الأخوة والرفاق، الأخوات والرفيقات رؤساء وأعضاء الجاليات الفلسطينية
تحية الوطن، تحية القدس عاصمة الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة
للمرة الأولى منذ مئات السنين، قررت الكنائس المسيحية في القدس ، عاصمة دولة فلسطين إغلاق كنيسة القيامة، أقدس المقدسات المسيحية على الإطلاق، احتجاجا ورفضا لقرارات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجباية ضرائب على الكنائس في سابقة تاريخية خطيرة تشكل خرقا للوضع القائم ( ستاتيكو)، وتدخلا فظا في شؤون الكنائس والأماكن المقدسة، وإمعانا في سياسات الحصار والتضييق والخنق التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد كل معالم ورموز الوجود العربي- الفلسطيني المسيحي- الإسلامي.
وتأتي هذه الخطوة العدوانية في سياق هجوم احتلالي موسع لتهويد المدينة المقدسة، ومحاولة تغيير طابعها التاريخي، حيث تعمل بعض الدوائر الحكومية الإسرائيلية بالتعاون مع بلدية الاحتلال والجمعيات الاستيطانية المتطرفة للسيطرة على العقارات والأراضي الكنسية في مدينة القدس وفي عموم الأراضي الفلسطينية، وتجييرها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وتتزامن هذه الهجمة الغاشمة مع المحاولات المستمرة لفرض وجود يهودي استيطاني في المسجد الأقصى في إطار الخطة المعروفة والمعلنة لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، مع استمرار انتهاك حرمة الأماكن المقدسة وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية، ومع ما تقوم به حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية والقانونية والبلدية لتسهيل عمليات تسريب العقارات وسيطرة المستوطنين عليها. وقد وجدت حكومة اليمين والتطرف العنصري في إسرائيل في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس ضوءا أخضر يشجعها على التمادي في عدوانها لتغيير الطابع التاريخي للمدينة، وتغيير الوضع القائم الذي احترمته والتزمت به كل الدول والإدارات التي تعاقبت على فلسطين بدءا من السلطات العثمانية، مرورا بالانتداب البريطاني، والإدارة الأردنية، وهذا الوضع التاريخي جرى تكريسه من خلال اتفاقيات دولية أبرزها معاهدة باريس لعام 1856، ومعاهدة برلين لعام 1878، والاتفاقيات بين الكرسي الرسولي في الفاتيكان ودولة إسرائيل.
الأخوة والرفاق،
إن هذه الهجمة على قدسنا ومقدساتنا، بالإضافة لاستعدادات حكومة الاحتلال لضم المستوطنات، وتطبيق القانون الإسرائيلي عليها، وقرار الكنيست المسمى قانون تمكين القدس، هي حلقات من ضمن المخطط الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ضمن ما بات يسمى صفقة القرن، وإن شعبنا الذي يواجه هذا المخطط بكل شجاعة من خلال استمرار الفعاليات الانتفاضية، والمواجهات اليومية، والتصدي البطولي لشبابنا وخاصة داخل مدينة القدس، يتطلع بكل ثقة وأمل إلى جالياتنا الفلسطينية المنتشرة في العالم للاضطلاع بدورها المميز الذي عهدناه دائما في فضح هذا المخطط، وتعريف العالم لمخاطره ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط، بل على مجمل الأمن والاستقرار الدوليين، نظرا لما تمثله القدس في وجدان مليارات البشر في أربع جهات الأرض.
إننا نتوجه إليكم بأمل وضع الخطط والبرامج للاتصال بمختلف الدوائر والهيئات والمؤسسات في كل دول العالم لاطلاعها على أبعاد هذه السياسات العدوانية وخطورتها، ونقترح عليكم التركيز بشكل خاص على الكنائس والجمعيات والمؤسسات الدينية، وتوسيع دوائر الاتصال لتشمل مزيدا من القوى والاتحادات والمؤسسات بما في ذلك الأحزاب الديمقراطية المسيحية والقوى المحافظة بالإضافة لأصدقائنا التاريخيين من قوى اليسار والتقدم والديمقراطية، والنقابات والهيئات الأكاديمية والحقوقية، والكتل البرلمانية، ودعوة كل هذه القوى والدوائر لاتخاذ مواقف صريحة ومعلنة، والضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف علنية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية وصولا إلى اتخاذ إجراءات عملية تجاه حكومة الاحتلال، ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة وخرقها للمعاهدات والقانون الدولي. وفي الوقت نفسه ندعوكم الى تنظيم عدد من الفعاليات الجماهيرية بما فيها المظاهرات والاعتصامات امام سفارات اسرائيل والولايات المتحدة رافعين الاعلام الفلسطينية وصور كنيسة القيامة والمسجد الأقصى تنديدا بالهجمة الاسرائيلية ، التي تستهدف مقدساتنا الاسلامية والمسيحية .
شعبنا كله يتطلع إلى دوركم المميز في فضح جرائم الاحتلال واستنفار ضمير العالم للوقوف في وجه هذه الانتهاكات والتعديات التي لم يسبق لها مثيل. نكرر ثقتنا واعتزازنا بكم وبدوركم، وتأكيدنا على تكامل نضال شعبنا في الوطن وكل ساحات اللجوء والاغتراب.
دائرة شؤون المغتربين - منظمة التحرير الفلسطينية
رام الله - فلسطين
بيان : نحو دور مميز لجالياتنا في فضح الاعتداءات السافرة على المقدسات المسيحية والإسلامية!!
بقلم : الديار ... 27.02.2018