وقعت ما يسمى ب"سلطة تطوير وتوطين البدو في النقب" وهي في الحقيقة سلطة تطيير وتوطين عرب النقب، مع الاكثرية الغير مؤكدة العدد من أهالي قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، اتفاقا يقوم بموجبه أهالي أم الحيران بإخلاء القرية والانتقال لحارة رقم 12 في بلدة حور المجاورة وهذة الاخيرة تشكل نقطة من عدة نقاط للتوطين القسري التي انشاتها الدولة الاسرائيلية بهدف تجميع البدو وحصرهم على اصغر رقعة جغرافية ممكنة في النقب... تعد مدينة رهط اكبر تجمع "جيتو" في تجمعات التوطين القسري التي شرعت بة الدولة في بداية سبعينات القرن الماضي وما زال مستمر حتى يومنا هذا ويرتكز في الاساس على ترحيل البدو من قراهم واماكن سكناهم الاصلية الى تجمعات التوطين مثل رهط وحورة واللقية وتل السبع الخ من نقاط توطين وهدف الدولة هو الاستيلاء على اراضي واماكن سكن البدو كما هو حال ام الحيران التي تنوي الدولة ترحيل اهلها وهدمها لاقامة مستوطنة " حيران" اليهودية مكانها..هدم ..تشريد..توطين.. احتلال واحلال!!
ام الحيران قصة ترحيل وتشريد بدأت عام 1956 عندما قام الحاكم العسكري انذاك بترحيل عائلة ابوالقيعان" القواعين" من ديارهم الاصلية في خربة سبالة الواقعة ضمن مضارب عشيرة الهزيل شمال مدينة بئر السبع وجنوب مفرق صفيحة, الى منطقة ام الحيران والمفارقة ان اراضي عائلة القواعين في خربة سبالة مُنحت لمستوطنة " كيبوتس شوفال" اللتي تستولي عليها حتى يومنا هذا واليوم2018 بعد 63 عام على ترحيل عائلة ابوالقيعان الى ام الحيران تبدأ نكبة القواعين مجددا بترحيلهم من ام الحيران بهدف بناء مستوطنة "حيران" اليهودية..
وبحسب المعلومات المتوفرة فإنه "بعد توقيع الاتفاق بين الطرفين، سوف يقوم سكان أم الحيران بإخلاء أنفسهم إلى حارة 12 في حورة"..وذكرت الانباء أن حوالي 170 مواطنا وقعوا مؤخرا على اتفاق إخلاء القرية برغبتهم، وفقا لقرار المحكمة العليا، إذ سيقوم السكان بالانتقال إلى قرية حورة المجاورة، وتحديدا للحارة 12 التي أقيمت خصيصا لسكان أم الحيران...
وبحسب الاتفاق، "سينتقل السكان إلى الأراضي الواقعة في الحارة 12 بحورة والتي خصصت لمن يقومون بإخلاء الأرض برغبتهم. وستحصل كل عائلة على قطعة أرض دون مقابل، سيكون بإمكانها أن تقيم بيتا ثابتا، بالإضافة لذلك سيتم تعويض السكان عن المباني القديمة بحسب القواعد المتبعة في المجتمع البدوي". ...القواعد المتبعه في المجتمع البدوي تبدو اختراع وابداع صهيوني لم يسمع بة البدو من قبل؟؟
هنالك اخبار عن انقسام سكان ام الحيران وعدم توقيع اكثر من نصفهم على الاتفاقية ورفضهم الترحيل فيما يزعم وزير الزراعة الإسرائيلي والمسؤول عن "سلطة تطوير وتوطين البدو في النقب"، أوري أريئيل، إن "الجمع بين التصميم من سلطات إنفاذ القانون من جهة، والعرض السخي من قبل الدولة من جهة أخرى، أدى إلى التوصل لنتيجة جميعا نرحب بها، اتفاق إخلاء دون عنف لسكان أم الحيران، حسب قرار المحكمة". .. قرار المحكمة يعني في هذه الحالة قانون الغابة والحاكم هو الجلاد نفسة..حديث "ارئيل" عن انفاذ القانون يعني العربدة والقمع ولا علاقة للامر لا بالقانون ولا بالعدل لانة ببساطة اكثرية القوانين الاسرائيلية مفصلة على مقاس دولة الاستيطان والمستوطنين المعادية بالاصل للوجود العربي الفلسطيني ان لم نقل انها " الدولة" انشأت على انقاض نكبة الشعب الفلسطيني بما فية فلسطينيي النقب..!!
