أحدث الأخبار
الاثنين 23 كانون أول/ديسمبر 2024
مؤتمر الشتات الفلسطيني رعبٌ لإسرائيل!!
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 26.02.2017

لا ترتعب إسرائيل من مؤتمر الشتات الفلسطيني لأنه صرخة تحدٍ لكل الاتفاقيات السياسية التي نسيتهم، وتجاهلت مصيرهم، وتنكرت لحقوقهم السياسية، وإنما المرعب لإسرائيل من مؤتمر الشتات الفلسطيني المنعقد في اسطنبول هو اعتماد المؤتمر على النفس في التمويل المالي، فهذا المؤتمر لن يتقدم في نهاية أعماله إلى إحدى الدول أو المؤسسات، أو المنظمات الإنسانية بفواتير الحساب، وهذا الذي يرعب الإسرائيليين، ويذكرهم بالمؤتمر اليهودي الأول الذي عقد في سويسرا قبل أكثر من مئة عام، وكان بتمويل يهودي ذاتي، فاستقلالية التمويل للمؤتمر هي المقدمة الأولى لاستقلالية القرار السياسي.
فهل مؤتمر الشتات الفلسطيني تقسيمي؟
لقد لملم فلسطينيو الشتات أطرافهم المتناثرة على كل الانتماءات السياسية الفاعلة، والتقوا على كلمة فلسطين تجمعنا، وفلسطين هذه لا تعني إلا أرض فلسطين الواحدة؛ من النهر إلى البحر، وتخص كل الفلسطينيين أينما تواجدوا، ودون استثناء، وعليه فإن الذي ينشد كل فلسطين هو توحيدي، بينما الذي ينشد دولة على جزء صغير من أرض فلسطين هو الممزق لإرادة الشعب الفلسطيني، وهو الذي يقصر القضية الفلسطينية على الشعب المتواجد على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ويتجاهل مصير بقية الشعب الفلسطيني الذي تبعثر فوق تلال الغربة بفعل الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين سنة 48.
إن المؤتمر الذي يلملم شمل الشتات الفلسطيني بهدف العودة إلى أرض فلسطين هو مؤتمر توحيدي، ويمثل ملايين اللاجئين الذين هم صلب القضية، بينما الذي قزم القضية هم أولئك الذين وقعوا الاتفاقيات التي تم تطبيقها على سكان غزة والضفة الغربية فقط، وغفلوا عن اللاجئين.
فهل تخلى المؤتمر عن قضية اللاجئين؟
في اسطنبول يلتقي الفلسطينيون جميعهم، من هم في التشات ومن هم في الوطن، فجميع الفلسطينيين أينما تواجدوا هم مهملون، منسيون، متروكون على قارعة الأحداث السياسية والحياتية بلا راعٍ ولا مسئول، ولا يدري الفلسطينيون ما يجري لقضيتهم خلف الكواليس، لذلك يخرج فلسطينيو الشتات من القمقم، ويلتقون في اسطنبول ليلملموا كرامتهم المتناثرة على مساحة الأرض، وليعلنوا عن ميلاد تجمع فلسطيني يهدف إلى تحرير أرض فلسطين لصالح كل الفلسطينيين، وليؤكدوا بذلك بقائهم على قيد العمل السياسي، وأن كل الاتفاقيات التي شطبت تاريخ نضالهم ساقطة، وأنهم لا يمثلون 6 مليون لاجئ فلسطيني في الشتات فقط، وإنما يمثلون كل الفلسطينيين الذين لا يعترفون بإسرائيل، ويعشقون تراب فلسطين، ويتلهفون للعودة.
ولماذا في هذا التوقيت؟
إن عقد المؤتمر بحد ذاته ليؤكد أن الذي يجري هو ميلاد جديد للقضية الفلسطينية، واجتياز لخط الانتظار، وهذا الذي يرعب إسرائيل التي خسرت أربعة وعشرين عاماً من التدبير والترتيب الهادف إلى شطب اسم فلسطين من الخارطة السياسية.
لقد جاء مؤتمر فلسطين تجمعنا في هذه المرحلة ليفسد على إسرائيل مخططها، وهي التي ظنت نفسها قد نجحت في تدجين الشعب الفلسطيني، فراحت تعلن عن عدم صلاحية حل الدولتين، وهي تمارس التصفية للقضية الفلسطينية بالشكل الذي خططت له سنوات طويلة، ووفق موازين القوى الذي يميل لصالح الصهاينة، دون أن تدري أن مؤتمر الشتات الفلسطيني سيتفجر تحت أقدام الاحتلال قنابل إرادة وتحدٍ، وأنه سيخطف العلم الفلسطيني من تحت حوافر المستوطنين، ليرفعه خفاقاً فوق كنائس القدس وفوق قباب المسجد الأقصى.

1