أحدث الأخبار
الاثنين 23 كانون أول/ديسمبر 2024
فلسطين: الاسرى في مربع عتمة زنازين السجَان والتعتيم الوطني والإعلامي!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 11.05.2016

الاسرى والاسيرات الاكارم والكريمات حياكم الله اينما كنتم وتواجدتُم في معتقلات وسجون الاعداء من اقصى الشمال الى اقصى جنوب الوطن الفلسطيني المحُتل.. تحية لكم من وطنكم وشعبكم الفلسطيني الذي يقدر عاليا شأن تضحياتكم وصمودكم الاسطوري والبطولي في سجون وزنازين الاحتلال.. تحية لكم من كل حاره ومن كل حي في الوطن والمهجر الفلسطيني..تحية لكم من كل ذرة تراب في فلسطين التي قدمتم لها حياتكم وحرياتكم وصبرتم على امر من المُر واشد حرقة من الجمر من اجل نصرتها ونصرة شعبكم وهو شعب كما عهدتموه شعب جبار يقف الى جانبكم ومعكم ويسعى بكل ما اوتي من قوه لتحريركم وفك اسركُم بعد ان طال هذا الاخير وتطاول علينا وعليكم في ظل وجود قياده فلسطينيه خائنه وعميله لسلطات الاحتلال التي تحتجزكم في سجونها وتحتجز كامل الشعب الفلسطيني في كانتونات جغرافيه وراء اكثر من جدار واكثر من مخيم خارج وداخل فلسطين المحتله...فلسطين الذي اروى الشهداء بدماءهم ارضها ورفع الاسرى شأنها بشموخهم النضالي وصمودهم ما بعد بعد الصمود لابل ما بعد بعد شبابهم ومشيبهم في معتقلات الاحتلال الصهيوني الفاشي....
ايها الابطال ايتها البطلات في صفوف اسرانا الابطال.. انتم منارات وقدوات وطنية عالية الشأن والمقام في قلوب وجدان شعبكم الفلسطيني وامتكم العربيه ونحن نعرف انكم ليست جنرالات الصبر في الاسر فحسب لابل انتم جنرالات اعلى الرتب العسكريه والمدنيه على طول وعرض فلسطين التي افديتموها عمركم وحريتكم ومن بينكم من دخل السجن شابا وهو اليوم شيخ جليل مكلل بشيب وقار الوطن والانسانيه والحريه التي دافعتم عنها وتدافعون عنها في زنازين الاحتلال بامعاءكم واصراركم على حتمية ان القيد سيكسر وفجر الحرية سيبزغ وانه لا عتمة الى الابد وستعودون يوما الى البلد مكَللين ومكرمين بكرامة الوطن...كرامة الوطن التي كنتم انتم سراج عتمتها وسرح شموخها في وجدان وذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لم ينساكم ولن ينساكم ما زال فيه نفس ينبض وما زال في صفوفه من يلاقون المخرز بالكف والرصاص بالحجاره والاحتلال بالنضال والصمود!!
تعيش فلسطين التناقظ من الحد الى الحد ومن الارض الى الافق في حين يقاتل فيه ويستشهد الشباب الفلسطيني في الميدان فيما الزمر الخائنه تنسق مع الاحتلال عمليات قتل وقمع الشعب الفلسطيني لابل ان هذه الزمر الخائبه تتباهى باعداد ما تعتقله من مقاومين ومجاهدين كانوا في طريقهم الى ميادين النضال والكرامه ونحن نعرف وندرك ان في صفوف الاسرى ابطال وبطلات من جميع الفصائل وهؤلاء قدموا الرخيص والنفيس من اجل الوطن لابل انهم قدموا عمرهم وضَّحوا به ومن بينهم من استشهد في الاسر ومن بينهم من هو مريض ومن هو مقعد ومن بينهم اباء وامهات ومن بينهم ابناء وبنات ظلوا في الاسر الى ان وافت المنيه والديهم واهلهم الذين انتظروا طويلا فك اسرهم ومن بينهم اسيرات ولدن ابناءهن في الاسر ومن بينهم من عجز الصبر عن صبره وطيلة اسره.. الى كل هؤلاء تحية الشموخ الوطني وهم يستحقون ما لايستحقه الاخرون وهو الاهتمام بقضيتهم ومحاولة تحريرهم من الاسر باي شكل من الاشكال..!!
