافتنا أيضا”، مشيرا إلى أن المجتمع يستخدم السلمون في الاحتفالات مثل الجنازات.
الخلاف يدور حول السيطرة على أكثر من مليون فدان (404700 هكتار) من التلال التي نشأت فيها قبيلة لاكوتا، حيث تنتشر المواقع المقدسة التي يعود إليها المجتمع بانتظام.
وفي مارس الماضي اقترح نائب إزالة السدود لاستعادة أعداد السلمون، وهو مشروع قانون حظي بدعم القبائل مؤخرا.
وقالت جوديث لوبلانك إن هدف المجتمعات القبلية المشترك يكمن في امتلاك القدرة على اتخاذ قرارات بشأن قضايا إدارة الأراضي الرئيسية.
وأشارت إلى أن القبائل المعترف بها فيدراليا ذات سيادة ولدى الكثير منها اتفاقيات مع الحكومة، ومع ذلك فإن جهود واشنطن لا تتجاوز “التشاور” بشأن المقترحات الرئيسية.
وقالت إن “السبيل الوحيد لإنقاذ الأماكن المقدسة والأراضي العامة من الدمار هو عمل الحكومة الفيدرالية على إقامة علاقة موافقة مستنيرة، وذلك بتجمّع القادة والمجتمعات المحلية حول طاولة صنع القرار لحل المشاكل معا”.
وتقر بضرورة بذل المزيد من الجهود لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك اقتراح مجلس النواب في مايو، والذي من شأنه أن يمنح دورا أقوى للقبائل في اتخاذ قرارات تتعلق بالإجراءات الفيدرالية التي من شأنها أن تؤثر إيجابيا على أراضي السكان الأصليين.
وقال النائب راؤول غريغالفا، الذي قدم مشروع القانون في بيان، إن التشاور القبلي يجب أن يصبح قانونا في أسرع وقت ممكن.
وفي بلاك هيلز قال تيلسن إن النقاش العام الوطني حول العرق والإنصاف قد عزز حركة “عودة الأرض” الجديدة التي تهدف إلى إعادة الأراضي المقدسة والعامة إلى السكان الأصليين. وأكد أن “السكان الأصليين يريدون السيطرة السياسية على الأرض مرة أخرى… هذا ما نناضل من أجله”.
ويشير إلى منطقة على حافة بلاك هيلز كمثال، بعد أن تم التنازل عن 100 فدان من الأراضي المملوكة اتحاديا لثلاث قبائل في 2017، وحيث تساعد “أن دي أن كوليكتيف” الآن على تطوير مساكن للمشردين.
وقال تيلسن “يتجاوز هذا مجرد الأرض. فقد دُمّرت الأنظمة المجتمعية والسياسية والاقتصادية أثناء عملية الاستيلاء على الأرض. والآن يتعلق الكثير من الحراك بإعادة بناء نظام جديد”.

1