من جانبة وتعليقا على الاتفاق المذكور اعلاة قال ما يسمى برئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان، إنه "أرغمنا على التوقيع على هذا الاتفاق. للأسف لم يقف معنا أحد وفي الأمس حين اقتحمت الشرطة ومقاول الهدم القرية لم يحضر أي قيادي أو أي شخص آخر سوى 3 أو 4 متضامنين يهود".... كيف أُرغم وماذا جرى؟؟...هذا سؤال ما زال مفتوح لم يجيب علية ابوالقيعان,فل نقُل ان هذا الطرح ساذج وغير مقنع؟ حيث أضاف ابوالقيعان أن "الاتفاق الذي تتحدث عنه مايسمى ب "سلطة تطوير وتوطين البدو" جرى التوقيع عليه الساعة الثانية فجرا بعد ضغوطات كثيفة وبحضور قيادة الشرطة بالجنوب وتحت التهديد بأن ما حصل في 18.1.2017 ". وأوضح أن "هذا الاتفاق مبدئي ويلزمنا بالانتقال إلى قرية حورة. أرغمنا على التوقيع على هذا الاتفاق من أجل الحفاظ على سلامة الأهالي وعدم تدهور الأوضاع والعودة إلى أحداث أم الحيران السابقة مع دماء وقتل. كان لا بد من توقيع الاتفاق لأسباب أخرى من بينها ترك القضية لأهالي أم الحيران فقط".وختم أبو القيعان بالقول: "أتحدث معك وأنا أبكي بعد الاتفاق الذي أرغمنا بالتوقيع عليه إذ سيبعدنا عن أم الحيران التي عشنا فيها 63 عاما، لأسباب عنصرية من أجل إقامة مستوطنة لليهود على أنقاض أم الحيران"...بكاء على اطلال كارثة ام الحيران..!!
من المؤسف القول ان الكلام المذكور اعلاة للسيد رائد ابو القيعان فية تبرير وتمرير كثير وتفوح منة رائحة خيانة ما والسؤال : هل كان الامر ارغام ام استسلام؟..نحن نميل بجزم للوضع الثاني وهو الاستسلام الذي سيصبح عينة سيئة لتهويد واقتلاع المزيد من القرى العربية الغير معترف بها في النقب من قبل الدولة الصهيونية..45 قرية مهددة بالاقتلاع بعد هذا الاتفاق الاستسلامي والسيئ..أم الحيران..والعراقيب والزرنوق ورأس جرابا وبير الحمام وضحية، وقرى عربية اخرى كثيرة تسعى دولة الاحتلال لتهجير أهلها وهدمها وإقامة مستوطنات يهودية على أنقاضها...!
الاتفاق الاستسلامي اللتي أبرمته السلطات الإسرائيلية مع جزء من أهالي قرية أم الحيران يوم الأربعاء11.4.018، يفتح الباب على مصراعيه أمام جرائم اقتلاع وتهجير لبلدات عربية أخرى في النقب، إلى جانب أضراره وتبعاته على أهالي أم الحيران أنفسهم....اتفاق فية من الاستسلام وفية من الخزي والعار والخيانة للارض والمكان وام الحيران وفي طياتة عواقب وخيمة على اكثر من 45 قرية عربية نقباوية لاتعترف بوجودها الدولة الصهيونية رغم انها قائمة وموجودة قبل وجود هذة الدولة الاستيطانية..!!
*ملاحظة لابد منها وهي : ان ماجرى لام الحيران ان صدقت انباء الصفقة هو فشل مدوي لما يسمى بقيادة فلسطيني الداخل وعلى راسها لجنة المتابعة وما يسمى بلجنة التوجية العليا لعرب النقب والمجلس الاقليمي للقرى العربية الغير معترف بها في النقب...هنا نحن لا نتطرق مع سبق الاصرار لما يسمى ب اعضاء الكنيست العرب واحزابهم لانهم جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية الصهيونية الذي يشرعن برلمانها" الكنيست"هضم حقوق الشعب الفلسطيني وهدم بيوتهم وام الحيران غيض من فيض جرائم ما يسمى ب" القوانين" الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني..!!
كارثة أم الحيران:ارغام ام استسلام؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 17.04.2018