لعينين من برد وغم وشرار
هذا الأنين
للعروبة المرحومة طوت مجدها السنين
لإخوتي المتعبين بين الدخان والتكفين
للتراب المسترخي من بغداد لحطين
للشجر المترنح باكيا فوق اشلاء جنين
للطفل العربي الممزق بين السيرين والسكين
للسيدة المنتصرة بقطره ماء عصرتها من الطين
للشيخ طحنته عن محراب عتيق أمين
حجارة مأذنة قصفها صاروخ لعين
لأمعاء خاوية تتوق لرائحه العجين ولون الطحين
لكفين من رمل ودم ونار،
هذا الدعاء الوداعي الحزين
عندما الوطن يحترق..
والعنق العربي يذبح بالسكين..
مسكينة انت يا أمتي..
مسكين انت يا شعبي العربي..
ومسكين انت أيها الدين
اليقين الرزين الرصين
في طهرك يختبئون. .
فويل للخائبين الكاذبين!!
باسمك حرقوا وقتلوا
ودمروا ونهبوا وهللوا
وانت منهم براء وباليقين
لكفين من رمل ودم ونار
هذا الحنين..
لعينين من برد وغم وشرار
هذا الأنين
مضت الريح وعصفتنا
و رمت ماءها الغيوم ووجعتنا
والأشجار رمت أغصانها ودفنتنا
ورمت حناجرها العصافير ونعتنا
والقوافل نثرت حناءها وودعتنا
وأعادت الخيول فرها وهجرتنا
والسيوف خبأت بريقها وجرحتنا
والمآذن شربت ماء وضوئها وكفرتنا
والوديان سكرت من احمرها وهجرتنا
والواحات غرقت بأسودها فجففتنا
نازفين...مقعدين...ومحتضرين وكفنتنا
فرحمة الله علينا..
وعلى ما في التاريخ
ما أنجزنا وفتحنا واخترعنا
وعلى ما بنينا وحررنا ورفعنا
رحمه الله علينا
رحمه الله علينا
الفاتحة علينا..
الفاتحة علينا
"الفاتحة علينا"!!
بقلم : د . زياد محاميد ... 03.02.2017