أحدث الأخبار
الأحد 22 كانون أول/ديسمبر 2024
قضية وطن :عربان "رام الله ستان" و"غزستان"!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.06.2014

حالنا مثلما يقول المثل الفلسطيني مثل " ام العريس او ام العروس" ماشيه جايه وفاضيه ومشغوله "عالفاضي والمليان" ماشيين جايين وين على رام الله ووين على غزه...زغروته رجعنا وتصالحنا وبكره بنرجع وبنتخاصم وبنعاود كمان مره نتصالح وهكذا دواليك صارت القضيه الفلسطينيه قضية مصالحات فصائليه بين عربان اوسلو في" رام الله ستان" و" غزستان" التي استضافت حدث ولادة حكومة توافق "اوسلوستان" دون تغيير اي رمز من رموز الفساد والعجز لابل من الواضح ان محمود عباس مُصر واصر على إعادة جميع رموز الفساد والعجز والانبطاح الى صفوف ما سمي بحكومة التوافق الفلسطيني وقام بترقية البعض منهم الى مقام "قاضي قضاة فلسطين" واخرون احتفظوا بوظائفهم وكأن شئ لم يحدث وواضح تمام الوضوح ايضا ان حركة حماس المحاصره محليا واقليميا وعالميا قد سلمت بواقع الحال لتسلم الامور لحكومه تتبنى برنامج ونهج عباس وثلته بالكامل واللافت للنظر ان المستلسمين والاخرون الذين يسمون ذاتهم مقاومون قد توافقوا على وفاق فصائلي وليس وفاق وطني يحمل مشروع وطني فلسطيني يضع امام عينيه هدف ترميم القضيه الفلسطينيه بكل مقوماتها و مركباتها المتعلقه بالشعب والارض واللاجئين والاسرى والمستقبل الفلسطيني في ظل تغول الاحتلال الاسرائيلي بمساندة وتنسيق مع قوى امن سلطة اوسلو في رام الله التي عقدت صلحا مع سلطة غزه!!
فكرة الوحده وتوحد الشعب الفلسطيني على برنامج وطني تحرري هي بحد ذاتها فكره رائعه ويباركها الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا لكن ماهو حاصل منذ كارثة " اوسلو" عام 1993 هو ان البرامج المطروحه متعلقه بسلطة اوسلو والصراع على غنائم ووظائف هذه السلطه البائسه اللتي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوا الفساد والعجز والمزيد من الاستيطان والاحتلال وساهمت في كنتَّنة وتفتيت جغرافيا الوطن الفلسطيني لابل انها حوَّلت كامل الوطن الفلسطيني الى قضية مساومه وتجاره مقابل امتيازات لرموز واعضاء هذه السلطه الذي تعمل قوات امنها ومخابراتها جنبا الى جنب مع قوات الاحتلال الاسرائيلي لقمع اي تحرك او نضال فلسطيني موجه ضد الاحتلال والاستيطان وحائط العزل اللذي دمر الضفه جغرافيا وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني وقسَّم القرى الفلسطينيه وخرَّب مساحات كبيره من الاراضي الفلسطينيه الزراعيه الخصبه في الضفه الفلسطينيه المحتله.. مقاطعة دولة " رام الله ستان"..!!
