أحدث الأخبار
الأحد 22 كانون أول/ديسمبر 2024
النظام يطالب باستقالة الشعب..!!
بقلم : سهيل كيوان  ... 13.02.2014

من يفشل بإدارة شركة يقدم استقالته أو يُقال، من يفشل بإدارة فريق لكرة القدم يستقيل أو يُقال، من يفشل بإدارة قسم النظافة في بلدية يقال، ومن يُشكُ بنظافة يده وتلقيه رشوة وهو في موقع مسؤولية يقال أو يستقيل كما حدث قبل أيام لقائد شرطة مكافحة الفساد في إسرائيل المشبوه بالفساد، أما النظام النظيف جدًا والفريد من نوعه في كل العصور فهو الذي يطلب من الشعب أن يستقيل، ويطالب الشعب بأن يثبت حسن نواياه واستعداده لتقبل حكمه ورئيسه الأبدي من ظهر الأبدي وأن يقوم الشعب بمحاسبة نفسه واستخلاص العبر، بأن يبقى قطيعًا إلى الأبد برعاية سيد الأبد.
وبما أن الرشوة والفساد تنخر عظام النظام فهو يظن أن لا شيء ممكن أن يتحرك إلا بالرشوة المالية أو الجنسية، حتى النجوم لا تدور في الفلك لولا الرشوة المالية أو الجنسية أو كليهما، وهي الرشوة الأكثر شيوعًا في أنظمة الفساد، التي لولاها (حسب قيم النظام) لما ثار أحد ضد النظام، فكل شي رشوة، الوزير والموظف الكبير والشرطي والطبيب ومفتي الرئيس لا يقدم خدمته إلا برشوة، ولهــــذا لا يثور أحد إلا برشـــــوة،حـــــتى من يخرجون للاستشهاد وسكب أرواحهم فداء لأوطانهم هـــــم مرتشون، وما كانوا ليفعلوا هذا لولا الوعـــــد بالحوريات!
حتى الأم تحب ابنها أو ترضعه بالرشوة، والأب يعطف على أبنائه بالرشوة، النظام يرى الكون على صورته، ، ولكن السؤال المحيّر من هو المستعد أن يقامر بروحه وأن يسحل في الشارع مقابل الرشوة…من يقبل أن يعرّض نفسه لخطر السجن والاغتصاب مقابل المال، إلا من آمن بقضية وقرر أن روحه وحياته وكل ما يملك دونها…
‘ ‘ ‘
إرهاب بالفطرة..!
في إحصائية بسيطة بإمكاننا الاكتشاف بأن غالبية أبناء الشعوب العربية إرهابيون بالفطرة، العربي يولد لممارسة الإرهاب، هو مواطن ممتاز وصالح طالما أنه لم يتظاهر ولم يطالب بتداول الحكم، أما إذا فعل فهو يتحول فورًا إلى إرهابي، كما لو كان التظاهر مادة كيماوية تغيّر صفاته وجوهره، وإذا لم يكن إرهابيًا يتم تصميمه وتصنيعه ليصبح كذلك، لأن الأنظمة الإرهابية تعجز عن فهم النشاط السلمي الذي يدعو للتغيير أو يدعوها للرحيل بدون عنف، فهي لا تفهم وصول السلطة بدون عنف، لأنها وصلتها بالعنف، ولهذا هي المصنع الأكبر للإرهاب،أعداد المعتقلين التي لا يكشف عنها، شهادات من يبقى منهم على قيد الحياة وطرق معاملتهم والتحقيق معهم، الاعتداءات الجنسية على النساء وعلى الرجال، بعد هذا يطلب النظام من العالم الوقوف إلى جانبه ومساعدته في مواجهة ‘الإرهاب’، عمليًا هو يدعو الأمم أن تشاركه قتل الشعب، واغتصاب السجناء والسجينات وتعذيبهم حتى الموت كما يفعل هو نفسه…
‘ ‘ ‘
إبداع الدكتاتور…
يقول الائتلاف السوري المعارض إن بيده إثباتات عن علاقة النظام بما يسمى (داعش) وممارساتها، وهذا لا يحتاج لإثباتات، (داعش) لا تخدم شيئا سوى النظام، فهي لا تخدم الإسلام حتى في أكثر تجلياته تطرفًا، حتى حركة طالبان أعلنت براءتها من (داعش)، وصورة الفتــــــاة التي نشرت قبل أيام على الشبكة وهي تُعدمُ رجمًا ‘لأنها فتحت حسابًا على الفيــــــس بوك’ لا تعني سوى خدمة النظام، وذلك لإثبات نظريته عن ثورة الإرهاب، وإرهاب الناس من الثورة، لا يمكن لطرف ثائر على النظام أن يقوم بمثل هذه الممارسات إلا بهدف خدمة النظام وذبح الثورة، وكما جاء في رواية ‘حفلة التيس′لماريو يوسا،’الدكتاتور أكثر إبداعًا حتى من خيال الكاتب’ طبعًا في طرق تثبيت حكمه وتمسّكه بكرسيه..
