أحدث الأخبار
الخميس 05 كانون أول/ديسمبر 2024
شيرين ابوعاقلة: الشهيدة الشاهدة على جرائم الاحتلال في فلسطين..وداعا!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 17.05.2022

دائما وابدا كانت الشهيدة الراحلة شيرين ابوعاقلة تتحرك في الميدان الاعلامي في فلسطين بين رصاص وقنابل غاز الاحتلال ,لابل انها كانت السباقة للحدث من نابلس مرورا بالقدس وجنين وكامل فلسطين, وكانت الشهيدة قد دخلت بيوت فلسطين والعالم العربي بيت بيت منذ عام 1997 وكانت ملاصقة ومواكبة للحدث وغطَّت الاحداث الكبرى في فلسطين بكل مهنية صحفية قديرة مربوطة الجأش وهي ابنة الشعب الفلسطيني التي شاهدت وعايشت مأساة شعبها وكانت شاهدة على جرائم الاحتلال بكل اشكالها من قتل وجرح واعتقال وهدم بيوت الفلسطينيون وكانت صاحبة التقارير العميقة وهي التي احصت عدد الشهداء ونطقت باسماءهم وبثت جنازات تشييعهم وحملت دموع امهاتهم وزوجاتهم وعائلاتهم الى العالم وها هي اليوم تنضم الى تعدادهم ومواكبهم كوكبة من كواكب فلسطين..*مكان الولاده فلسطين وزمانها 1971ومكان الشهادة جنين وتاريخها الاربعاء الموافق 11 أيار 2022 .
..شيرين الاعلامية المثابرة الشجاعة البالغة من العمر51 عاما استشهدت برصاص جيش الاحتلال الغاشم على بوابة جنين وذلك بالرغم من انها كانت ترتدي سترة الصحافة واضحة المعالم, وشيرين هذة كانت من اوائل المراسلين والمراسلات الميدانيين لفضائية الجزيرة وقد غطت احداث فلسطين منعين الاحداث وقلب الخطر وقلب الانتفاضات ونقلت اعتداءات الاحتلال الغاشم على الشعب الفلسطيني وغطت احداث فلسطين من النهر الى البحر..كانت شيرين على المتراس وخطوط التماس ووسط الاحداث صوت يصدح بالحقيقة وبالتحدي وقد تبادلت معها تغريدة بتاريخ 14.2.2022 في ابان تغطيتها لاحداث الشيخ جراج بالقول*" شيرين مقاتلة اعلامية عريقة وعتيقة.. قاعدة الهم منذ عقود في الشيخ جراح ونابلس ورام الله والقدس وكامل فلسطين.. فريق فلسطين بشكل عام فريق كله وجله عتيق واصيل.. تحية ل شيرين" ثم عدت وكتبت عنها ولها في يوم استشهادها اليوم الاربعاء 11.5.022 " الاحتلال يغتال الصحافية شيرين_ابو_عاقلة .. كانت في الميدان على مدى عقود واستشهدت في الميدان في جنين فلسطين.. صوت شيرين سيبقى عالقا في وجدان اهل فلسطين والعالم.. تحية الوداع للصحافية الفلسطينية المغوارة شيرين ابوعاقلة.. الرحمة كل الرحمةعلى روحها"....
نعم.. كانت شيرين في الميدان وكان اداءها الاعلامي متوازن ورائع بروعة الاعداد والتقديم الى حد اصبحت فيه شيرين جزء من احداثنا وحياتنا وبيوتنا وعائلاتنا التي عَمها الحزن في فلسطين على رحيل سيدة الميدان التي رافقتنا ما يقارب الثلاثة عقود من الزمن المفعم بالاحداث والحروب واعتداءات الاحتلال الفاشي على الشعب الفلسطيني وهذا الاخير هو الذي قام باغتيال وقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة باستهدافها بالرصاص الحي في الرّأس، أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين، وهذه الجريمة هي عملية قتل متعمدة مع سبق الاصرار نفذها جيش الاحتلال بهدف وقف واسكات اشهر صوت اعلامي نقل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني على مدى اكثر من ربع قرن ارتكب خلالها الاحتلال ابشع اشكال المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وهي الاحداث اللتي نقلتها الشهيدة ابوعاقلة عبر مسيرتها الطويلة والمميزة بنقل الاحداث بموضوعية ومهنية عالية الجودة والفحوى والمعنى لكن في المحصلة لن تفلح المؤسسة الصهيونية في تغييب دور الاعلام والصحافة الحرة في نقل الحقيقة, حقيقة فاشية وهمجية الاحتلال وارهابه و جرائمة واخرها جريمة اغتيال وقتل الزميلة شيرين ابوعاقلة..
