أحدث الأخبار
الاثنين 23 كانون أول/ديسمبر 2024
الفرَّاطه اللا وطنيه : من عباس مرورا ب عريقات وحتى ابوردينه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 04.08.2015

منذ عقدين من الزمن والقضيه الفلسطينيه ملقاه على هامش مصالح سلطه فلسطينيه لا وطنيه مرتبطه بالاحتلال الاسرائيلي ومنذ عقدين ايضا دخل الشعب الفلسطيني في مسارات تيه وتضليل لا تعد ولا تحصى ومنذ نشأة سلطة اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا لم يطرأ اي تغيير على مسلكية سلطه فلسطينيه امتهنت مهنة الشجب والاستنكار والخنوع من جهه ومن جهه اخرى واصلت التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني الذي يقتل ويضطهد الشعب الفلسطيني دون حسيب او رقيب واللافت للنظر ان جرائم سلطات الاحتلال اخذه بالازدياد ولا يمر يوم او اسبوع دون قتل وجرح او عملية إغتيال تنفذ بحق الفلسطينيين كان اخرها استشهاد الشاب محمد ابولطيفه من مخيم قلنديا شمال القدس الامر الذي رفع عدد الشهداء إلى أربعة في الضفة هذا الشهر فيما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الحالي إلى 27 شهيداً، معظمهم قُتلوا واغتيلوا بدم بارد في منازلهم أو سياراتهم أو اغتيلوا بوحشية بعد جرحهم ناهيك عن عشرات الاعتداءات الاعتقالات التي نفذنها وتنفذها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في الضفه والقدس المحتله وخاصة الاقتحامات الشبه يوميه الذي ينفذها المستوطنين الصهاينه للمسجد الاقصى وهي الاقتحامات التي خَّلفت وتخلف عشرات المصابين والمعتقلين والمبعدين عن القدس...اقتحامات واعتداءات يوميه ليس على حرمة المسجد الاقصى فقط لابل على المصلين والمرابطين والمرابطات الذين يذودون عن الاقصى فيما تتسكع وتتلكع جماعة اوسلو ببيانات شجب واستنكارفارغه وساقطه...الجماعه الساقطه تدفن راسها في رمل البيانات ظنا منها ان عوراتها ليس مكشوفه ومفضوحه الى حد الكارثه والفضيحه الوطنيه!!
عقدين من التفريط والتخدير والتضليل دَمَّرا معالم القضيه الوطنيه الفلسطينيه والجديد في الامر ادخال لعبة " التهديد" بالانضمام الى المحافل والمحاكم الدوليه والتهديد الوهمي بمحاكمة الاحتلال على جرائمه والتهديد الكاذب والقذر بوقف التنسيق الامنى مع سلطات الاحتلال من جهه ثانيه وبالتالي الجاري هو ان جماعة اوسلو تواصل تدمير قضية الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج ومبرمج جنبا الى جنب مع قوات الاحتلال الصهيوني والواضح تمام الوضوح ان قوات امن وشرطة اوسلو تنسق مع الاحتلال عمليات اعتقال وإغتيال المقاومين الفلسطينيون وهذا التنسيق مباشر وموضوعي أخذ ويأخذ شكل التواطؤ والتورط في عمليات الاغتيال تاره او الصمت عليها تارة اخرى والمحصله هي ان قوات الاحتلال تمارس القتل وتنفذ عمليات اعدام بحق من تشاء من الفلسطينيين سواء في القدس او في مناطق تواجد شرطة وامن سلطة اوسلو..لكم ان تتصوروا واقع يؤدي فيه رجل امن او شرطة اوسلو التحيه العسكريه لقوات من الاحتلال في طريقها لتنفيذ عملية اعدام بهذا الفلسطيني او ذاك اينما كان وتواجد في مناطق الضفه والقدس المحتله... لامقارنه اليوم بين دور جيش لحد سابقا في جنوب لبنان ودور سلطة اوسلو في فلسطين لان الاخيره اخطر بكثير من جيش لحد المهزوم والمدحور...ببساطه : سلطة اوسلو تشارك الاحتلال الصهيوني وتساعده في احتلال فلسطين وقتل الشعب الفلسطيني وتشاركه مشاركه كامله في محاولة قتل روح المقاومه الوطنيه الفلسطينيه...عباس وابوردينه وعريقات وبواقي الفراطه اللا الوطنيه الفلسطينيه هم جميعا موظفين ووزراء بصوره غير مباشره في منظومة الاحتلال وفي حكومة الاحتلال الاسرائيلي!!