لايوجد لسلطة اوسلو بشقيها الغربي والشرقي اي مشروع وطني والموجود منذ عقدين من الزمن هو تبادل ادوار وتشكيل حكومات واجراء انتخابات شكليه لفريق رئاسة وبرلمان هذه السلطه لابل حتى رئيس هذه السلطه الذي يفاوض باسم الشعب الفلسطيني غير منتخب ومنتهيه ولايته ضمن سلطة اوسلو منذ عدة اعوام والامر الوحيد الذي يشغل بال عباس وسلطته هو التاكيد مرارا وتكرارا على قدسية المفاوضات والعوده اليها بدلا من التأكيد على قدسية حق العوده وعودة الشعب الفلسطيني الى دياره الاصليه الذي شرد منها عام 1948 وعام 1967 .. ما يهم الثلل الاوسلويه هو قدسية المفاوضات والراتب واجراء انتخابات هزليه لسلطة اوسلو بينما حق العوده وتحرير الاسرى غير مقدس وغير وارد على جدول اعمال هذه السلطه وليس مستغربا ان يكتب عميد الاسرى في سجون الاحتلال مؤخرا المناضل كريم يونس في رساله وجهها للسلطه بان على هذه السلطه الرحيل " ارحلوا وأحملوا ملفات اخطائكم" بعد ان تيقن ان هذه السلطه لم تهتم بشؤون الاسرى ولم تسعى لاطلاق سراحهم والغريب في الامر ان تشكيلة حكومة التوافق " الفلسطينيه" لم تشمل وزارة الاسرى الذين يخوضون معركة الامعاء الخاويه في حين يميل جماعات الvip من ثقل الاوزان...بالذات وزارة الاسرى استثنت من تشكيلة حكومة عربان "ّرام الله ستان وغزستان"..جزاء سنمار؟...جماعات الراتب جاءوا الى الوطن من المنافي على اكتاف نضالات وتضحيات مناضلي اسرى الحريه والان يتنكرون لهم ويستكثرون عليهم اسم او تسمية وزاره...حالة انحطاط لابد من الاشاره اليها بوضوح!!
جميع منجزات سلطة اوسلو مجتمعه لا تساوي حتى ثمن الحبر اللتي تُكتب به بيانات الكذب الهادفه الى الحفاظ على المراتب الوزاريه والرواتب التي تتقاضاها فرق الفساد والنهب في دولة " رام الله ستان" وامارة " غزستان".. لا يوجد اي انجاز واحد لسلطة اوسلو يبرر بقاءها واستمرارها وما حصل وما هو حاصل انه في ظل وجود هذه السلطه تزايد الاستيطان في الضفه والقدس بمئات الاضعاف عما كان عليه قبل وجود كارثة اوسلو لابل في ظل هذا الوجود تقاتلت الفصائل في غزه على السلطه والنتائج كانت وخيمه وسبع سنين عجاف تضاف الى تاريخ الفشل الاوسلوي الذي دمر القضيه الفسطينيه وجعلها رهينه في ايادي ثلل فاسده وعاجزه جل همها منكب على توفير الرواتب والحفاظ على المصالح المشتركه مع الاحتلال الاسرائيلي..لم نسمع في التاريخ ان "حركة تحرر" تتعاون مع الاحتلال وتحافظ على وجوده واستمراره كما هو جاري في فلسطين عبر اختطاف سلطة اوسلو للمؤسسات الفلسطينيه وتوظيفها لصالح الثله الفاسده المرتبطه بالاحتلال وبوجود هذا الاحتلال.. وجود هذه الثله مرتبط بوجود الاحتلال الاسرائيلي لانه ببساطه زوال الاحتلال يعني زوال سلطة اوسلو ولذلك تسعى سلطة اوسلو ليس من اجل زوال الاحتلال لابل بقاءه واستمراريته..تنسق معه امنيا واقتصاديا وسياسيا...الجماعه صحاب بالعاميه الفلسطينيه..اصحاب مصالح مشتركه ومن بين هذه المصالح الحفاظ على الهدوء وعدم مقارعة الاحتلال.. السلطه صُنعت في دهاليس واشنطن واوسلو من اجل هدم اركان القضيه الفلسطينيه من جهه ومن اجل احباط معنويات الشعب الفلسطيني من جهه اخرى..لا حرب ولا سلام ولا تحرير ولا روح نضاليه تقارع الاحتلال..حال الشعب الفلسطيني في هذا الاوان؟!
