أحدث الأخبار
الثلاثاء 24 كانون أول/ديسمبر 2024
حين يكون الرد على العدوان واجبا ًوطنياً!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 12.11.2018

العدوان الإسرائيلي المتواصل على المقاومة الفلسطينية يستوجب الرد، ولاسيما أن هذا العدوان قد جاء تالياً لتهدئة التزمت بها المقاومة، وجاء بوحشية أسفرت عن ارتقاء سبعة شهداء من خيرة شباب فلسطين، هذا العدوان الإسرائيلي استوجب الرد الموزون العاقل المدروس الموجع، ووفق قاعدة القصف بالقصف والدم بالدم والعنف بالعنف، وهذا الشعار لا يعبر عن وجهة نظر تنظيم بعينه، وإنما هو لغة فلسطينية جديدة فرضها الميدان، وهي تعبير عن وحدة موقف فلسطيني مقاوم، وهذا اهم ما يميز الرد الفلسطيني في الفترة الأخيرة، فالرد على العدوان يصدر من غرفة العمليات المشتركة، والتهدئة إذا تحققت فهي بقرار من غرفة العمليات المشتركة، والتي صارت بمثابة وزارة الدفاع الفلسطينية، وقد جسدت التعاون والتضحية عشية مطاردة الوحدة الخاصة الصهيونية، التي تسللت إلى قطاع غزة، والتي تم اصطيادها، ومطاردتها، وتصفية من تمت تصفيته، وفرار من فر، والنتيجة فشل استخباري وعسكري إسرائيلي فاضح.
إن حرص العدو على غرس العملاء، والسعي الجاد للتجسس على المقاومة ليشير إلى أن حصانة المقاومة قوية، ومناعتها ضد الاختراق صارت محيرة لمخابرات العدو، ولا غرو لو قلت: إن أهم أسباب تردد العدو في مهاجمة غزة هو افتقاره إلى المعلومة، وجهلة بطبيعة الأرض التي سيحارب فيها، والتي يمتلكها رجال استعدوا، وطوروا من قدراتهم القتالية.
التصعيد في مواجهة العدو الإسرائيلي لما يزل محكوماً بمسافة محددة، لم تتجاوز 30 كيلو متر حتى كتابة هذا المقال، ولما يزل رد المقاومة محكوماً بعدد محدد من الصواريخ، وفي ذلك دلالة على ضبط المقاومة للإيقاع، وعدم رغبتها في التصعيد إلى حد المواجهة الشاملة، إلا إذا صعد العدو من عدوانه، وانفلت بإرهابه ضد الشعب الفلسطيني، وإذ لم ينجح الوسطاء في لجم العدوان، وقتئذٍ لكل حادث حديث، ولكل فعل رد فعل، ولن تكون المقاومة مرعوبة عن التصعيد، ولا هي قاصرة عن المواجهة الشاملة مهما كانت النتائج.
إن قرار المقاومة بعدم التهاون في الدم الفلسطيني، وعدم الصمت على العدوان، هو الطريق الذي يضمن عدم تكرار العدوان، وهو اللغة التي يفهمها عدو لم يفرض نفسه على الأرض الفلسطينية إلا بالعنف والقوة، ولا يمكن لجم عدوانه إلا من خلال القوة والعنف الثوري.

1