‘ ‘ ‘
بالصندوق وليس بالبرميل..
طبّل النظامان السوري والإسرائيلي لفساد أردوغان، تحدثا بشماتة عن قرب نهايته وعن قمعه ووحشيته لتفريقه متظاهرين بالغاز والمياه الساخنة.
صحيح وجائز جدًا أن يتم تغيير حكم حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان، ففـــــي نظام يحترم مواطنيه وقــــناعاتهم ورغباتهم صندوق الاقتراع هو الذي يقرر، الصندوق أعطى والصندوق يأخذ، وليس بحــــوار البراميل المتفجـــــرة الذي يخوضه النظام السوري، ولا بالمزاودة على من يحــــتل وينهب ويذل الشعب الفلسطيني أكثر كما فعل ويفعل رجال حكومة نتنياهو…
كذلك لم يرث أردوغان الحكم عن والده، ولم يكن المرشّح الوحيد للرئاسة. قد يكون حزبه فاسدًا نعم، وقد يكون هو نفسه فاسدًا نعم، فالبشر عندما يصــــلون السلطة معرضون لمثل هذا، خصوصًا إذا طال مكوثهم في السلطة مثل حكام عصر الانحطاط العربي، أردوغان مع كل ما يمكن أن يقال عــــنه وعن نظــــامه وحــــزبه، في النهاية شعبه هو الذي يقرر يريده أو لا يريده في الحكم بدون إراقة قطرة دم واحدة وبدون مقابر جماعية وجثث مشوهة…
إسرائيل أعربت عن استعدادها لدفع مبلغ 23 مليون دولار كتعويض لعائلات شهداء سفينة مرمرة، ولكن المفاوض باسم حكومة أردوغان طلب رفع الحصار عن قطاع غزة كشرط لقبول الصفقة، هذا هو الفرق الجوهري بين أنظمة تحترم نفسها ودماء مواطنيها وبين أنظمة حقيرة تصل الحكم بقوة السلاح وعلى جثث من لا يمكن أن نسميهم مواطنيها…
‘ ‘ ‘
البشر كأرقام…
تستطيع أن تعرف ما يدور في العالم العربي من خلال كارثة الطائرة الجزائرية التي لم يحدّد عدد ضحاياها بعد، فقد ذكرت مصادر أن العدد هو سبع وسبعون ضحية، وأخرى ذكرت أنهم مائة وثلاث ضحايا، وبعضها قال إنهم مائة وسبع وعشرون ضحية، وهناك أرقام واحتمالات أخرى،
الفرق بالأرقام قد يصل إلى خمسين ضحية، هذا يشير فقط إلى تدني قيمة الإنسان العربي الذي تحوّل في ظل أنظمة عفا عليها الزمن إلى أرقام عابرة..

1