عربان رام الله ستان وغزستان لم يعيدوا تقييم اداءهم السياسي الفاشل لابل قاموا بصياغة الفشل وأعادوا طرحه من جديد..عقدين من الزمان في فن تشكيل الحكومات واجراء الانتخابات في ظل استفحال التهويد والاستيطان والشئ الوحيد الذي افلحت فيه السلطه تامين الراتب لمنتسبيها من جهه وتشكيل شرطه وقوى امن عقيدتها تأمين امن الاحتلال والتعاون معه امنيا من جهه ثانيه وبالتالي هذا الامر ادى الى هدم اهم اركان الوطنيه الفلسطينيه وضرب اهم مقومات النضال الفلسطيني حيث اصبح امر التعاون مع الاحتلال ضروره ومجرد وجهة نظر..الخيانه الوطنيه تصبح مجرد وجهة نظر في ظل وجود سلطه لا وطنيه؟!
لم تلحق سلطة اوسلو اشد الاضرار بالحقوق الفلسطينيه فحسب لابل ان الاهم ان هذه السلطه قد روجت لثقافة الخنوع والفساد والانبطاح تحت اقدام الاحتلال وهذه الثقافه اخطر من الاحتلال نفسه لانها تتيح للإحتلال بالاستمرار دون اي رادع وفي الوقت نفسه زرعت و تزرع هذه الثقافه نفسية الضياع والتيه في نفوس الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا في ظل غياب برنامج وطني يضمن استمرارية النضال الفلسطيني على اسس وحده وطنيه حقيقيه في المطالب والاهداف وليست وحدة مصالح بين جناحي سلطه متناحًّرين فصائليا وفكريا... القضيه قضية وطن فلسطيني سليب وليست قضية وجود وبقاء سلطه هالكه وفاسده والقضيه الاهم هي قضية شعب مهضومه حقوقه من قبل الاحتلال ومن قبل سلطه تابعه وحارسه لهذا الاحتلال..يجب تعريف القضيه الفلسطينيه مجددا مع التأكيد على ان السلطه ومصالحة فتح وحماس ليست لب القضيه ولا ايضا العنصر المهم في هذه القضيه الشائكه والمركبه والعادله في الوقت نفسه وبالتالي ما يجب ان يكون واضح هو ان وجود سلطة اوسلو وثلل الفساد قد اصبح عبأا ثقيلا على القضيه الفلسطينيه, بمعنى مبسط وواضح: سلطة اوسلو اصبحت جزء من المشكله وليس الحل وبوضوح موضَّح سلطة اوسلو جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الاسرائيلي وليس ممثله للقضيه الفلسطينيه.. وجود سلطة اوسلو مضيعه للوقت وعامل احباط لمعنويات الشعب الفلسطيني!!
ابقوا معنا..وجود سلطة اوسلو وبقاءها يعني بقاء الاحتلال وبقاء مركبات القضيه الفلسطينيه عالقه دون حل واذا كانت هذه السلطه المهلهله غير قادره على فك اسر اسرى الحريه فهل يمكنها تثبيت حق العوده للملايين؟..هل يمكنها الدفاع عن عروبة القدس التي تُهود شبر شبر؟...هل يمكنها الدفاع حتى عن مبنى المقاطعه في رام الله؟.. القضيه بمجملها قضية وطن وشعب وقضيه فلسطينيه وجماعة الراتب حوًّلوا الامر الى حالات توزير ورواتب وتشكيل حكومات وجعجعة انتخابات باسم فلسطيني وبفحوى اسرائيليه وامريكيه..يجب التفريق بوضوح بين القضيه الفلسطينيه وقضية سلطة اوسلو وجماعة اوسلو: القضيه الفلسطينيه هي قضية شعب نُهب وطنه وسلبت حقوقه,. وقضية اوسلو هي قضيه معاشيه لثله فاسده وعاجزه تتاجر بمقومات القضيه الفلسطينيه بهدف ضمان بقاء الدكان والمنتفعين من هذا الدكان....على المدى القصير او البعيد وعاجلا ام اجلا لايمكن للشعب الفلسطيني السماح بإستمرار حالة النصب والاحتيال والالتفاف على مطالب الشعب الفلسطيني بهذا الشكل الفض من العجز والفساد والعماله!.. اين هي الوطنيه المزعومه في هذه السلطه؟..فل نضعها تحت المجهر..النتيجه لا وطنيه في كل الاتجاهات حتى لو تصالحت دولة " رام الله ستان" وإمارة " غزستان"!!