منذ عقود وتحديدا منذ ان اطل علينا نبيل ابوردينه الهالك وطنيا والناطق باسم الخنوع وثقافة الهزيمه ونحن نعاني من وطأة هذا الخطاب الجبان والساقط وطنيا وهو خطاب ما زال ساري المفعول وينخر في عظام الوطنيه والمقاومه الفلسطينيه لابل انه هادف الى تبرير وتمرير كل اشكال جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وما تصريح ابوردينه الهالك مؤخرا الا دليل قاطع على استمرار النهج التخديري الفلسطيني الذي يشجب ويستنكر وهميا عمليات اغتيال ينفذها الاحتلال بتواطؤ من قبل سلطة اوسلو وهي السلطه التي جعلت عمليات اقتحام الاقصى شبه روتينيه وعاديه يشجبها ابوردينه الساقط وطنيا منذ عقود بالكلمات التاليه "إن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى، وعمليات القتل اليومية، واستمرار الاستيطان، ستدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ قرارات هامة"." وهذه الكلمات الاستهلاكيه كذبة ابوردينه السمجه منذ عقدين من الزمن وهو ناطق كذب في كذب ولا يحرك ساكنا لاهو ولا سلطته حتى ولو هدمت قوات الاحتلال الاقصى او قتلت مهما قتلت من الشعب الفلسطيني...هذا الهالك ومعه كبير المفرطين ورئيس سلطة الهزيمه لن يتخذوا اي قرار هام يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ويحماه من بطش الاحتلال والقرارت المزعومه الذي يهدد بها الهالك ابوردينه تتمثّل في الانضمام إلى المزيد من المؤسسات والهيئات الدولية فقط وغير هذا من قرارات لايملكها ابوردينه الناطق باسم عصابة اوسلو المتحالفه مع قوات الاحتلال المعاديه للشعب الفلسطيني...فلاح كادح فلسطيني قال لي يوم من الايام :"من يوم ما طَّل علينا ابوردينه لليوم ونحن ما شفنا خير..من نازل الى نا زل..قبل ما "اجا" ابوردينه وجماعته كُنا على الأقل بنرمي حجاره على المحتلين وعندنا كرامه واليوم في زمن ابوردينه صاروا اليهود كل يوم في باحات الاقصى وما حاسبين حساب احد...حرامية الوطن باعوه لليهود"...!!
الفراطه اللا وطنيه الفلسطينيه لم تعد تستحي ولا تخجل ولا تحترم حتى بياناتها الوهميه وكلنا شهاد على كذبه من اكاذيب ابوردينه وعريقات حين اعلنوا عن قرار كاذب وتضليلي قبل عدة اشهر وتحديدا في شهر مارس اذار الماضي وهو قرار وقف التنسيق الامني مع الاحتلال الاسرائيلي الذي لم ينفذ ولم يعد من اولويات سلطة الكذب الفلسطينيه لابل ان هذه السلطه الساقطه قد زادت من تنسيقها مع سلطات الاحتلال وهي نفسها التي تحول دون مقاطعة البضائع الاسرائيليه لان اعضاء هذه السلطه مرتبطون اقتصاديا وماليا مع مؤسسات دولة الاحتلال الاسرائيلي وبالتالي الجاري هو ان سلطة اوسلو منغمسه انغماسا عميقا في مؤسسات الاحتلال ومنتفعه من شركاته وتروج لبضائعه وتقوم بتسهيل تسويقها في مناطق الضفه الفلسطينيه المحتله.. بالمناسبه: الفلسطينيون الذين زاروا البحر في عطلة العيد حصلوا على مكرمه اسرائيليه وشهادة حسن سلوك في ان واحد..حسن سلوك تعني عدم مقاومة الاحتلال مما يتيح الفرصه لسلطة اوسلو استصدار تصريح لهذا الفلسطيني المفصل على مقاس ثقافة خنوع ابوردينه الذي علق على اغتيال فلاح أبو مارية في الخليل، واغتيال الشاب محمد أبو علان في جنين، بالقول : "إن عمليات القتل الإسرائيلية اليومية للمواطنين هدفها ضرب الاستقرار، وخلق مناخات من التوتر في المنطقة"، داعياً "إسرائيل إلى التوقف فوراً عن خلق هذه المناخات المدمرة"... لاحظوا معنا ان "الاستقرار" الذي يعنيه ابوردينه هو بقاء الحال والاحتلال كما هو عليه منذ عقود وان عمليات القتل تضرب هذا الاستقرار وتخلق مناخات توتر تعني امكانية خلق مقاومه فلسطينيه تضرب استقرار السلطه والاحتلال... ابوردينه يمثل نهج رئيسه حرفيا المدعو محمود عباس الذي كَّل لسانه من اعادة تصريح " لا انتفاضه فلسطينيه ما حييت".. ما حييت هذه تعني : بقاء الاحتلال وبقاء عباس وعصابته...بين فكي الكماشه وشقي الرحى...حال الشعب الفلسطيني؟!
