أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
دم النكبه!!
بقلم : زين عالول ... 15.05.2016

قال: لو تسألني ما هو الْوَطَن؟
هو ما ننتمي لهذه الحياة ولكي ننتمي لا يمكن أن نوافق على الظلم…ولنقف ضد الظلم لا يمكن أن ننسى , ولكي لا ننسى لا يمكن أن نمحي الذاكره, ولكي لا تمحى الذاكرة والكيان من الوجود, لا بد من بقاء علامات فارقه تصمد أمام شراسة السارقين
الوطن هو الكرامه….بلا وطن لا كرامه….اقتلعت النفوس من أرض التاريخ….من أرض الأجداد…. من غبار معارك صلاح الدين وعمر ابن العاص من أرض الديانات….من هناك بالإستقواء…. وإجرام العصابات….عصابات نفوسهم أتت متعطشة للإنتقام..
لو تسألني ما هي النكبه ؟
قطارفاجعة، وركاب بالآلاف يفرون….هي أحداث ومجازر ومؤامرات ارتكبت ضد شعب بأكمله ..أرغم قسرا على الهروب والإلتجاء.. ..هربوا أفواجا وجماعات عراة لبلاد العالم المترامي الأطراف…
تم إجلاؤهم عن أرضهم بقوة السلاح من قبل شعب أخر غريب أتى من المشارق والمغارب ليدق أرض الأجداد، ويدنس شعائر الأديان، ويزور قصص الجغرافيا والتاريخ، ويعيد رسم خرائط الطريق، ويحرف رياح التنوير، ويطمس الوجود للبلد وللقرية، والتل والبيارة، والمدرسة والجامع
للتفريغ والتجهيل! ويسرق حروف اللغة والتراث وتهويد التعريب
العرب نسوا أبنائهم وحملواالوسائد!واليهود قصفوا واستوطنوا..هدموا وقبروا..أعدموا وذبحوا..نهبوا وطردوا، ولا زالوا.يقصفون ويذبحون ويقتلون …. ويستوطنون، وينهبون
…العالم يقف عاجزا مشلولا أمام أعظم مصائب ارتكبت بحق شعب ظلم في التاريخ
فلسطين صارت إسرائيل، وأم العين صارت رامات يوسيف والقدس يورشالايم، وبئر السبع بيرشيفع وهكذاقلبت وهودت لغة الضاد في فلسطين
وضاعت فلسطين..
لاجئين رصوا بمخيمات الشتات كعلب الكبريت وأكياس الخيش تفصل العائلات،وقضاء الحاجة بالعراءوالبساتين! والحنين يزيد اشتعالا وحرقة للعودة وفتح المفاتيح محطات موجعه، مصير حالك،عجز يصيب ملايين الفلسطيين المنكوبين ومستمرون بلعبة الموت والحياة
ما أقسى الظلم عندما يتكرر وما أقوى الإنسان الفلسطيني الذي يلهث من ثقل الغدر! تلك حياته، اجتراح مصائب ونكبات …..المأساة أن بني وطني عندما انتكب وهاجر، ظن أن لحظة التهجير هي قمة المأساة والفواجع ! ليكتشف لاحقا غدر الزمان، وأن الماضي البعيد أرحم من الحاضر الجديد
حين ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺭﺻﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺣﻚ،ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﻬدوءوصمت..الحكاية يدأت في الخامس عشر من أيار سنة ألف وتسعمائة وثمانيةوأربعين
حلت النكبه غادروا مدينتهم قسراوذعرا تحت أصوات القذائف وهراوات وبنادق الإرهاب وعصابات شتيرن والهاجاناه والأرغون..جماعات فاشية، مسرفة مجرمة في القتل والإعدام، والمذابح والمقابر الجماعيه، بثت الرعب لإجبارهم على النزوح لإقامة دولة اسرائيل
غادروها وهم يحملون المفاتيح الحديديه مع عقود وصكوك سجلات أراضيهم التي أحبوها..غادروا مع جراحات نفوسهم مع ﺟﻤﺎﻝ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗهم التي بقيت دامغة في ﺷﻮﺍﺭﻋﻬم ومنازلهم ﻭﻣﻘﺎﻫﻴﻬم..واستبدلوها بالمخيمات، والتشتت والنفي والبؤس
ثمانية وستون عاما مرت على نكبتنا ونحن نواجه ويلات ومصائب ومؤامرات لا تعد ولا تحصى تحاك على هذا الشعب العصي، وأوضاع تؤول على المنطقة، تتناسى فيها أعظم وأعقد وأظلم قضية مر بها شعب انتهكت حرمته وسلبت حياته وأرضه ومياهه ومقوماته، إلا أن هذا لم ينل من عزيمة شبابه وشاباته، من الصبر، ولم ينوس همتهم من الأمل، والمقاومة، والإنتصار والعمل، لنيل الحرية رغم الأغلال والقيود..رغم الإنكسارات والإنقسام.. بين الإخوة والأشقاء..
رغم كل ما حصل ويحصل على أرضنا الثكلى.. فما زالت يد العجوز قابضة علي غصن الزيتون وحفنة التراب..وما زال الطفل والتلميذ قابضا على الحجر والقلم..وما زالت يد المكان، هي الشاهد على كسر الزمان..
حكايتنا ذات الحكاية..أرض وشعب.. دم وشهيد..مأسي وبطولات..صراع وطلبات،انتفاضة وحرب وسلام….حتى يعود الحق لأصحابه مهما طال الظلام..ومهما أغلقت الأبواب.. ومهما زاد العذاب لا بد من الحساب….سأستمر بالكتابه حتى تكتمل الروايه ولو..طالت فصول القراءه،لن تغلق الستاره،حتى يعود البيت لصاحب الحكايه،واللحن الحزين سيعزف نشيد الحرية والكرامه..
( آه يا جرحي المكابر ،وطني ليس حقيبه وأنا لست المسافر إنني العاشق والأرض حبيبه ) …محمود درويش

1