أحدث الأخبار
الثلاثاء 24 كانون أول/ديسمبر 2024
نتنياهو… إسكات الشهود على الجريمة!!
بقلم : سهيل كيوان ... 09.08.2018

أعلن رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن حملة إقناع يجريها لدى دول من الاتحاد الأوروبي، بهدف وقف دعمها لمن قال إنهم «يعملون على تسويد وجه إسرائيل ونزع الشرعية عنها».
الهدف الذي يهاجمه نتنياهو، هو ما يسمى بـ»مجلس الدفاع عن الحريات»، ويضم حوالي عشرين جمعية من جمعيات المجتمع المدني في مناطق 48. ويقول نتنياهو إنه نجح في مهمته بوقف دعم هذه الجمعية، ويتوعد بقية الجمعيات. فما هذه الجمعيات التي أسست «مجلس الدفاع عن الحريات»؟ سآتي على ذكر بعضها وأبرزها وما تقوم به.
*«إعلام»، جمعية تدريب صحافيين، وجمع ونشر ما تبثه الصحافة الإسرائيلية من تحريض على لسان قادة في الجيش أو الشرطة أو رجال دين، مثل الدعوات لقتل الفلسطينيين من دون مساءلة قانونية، وغيرها من تصريحات فاشية تنزع عن الفلسطيني إنسانيته، هذا جزء من عمل مركز إعلام، إلى جانب عشرات النشاطات الإعلامية، مثل الندوات التنويرية في العمل الصحافي وحقوق الصحافيين وغيرها.
*مركز «مساواة»، يسعى لمساواة العرب الفلسطينيين في إسرائيل مع اليهود في فرص العمل والتوظيفات الحكومية والتعليم والمسكن، وميزانيات المجالس البلدية العربية والثقافية وما يرصد من الوزارات وغيرها.
*«عدالة»، مركز قانوني لحقوق الإنسان، يعمل لدفع حقوق الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، في المسكن والعمل والتنقل وغيرها، يقدم استشارات قانونية دفاعا عن المعتقلين الفلسطينيين بتهم أمنية بشكل خاص.
*«ميزان»، جمعية تسعى لجسر الهوة بين قوانين حقوق الإنسان النظرية وممارستها على أرض الواقع، وتعمل على نشر الوعي بمبادئ حقوق الإنسان باعتبارها حقا قانونيا أساسيا وطبيعيا، تنشط في كل أراضي فلسطين التاريخية.
نتنياهو لا يرى للعربي حقا في العدالة والميزان، حتى أولئك العرب الذين خدموا ويخدمون في جيش الاحتلال، ينظر إليهم باستعلاء ويعِدُهم بجوائز ترضية مالية مقابل خدمتهم الأمنية، ولكنه يرفض فكرة مساواتهم باليهود.
*جمعية حقوق المواطن، تعمل منذ 1972 تطالب بحقوق الإنسان الأساسية مثل حرية التعبير والخدمات، مثل الكهرباء والماء ومؤسسات التعليم والمسكن والمواصلات وحرية العبادة، وتتجه إلى القضاء بهذه الصدد.
*جمعية «نكسر الصمت»، مؤلفة بالأساس من جنود أنهوا الخدمة العسكرية، يجمعون وثائق وشهادات من الجنود حول ممارسات جيش الاحتلال، ونقلها للتداول والنقاش الشعبي، هدفها إبراز الفساد الأخلاقي الذي يسببه الاحتلال للجنود، بهدف إنهاء الاحتلال لمناطق 1967، هذه الوثائق المصورة والشهادات تنقل على وسائل التواصل الاجتماعي، فيراها مئات الآلاف والملايين من البشر، منها عمليات اعتقال أطفال، واقتحام بيوت في الليل بصورة إرهابية، وإذلال الناس على الحواجز والقتل بلا مبرر للفلسطينيين، وغيرها.
*جمعية حقوق المهجرين في إسرائيل، تطالب بحقوق المهجّرين عموما، وخصوصاً المهجرين في داخل الوطن، تنظم مسيرات العودة إلى القرى المهجّرة في كل عام منذ عقدين، بهدف إبقاء قضية المهجّرين حية في الذاكرة الجماعية. نتنياهو لا يريد أن يسمع عن المهجرين ولا اللاجئين، لا في داخل الوطن ولا خارجه، ويعتبرها قضية منتهية منذ عام 1948.