الحقيقه الصادمه ان الاسرى الفلسطينيون لايلاقون الاهتمام المطلوب بقضيتهم من قبل سلطة " اوسلو" وهذه الاخيره اهملت قضية الاسرى منذ نشأتها قبل 23 عاما وحتى يومنا هذا ولم يحدث في التاريخ ان عقد صلح او معاهدة سلام دون الافراج عن الاسرى الا في حالة سلطة اوسلو الفاسده والعاجزه بكل مركباتها ومؤسساتها والحقيقه الصادمه الاخرى انه لم يحدث في التاريخ ان تكون سلطه تزعم انها "وطنيه" عميله لسلطات الاحتلال التي تحتل وطن شعب هذه السلطه ولكن الانكى من هذا وذاك ان جماعات سلطة اوسلوا قدموا الى الوطن الفلسطيني على اكتاف تضحيات الشهداء والاسرى الذين ما زالون قابعون في سجون الاحتلال فيما القادمون الجدد من تونس وغيرها يتمتعون بالحريه وبراتب الاحتلال الذي قارعه الاسرى من اجل تحقيق الحريه للشعب الفلسطيني وليس من اجل تحقيق راتب وامتيازات لثلل فلسطينيه ساقطه وطنيا وتناست واهملت بالكامل قضية الاسرى في سجون الاحتلال!!
الحقيقه ايضا انه لابد من القول انه في فلسطين سجون وسجانين لا تعد ولا تحصى وفي فلسطين اسرى بالملايين وخارج فلسطين ضحايا السجَّان بالملايين وداخل اسوار سجون الوطن يقبع الالاف من مناضلي الحريه واسرى الكرامه الوطنيه لهؤلاء نقول ان شعبكم يقف وراء كم ومعكم وطنا ومهجرا وهو يحس بجوعكم ويجوع معكم ونحن نعرف ان جوعكم وعطشكم ليس للطعام والماء لابل ان جوعكم الاكبر هو للحريه والانعتاق من قيد السجان واقول لكم ماقلته وكتبته لكم سابقا وهو انني اكتب عنكم بحبر كل الوطن واخاف ان يعجز قلمي عن وصف حالة وإعطاءها حقها اللازم في المعنى والفحوى حين يدور الحديث عن ابطال من الطراز الاول ومناضلون ما هابُوا السجن والسجان حين ناداهم الوطن ونشاما حطموا قيد السجان بأمعاءهم الخاويه بعد ان سطروا من قبل اسطورة النضال والصمود الفلسطيني.. نشاما كانوا سلسله متراصه في تاريخ الوطن الفلسطيني ولم يحسبوا للقيد والسلاسل حسابا ووجودهم في الاسر كان وما زال من اجل وجود وبقاء الوطن حيا يرزق عبر الازمان وعبر الاجيال.. تزَّمنوا زمانهم وتمَّكنوا مكانهم ومكانتهم في الوطن في حين فرط المفرطون في الوطن وقضايا الوطن وقد يتعجب القارئ والمرء عندما نقول له ان الجالسون في رام الله وغزه على كراسي الريش والغارقون في ربطات الجوخ جاءوا على اكتاف نضالات الاسرى ونضال الشعب الفلسطيني الى ارض الوطن لكنهم عندما عقدوا اتفاقية اوسلو عام 1993 نسيوا او تناسوا قضية الاسرى لابل اجَّلوا كل القضايا الرئيسيه المتعلقه بالقضيه الفلسطينيه الى اجل غير مسمى.. من الدوله والحدود ومرورا بالقدس و حتى حق العوده وبما يتعلق بالاسرى تركوا الامر لحسن نوايا السجان الذي منحهم بطاقات الvip والتصاريح الخاصه لينعموا بالحريه ويتجولوا بسياراتهم الفارهه في ربوع الوطن السليب ويشيدوا الفيلات في جمهورية رام الله وبالتالي ماجرى ان جماعة الهويه الخاصه والوزارات والتوزير والراتب وترتيب المصالح قد نسيوا الى حد بعيد قضية الاسرى ولم يعيروها الانتباه اللازم! وإلا كيف سنفهم هذه الحاله الفلسطينيه الشاذه الذي تعقد فيها اتفاقية صلح و" سلام " مع الاخر ولا تكون هنالك عملية اطلاق سراح للأسرى لانه ببساطه هذا الامر متعارف عليه تاريخيا في حالات عقد الصلح او ابرام الاتفاقيات في النزاعات بين الدول والشعوب...هذا الامر لم يحدث في اعقاب اتفاقية اوسلو ولم يحدث اليوم بعد ثلاثة وعشرون عاما على هذه الاتفاقيه, بمعنى بسيط ومبسط " اوسلو " تجاهلت قضية الاسرى وتركتهم يشيبون ويعانون داخل السجون الاسرائيليه حتى يومنا هذا‍‍!!