المصالحه او المصالحات الفصائليه لن تجدي في ظل غياب خطط لاصلاح الوضع الوطني الفلسطيني بشكل عام عبر برنامج سياسي وطني ينطلق من اطر صحيحه وليست من اطر فصائليه ترقيعيه وانتها زيه..نعود ونكرر بان اختزال قضيه وطن كامل في وجود سلطه تافهه هو جريمه تاريخيه ترتكب بحق وجود و حقوق الشعب الفلسطيني والمطلوب اليوم تصحيح مسار الوطن والقضيه الفلسطينيه واصلاح الخلل والعطب الذي يعصف بالقضيه الفلسطينيه منذ نشأة سلطة اوسلو التي هيمنت على منظمة التحرير وافرغتها من مفهومها وجردتها من دورها والسؤال المطروح :ماهي الفائده الذي سيجنيها الشعب الفلسطيني من اجراء انتخابات رئاسيه وبرلمانيه في الضفه والقطاع؟؟.. الجواب لا شئ والانتخابات تخدم فقط اطالة حياة وعمر سلطه فاسده وعاجزه وبالتالي ستكون النتائج اطالة لعذابات الشعب الفلسطيني من جهه و منح الاحتلال الاسرائيلي مزيد من الزمن لتمرير مخططاته الاستيطانيه والتهويديه في الضفه والقدس وكامل فلسطين التاريخيه من جهه ثانيه..لطة اوسلو فاشله بإمتياز والمطلوب اليوم اطر فلسطينيه جديده[ او ترميم القديمه كالمنظمه والميثاق الوطني الفلسطيني] تقود الشعب الفلسطيني وتعيده الى سكة النضال والكفاح الوطني من اجل الحريه والتحرر من الاحتلال الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني.. تشكيل حكومات واجراء انتخابات في اطر سلطة اوسلو يعني اعادة صياغة الفشل وإطالة عمره لا اكثر..!
... كل مايدور في الوقت الراهن من حديث حول حكومه فلسطينيه توفيقيه يندرج في اطر تثبيت الباطل وإستبعاد الحق.. نحن في هذا الطرح نحترم العقل الفلسطيني ونكن للتاريخ الفلسطيني النضالي كل الاحترام وما تقوم به سلطة اوسلو وثلل الراتب هو استخفاف صارخ بحق الشعب الفلسطيني في وطنه وحقه بالعوده الى دياره وحقه بالحريه والعيش الكريم...ببساطه جوهر القضيه هو وطن فلسطيني مسلوب وليست اشكالية وجود سلطه عبثيه ومصالحات فصائليه.... قضية وطن : عربان "رام الله ستان" و"غزستان" واطر اوسلو لا يمكنها حل اي مركب من مركبات القضيه الفلسطينيه...الارض وحق العوده والاسرى كلها قضايا اساسيه عجزت سلطة اوسلو عن تحقيق ايا منها..سلطه تقدس حق العوده الى المفاوضات ولا تقدس حق عوده اللاجئين ولا تهتم حتى بتهويد القدس.. الشعب يطالب برحيل السلطه ومحاكمة رموز العجز والفساد...المصالحات وتشكيل الحكومات تفاصيل تهم السلطه وليس الشعب الفلسطيني..القضية الفلسطينيه قضية وطن وشعب وليست قضية وجود سلطه فاسده وعاجزه وتابعه لمنظومة الاحتلال.!!

1