ماجرى مؤخرا في مدينة نابلس الفلسطينيه مثال واضح على تواطؤ سلطة اوسلو مع الاحتلال, حيث قامت قوات الاحتلال بإصابة واعتقال أحد نشطاء حركة "فتح" البارزين، مصطفى أبو ريالة، وما جرى هو إخلاء المدينة من الأمن الفلسطيني ، بسبب وجود "نشاط أمني إسرائيلي"، بمعنى واضح وهو اخلاء المدينه من قوات امن السلطه لتسهيل مهمة الاحتلال بإعتقال ابورياله...هذه الحاله تتكَّرر يوميا في مناطق الضفه الفلسطينيه وهي انسحاب قوات امن عباس من المدن والقرى والمناطق اللتي تقوم فيها قوات الاحتلال بعمليات إعتقال او اعدام لفلسطينيون تلاحقهم قوات الاحتلال... الفراطه اللا وطنيه الفلسطيتيه: من عباس مرورا ب عريقات وحتى ابوردينه والعصابه الاوسلويه تسهل مهام الاحتلال في اعتقال واغتيال كل فلسطيني يحاول مقاومة هذا الاحتلال!!
ليس هذا فقط فبينما يستمر الاحتلال في قتل الشعب الفلسطيني وحصار قطاع غزه واستمرار الاستيطان المكثف في الضفه والقدس وفي حين يرفض فيه نتانياهو اي تسويه واي حَّل حتى لوكان ناقصا وجائرا تقوم سلطة اوسلو بالتفاوض مع حكومة الاحتلال سرا وعلنا وهذا ما صرح به عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينيه، تيسير خالد حين طالب في بيان صحفي القياده الفلسطينيه " بالتوقف عن إصدار بيانات الشكوى على عمليات القتل والإعدام اليومية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وهي في الأساس غير مفيدة ولا تقدّم أو تؤخر". وشدد على أن "المهم هو وقوف القيادة أمام مسؤولياتها، وإعلانها بوضوح امتثالها لقرارات المجلس المركزي، بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والتقيّد بمقاطعة الاحتلال بمنتجاته وبكل العلاقات الاقتصادية القائمة معه، إلى جانب وقف اللقاءات التفاوضية السرية الفلسطينية-الإسرائيلية، التي تجري في عواصم أوروبية وعربية". !!
الجاري في فلسطين معيب وطنيا والمؤسف ان وسائل اعلام فلسطينيه كثيره تشارك في تعميم ثقافة ابوردينه وثقافة الراتب وتتسترعلى تواطؤ السلطه الاوسلويه مع الاحتلال وهذه الوسائل الاعلاميه اللا وطنيه اخطر من ما يتصوره البعض لانها تعمم الخنوع وثقافة الهزيمه الى حد اصبحت فيه الخيانه الوطنيه ليسن مجرد وجهة نظر فقط لا بل وجهة نظر مطروحه تطرحها وسائل اعلام فلسطينيه مقربه من سلطة اوسلو....الفراطه اللا وطنيه تُفرط بكامل التراب والحق الفلسطيني والمطلوب التخلص من هذه الفراطه ومن ابواقها الاعلاميه..عاجلا وليس اجلا لانها لاتشكل خطرا فقط على المشروع الوطني الفلسطيني فحسب لابل ان هذه الفراطه جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الصهيوني... لايوجد خيار ثاني..بقاء الفراطه يعني ضياع الحق الفلسطيني والخيار الوحيد لبقاء القضيه الفلسطينيه حيه هو اسقاط نظام حكم جماعة اوسلو كمنظومه خائنه تابعه لمنظومة الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين وينكل بالشعب الفلسطيني!!

1