التاريخ الفلسطيني العابر للأزمان والاجيال ما زال يتغنى ببطولات الاسرى والمناضلين منذ عقود من الزمن و نذكركم ان نشاما اليوم من الاسرى البواسل هم سليلي سيرة محمد جمجومي وفؤاد حجازي وعطا الزير هؤلاء المناضلين الثلاثه الذين شاركوا في ثورة البراق عام 1929 ضد الاحتلال البريطاني ومن ثم اعتقلوا واعدموا في سجن القلعه في مدينة عكا بتاريخ 17.6.1930 وظلت ذكرى هؤلاء الابطال ووصاياهم خالده في الذاكره الفلسطينيه الحيه الذي يجسدها ويعيشها اليوم الاسرى في سجون الاحتلال..هؤلاء الابطال سليلي النضال الفلسطيني الغابر والحاضر ونبراس القادم من ايام النضال الفلسطيني.. نعيد ما ذكرناه سابقا.. نعم هم بشر ككل البشر.. نعم يحنون الى خبز امهم وقهوة امهم ولمسة امهم, لكنهم يرفضون تناول خبز بلا كرامه ويصرون على وطنيه يكون ملحها الوطن وصحنها الحريه...هؤلاء هم وشاح كل هدب فلسطيني ووسام شرف مشرف و نجوم ساطعه في افق الوطن وقناديل تضئ عتمة الوطن بامعاءها وبدماءها وبصمودها مسطره بالجوع والصبر والاصرار صيرورة هذا الصمود الاسطوري وهذه الانسانيه العالية الجوده التي تقاتل بامعاءها الخاويه سجان متجبر ومتغطرس في حين يميل فيه الاوسلويون المتخاذلون من ثقل الاوزان..هذا المتخوم بتخمة الانبطاح والراتب لا يساوي شئ مقابل طيور الحريه السجينه اللتي هي تاج على راس كل فلسطيني وفلسطينيه.. تاج شرف وليس راتب شهري يتقاضاه الفاسدين والعاجزين حتى عن تحرير عتبة مقاطعة رام الله.. امعاء ودماء وشهداء تشحن همة وطن في حين تقتل امعاء تَّخمه همة الوطن وبأس الشعب..عتمة زنازين السجان وقعها اهوَن بكثير على الاسرى الابطال من وقع الغدر والنكران التي تمارسه سلطة اوسلو بحق اسرى الحريه...
ملاحظه تستحق التامل والتعمق من قبل شعب الهبات والانتفاضات وهي ان الاسرى يستحقون اهتماما اكثر واكثر من حراك واكثر من بيان تنديد فارغ صادر عن مكتب مُكَّيف في رام الله او غزه...تذكروا ايها الاوسلويون ان تضحيات هؤلاء الاسرى هي التي اعادتكم للوطن واقعدتكُم على الكراسي..نكران في نكران وإهمال يلحق بإهمال ونسيان يطارد نسيان واناشيد سلام الشجعان ما زالت تطرش الاذان.. ما زالت وكانت منذ عقود مضت سمفونية فارغه لم تحرر اسير واحد من قيد الاسر..غربان تنعق على خراب الوطن واسود تزأر داخل قضبان الاسر من اجل الوطن!!
