أحدث الأخبار
الثلاثاء 24 كانون أول/ديسمبر 2024
أليس من واجبنا طرح أسئلة؟!
بقلم :  رشاد أبوشاور ... 01.07.2019

يوم الأحد 30 حزيران 2019، في نشرة الساعة الخامسة مساءً، قدمت فضائية الميادين رقما مفزعا عن عدد المهددين ببتر أعضائهم، يصل عددهم إلى 1700، كما جاء في الخبر أنه تمّ بتر أعضاء 135، من بينهم 35 طفلاً.
هنا لا بدّ من التذكير بسقوط حوالي 300 من أهلنا في قطاع غزة شهداء منذ انطلاق مسيرات العودة!
عرضت الميادين شابا مصابا في ساقه، عبّر عن حزنه وقلقه على ساقه المهددة بالبتر، بسبب عدم تلقيه علاج جدّي ينقذ ساقه، وينتشله من مآل العاجز والمعوّق غير القادر على الإنتاج!
المصابون بالجراح منذ بدأت مسيرات العودة بلغ عددهم قرابة 17 ألفا..رقم مفزع، أليس كذلك؟! ( هناك من يباهون بالأرقام!!)
منذ البداية تساءلت: ألا يمكن أن تحقق مسيرات العودة غاياتها، بالتذكير بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وبهذا الزخم الجماهيري الرائع، سوى بسقوط شهداء وجرحى؟! أليس من الأفضل الابتعاد عن مرمى نيران جنود جيش الاحتلال؟!
ولكن تساؤلاتي أنا وغيري لم يرُدّ عليها بإجابات مقنعة، أو غير مقنعة، بل الأنكى أنه تمّ تجاهلها، هربا مما تنطوي عليه من إحراج، ولأن هناك من يرى أن دم الضحايا – الشهداء- (لازم) وضروري لأهداف خافية...
هناك معلومات لدي عن إهمال كثير من الجرحى، سواء بعدم توفير العلاجات، أو بتأخير إرسال أصحاب الإصابات الخطيرة للعلاج في الأردن، والمفاضلة بين الجرحى، واعتماد ( الوساطات)..ولا أريد الاستفاضة في الحديث عنها، اقلّه حاليا.
مسيرات العودة ليست جديدة، ففي سورية انطلقت مسيرة عظيمة اجتازت الجولان، ووصل بعض ( العائدين) حتى حيفا!
المسيرة الثانية كانت فاشلة، وأدت إلى خسائر، وجرت نقاشات حادة حول أسباب فشلها والمزاودات ( الفصائلية) التي عبثت بتا، وأخذتها إلى مسارات خاطئة ومخسّرة.
يبدو أن من يقومون على مسيرات العودة في غزة لم يستفيدوا من دروس مسيرات العودة عبر الجولان عام 2010، سواء النجاح أو الفشل، وأنهم لا يتوقفون ليعيدوا النظر، ويستخلصوا العبر، ويصححوا في المسار.
إذا كانت مسيرات العودة هامة لجهة التذكير بحق ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى مدنهم وقراهم، فهل تواصل هذا النزف سيحقق عودة ملايين اللاجئين من مخيمات غزة إلى مدنهم وبلداتهم القريبة جدا من القطاع؟!
مسيرات شعبنا الحاشدة الشجاعة في أيام الجمع يجب أن لا تتحوّل إلى احتفالات تقديم ( ضحايا) أسبوعية، تمنح العدو المُحتل (انتصارات) على شعبنا الأعزل، دون تدفيع هذا العدو أثمانا توازي على الأقل خسائر شعبنا التي يدفعها من حياة ، وأعضاء أبنائه وبناته...
من واجبنا أن نطرح الأسئلة، ولن نقبل أن يشكك أحد بدوافعنا، لأن دم شعبنا غال علينا، وأعضاء أبنائنا وبناتنا عزيزة علينا، ولسنا نرضى بازدياد أعداد (المعوقين) دون معرفة والاقتناع إلى أين نمضي...
تنويه: أنا مؤمن بالمقاومة الشعبية، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، وهذا كان خيار حياتي، وما زال، وسيبقى..ولكنني ككثيرين من أبناء وبنات شعبنا..مللت من عبث ( الفصائل) بقضيتنا..وبدم شعبنا وبابتزازنا بالشعارات الدخانية التي تغطّي على الأهداف ( غير الخافية) والمحدودة ، الموظفة للمزاودة...

1