لا يُعتبر استهداف أبوعاقلة عملا استثنائيا او خارج عن قاعدة سلوك الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف كل مكونات الشعب الفلسطيني دون استثناء، وعلى رأسهم الصحفيون، حيث سبق اغتيال شيرين 83 شهيدا صحفيا قتلتهم قوات الاحتلال انتقاما لدورهم في نقل حقيقة ممارسات هذا الاحتلال الفاشي والمجرم...حملت شيرين مواصفات الصحفية الشجاعة والطيبة وتميزت تقاريرها الاخبارية بالنزاهة حيث تابعها ملايين الفلسطينيين والعرب حول العالم وتعَّود الجميع على وجودها بيننا اعلاميا وعلى حضور صوتها المميز اللذي حمل الام فلسطين لكل بيت عربي وفلسطيني على طول وعرض خارطة هذا العالم, كانت حاضرة وطنا ومهجرا وتفانت في نقل الحقيقة وواجهت المخاطر والموت مرات عدة لتصبح مَّعلما من معالم الاعلام الفلسطيني والعربي وستصبح بعد استشهادها رمزا راسخا من رموز مواصلة رسالة الاعلام النقي والوطني بنقل حقيقة الاحتلال المجرم ومعاناة الشعب الفلسطيني بكل امانة وشجاعة اعلامية ومهنية!!
لم تكن شيرين ابوعاقلة مجرد صحفية ومراسلة عملت في فلسطين لمجرد نقل الاحداث دون التفاعل معها لابل كانت على مدار اكثر من عقدين صوتا فلسطينيا مميزا مَّثل المكلومين وامهات الشهداء والزوجات الارامل واباء وابناء الشهداء الثكلى وواسست اصحاب البيوت المهدومة ووقفت على متاريس الاحتلال في الشيخ الجراح وحارات بيت حنينا وسلوان والقدس والاقصى ورام الله ونابلس والجليل والنقب ويافا وكل مكان في فلسطين المحتلة..كانت سباقة الى ميادين الاحداث وواجهت جيش الاحتلال والمستوطنين الذين حاولوا دوما اعاقة عملها الصحفي..عايشها الفلسطينيون في ميادين المعارك اثناء عدوان الاحتلال على الضفة عام 2002 وخاصة مخيم ومدينة جنين التي ارتقت فيه روح شيرين الى جوار باريها صباح اليوم الاربعاء 11.5.022 ...واكبت شيرين الانتفاضات الفلسطينية وحروب الاحتلال على الشعب الفلسطيني واخرها العدوان على غزة عام 2021 ..
رحلت شيرين بعد رحلة عطاء كلها وجلها شموخ وتضحيات, رحلت في عملية اغتيال صهيونية جبانة, رحلت لتنضم لموكب قوافل الشهداء والشهيدات الاشراف والشريفات, رحلت لتنضم الى قائمة الخالدون والخالدات الذين تركوا بَّصمتهم في مسار النضال الفلسطيني ورحلوا رحيل الابطال, رحلت بعد ان ابلت بلاءا بطوليا بفضح جرائم احتلال مجرم تقومالامبريالية الامريكية والغربية بدعمة
والتغطية على جرائمة في فلسطين..رحلت شيرين محمولة على اكتاف شعبها في جنين ووصل موكبها الى نابلس و سُيشيع غدا من مقر المقاطعة في رام الله في جنازة رسمية الى القدس حيث مسقط راسها لتشييعها الى مثواها الاخير..سيشارك الفلسطينيون روحا وقلبا ومشاعرا بالملايين في تشييع الفقيده الشهيدة شيرين ابوعاقلة وحتما سنفتقدها ونفتقد صوتها ووجودها المميز في حياتنا الاعلامية والوطنية.. شيرين ابوعاقلة: الشهيدة الشاهدة على جرائم الاحتلال في فلسطين ترحل شهيدة وشاهدة على جرائم هذا الاحتلال المجرم.. الرحمة لشيرين ولروحها الطاهرة السلام كل السلام.. وداعا من كل فلسطين ومن شعب فلسطين وطنا ومهجرا والرحمة كل الرحمة لروحكي الطاهرة...الى جنات الخلود والسلام كل السلام من كل ذرة تراب في فلسطين لروحكي الطيبة...وداعا..

*سيرة ومسيرة شيرين أبو عاقلة..
**شيرين نصري أبو عاقلة، ولدت في عام 1971 في القدس، استشهدت في 11 أيار/ مايو 2022 في جنين عن عمر يناهز الـ51 عاما، وهي صحفية فلسطينية تعمل مع شبكة الجزيرة الإعلامية.
درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم وانتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة الأونروا، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو ولاحقا انتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة الجزيرة الفضائية حتى اليوم.

1