الاسرى الفلسطينيون رجالا ونساءا قدموا واجب الوطن كاملا وسطَّروا صفحات ناصعه في تاريخ النضال الفلسطيني وهم رافد مهم من روافد النضال الفلسطيني, لكن المشكله ان هنالك خلل قائم منذ سنين في قياده فلسطينيه عاجزه وفاسده إستأثرت بالراتب وبمغريات الاحتلال من جهه وقامت بتهميش قضية الاسرى والتعتيم اعلاميا عليها من جهه ثانيه وبالتالي الجاري ان قضية الاسرى صارت مجرد تحريك او تسخين وضع عابر في ظل احداث ومستجدات كحدث استشهاد اسير او اضراب عن الطعام مثلا وبعد ان تهدأ الامور تعود الامور كما كانت حيث يستمر الاحتلال الخاسي في إعتقال واسر الاف الاسرى كماهو جاري اليوم ومنذ عقود مضت.. السلطات الاسرائيليه تطلق بين الفينة والاخرى عدد من الاسرى الفلسطينيين الذين انهوا محكوميتهم او اشرفوا على هذا وتعرض الامر كحسن نوايا وانجاز لدبلوماسية سلطة رام الله فيما الاخيره نفسها سلطه عميله للإحتلال وليست نصيره لقضايا اسرى الحريه ....الاسرى في مربع عتمة زنازين السجَان والتعتيم الوطني والسياسي من قبل سلطة اوسلو...اسرى الحريه يستحقون انتباها ودعما اكثر من اجل فك اسرهم ..
لعلني اعيد الى الاذهان ان السجن والسجَّان والنضال والصمود كان وما زال على مدى عقود مضت رافدا مهما من روافد النضال والتاريخ الفلسطيني حين سمعت وتسمع الاجيال الفلسطينيه الغابره والحاضره قصة سجناء الحريه وبطولة فؤاد حجازي وبطولة شهيد يستشهد من اجل تحرير اسير.. نعم انهم جنرالات الصبر والصمود والثبات وجل جلهم كان شابا يانعا عندما وقع في ألاسر وقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي حتى شاخ وشاب ولم يُكسَّر وظل مناضلا عنيدا وفيا للوطن..شاخ وصار شيخ المناضلين في زمن المساومين على كل الوطن براتب وفي زمن المفرطين والمطنشين على حال واحوال اسرى الحريه.. ابطال تزوج ابناءهم وبناتهم وصاروا جدا واجدادا ولهم احفادا وهُم في الاسر .. ابطال من بينهم من توفت والدته ووالده وزوجته واحباءه وهو في الاسر وصبر على الالم وشد من ازر رفاقه في الاسر... خاض معارك الوطن ومعارك الامعاء الخاويه في السجون وهو في الاسر.. ولدنا وكبرنا وشبنا وها نحن نكتب عنه وهو ما زال في الاسر...اما ان لهم ان يستنشقوا هواء الحريه فيما تبقى لهم من عمر.. هؤلاء هم ضمير الوطن و الشعب وعلى هذا الشعب ان لايتركهم وحدهم ليس لان بينه وبين هؤلاء الابطال خبز وملح وعيش فحسب لابل انهم جزء عزيز من هذا الشعب وهم ملح نضاله وخبز تاريخه المشرف.... انهم يستحقون اكثر من سند ويستحقون الحريه وكل الحريه بعد كل هذا الاسر الطويل....مع كل هذا : يا دامي العينين والكفين..ان الليل زائل.. لاغرف التوقيف باقيه ولا زرد السلاسل.. أسرى الحريه يستحقون الحريه وكل الكرامه الوطنيه والانسانيه ولهم كل التحيه والاجلال والاكبار من شعبهم وأمتهم ومن كل حبة تراب فلسطينيه..... كفى اعذار وكفى هذا التهميش التي تمارسه سلطة اوسلو بحق قضية اسرى الحريه في سجون الاحتلال الصهيوني.. الاسرى يجب ان يحظون باولويه وطنيه وشعبيه فلسطينيه... وعلى السلطه الفلسطينيه ان تساهم في فك اسر الاسرى او ترحل...كفى.. إما ان تفكوا اسر الاسرى او ترحلوا وتتركوا شعب الجبارين يتكفل بهذه المهمه.. الاسرى في مربع عتمة زنازين السجَان و مرمى التعتيم الوطني والسياسي التي تمارسه سلطة اوسلو.... ناصروا الاسرى وطالبوا بفك اسرهم لابل اسعوا في مناكب فك اسرهم..!!

1