*جمعية «بتسيلم»، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، الاسم مأخوذ من آية توراتية في سفر التكوين تقول «خلق الله الإنسان على صورته» وكلمة بتسيلم تعني «على هَيْئة أو على صورة». تعمل بتسيلم على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها جيش الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل القتل واقتلاع الأشجار وتخريب المحاصيل الزراعية، واستخدام الكلاب المتوحشة لإرهاب الفلسطينيين، حازت الجمعية جوائز دولية كثيرة.
*الجليل، جمعية تأسست عام 1981 على يد بعض الأطباء العرب، تعمل على رفع مستوى الوعي الصحي والبيئي بهدف العيش في محيط آمن وصحي، تُجري أبحاثا ودراسات علمية وإحصاءات واستبيانات ميدانية، حول ظروف المسكن والصحة ومستوى الحياة لدى جميع شرائح المجتمع العربي في داخل إسرائيل، ومقارنته بالمستوى العام في الجانب اليهودي، وتفضح التمييز اللاحق بالعرب بالأرقام والوثائق والإحصاءات والاستبيانات والعمل الميداني، لديها بنك معلومات باسم «ركاز»، يجمع معلومات بكل ما يتعلق بالعرب الفلسطينيين في إسرائيل في جميع شؤون حياتهم.
*«مسلك»، جمعية إسرائيلية، تهدف إلى إتاحة التنقل للفلسطينيين، خصوصاً سكان قطاع غزة، ونقل البضائع وفتح المعابر في إطار القانون الدولي والإسرائيلي.
نتنياهو لا يريد للعالم أن يعرف بأن هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يستطيعون التنقل بحرية في داخل وطنهم، ويتعرضون للمخاطر أثناء تنقلهم من قرية إلى أخرى، ويضطر بعضهم للسفر ساعات في طرق التفافية للوصول إلى مكان لا يبعد عنه سوى بضعة كيلومترات، وذلك بسبب الجدران والحواجز التي تعيق تحرك المواطنين لساعات ولأيام.
*جمعية «كيان» تنظيم نسائي، ومن أهم نشاطاتها مشروع نساء العودة، يقمن رحلات إلى القرى المهجرة، تتخللها إقامة مخيّمات ومسارات للتعرف على القرى المهجرة وجمع الأبناء والأحفاد من أهلها للقاء فيها.
*«مركز التخطيط البديل»، جمعية تجري تخطيطات بديلة لتلك التي تقدمها لجنة التخطيط القطرية الحكومية التي عادة ما تهمل القرى والتجمعات العربية، ويكون تخطيطها، مثل مد سكك حديد وشوارع ومتنزهات وإقامة مستوطنات على حساب ما تبقى من أراض عربية، هذه الجمعية تحاول إنقاذ شيء مما تبقى من أرض للعرب، وإشراك العرب في تخطيط قراهم ومدنهم ومحيطها.
نتنياهو، يريد التخطيط صهيونياً لا مكان للعرب فيه، إلا على هامش الهامش.
المشترك بين هذه الجمعيات، أنها تسعى لتحقيق شيء من العدل لأبناء الوطن الأصليين، ولهذا يقول نتنياهو إنهم يريدون تسويد وجه إسرائيل ونزع الشرعية عنها، نتنياهو يريد من العالم أن يعترف لدولة الاحتلال بحقها في أن تكون فوق القوانين والشرائع البشرية منذ شريعة حمورابي حتى يومنا هذا، يريد للجريمة المستمرة منذ قرن بحق شعب فلسطين أن تستمر من دون مُنغّصات، وبعمله على وقف دعم مجلس الدفاع عن الحريات وعن مثل هذه الجمعيات، يشبه القاتل الذين يرتكب الجريمة ثم يهدد الشهود بالعقاب، إذا ما تجرّأوا على الوقوف في قاعة المحكمة للإدلاء بشهاداتهم حول تفاصيل الجريمة ومرتكبها.

1