أحدث الأخبار
الأحد 22 كانون أول/ديسمبر 2024
حرب التطهير الطائفي والفوضى تعصفان بالاوطان العربيه!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 09.01.2014

امر مذهل وبشع ومرعب هذا الجاري في الوطن العربي, حيث يحط القتل والذبح والدمار والتشريد رحاله بكل الياته العسكريه والاعلاميه التي تغرس مخالبها في اجساد وارواح الشعوب العربيه المنكوبه والمذبوحه بكل اشكال الذبح والاباده من المحيط الى الخليج ومن المغرب الى المشرق العربي الذي يتعرض الى نكبة جديده قد فاقت او تفوق اثارها وابعادها النكبه الفلسطينيه وتشريد اكثريه الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين ويا لسخرية التاريخ والهول والحوَّل العربي التاريخي والمُزمن اللذي ما زال ينتظر الحلول الامميه والغربيه العرجاء التي هي نفسها اشرفت على قرار تقسيم فلسطين وافراغها من شعبها وهاهي سوريا اليوم تُذبح من الوريد الى الوريد وتُفرَّغ من شعبها وما زالت في انتظار موعد دموي أُطلق عليه تسمية "جنيف 2" وهو موعد مفتوح على مصراعيه للقتل والتشريد وقابل للتمديد حتى تشبع البراميل المتفجره والقوى المتحاربه لحما ودما وتعيث في سوريا خرابا ودمارا حيثما وكيفما شاءت.. الجاري في سوريا وجارتها العراق ذبح ودمار وتشريد كان وما زال اساسه قرارات دوليه وغربيه من تشريع احتلال العراق وتدميره وتشريد شعبه وحتى تدمير سوريا وتشريد شعبها الذي يعيش في اتون مذبحه تاريخيه شامله مستمره منذ عدة اعوام على مراى من كل العالم و النتيجه مئات الالوف من القتلى والجرحى وملايين المشردين واللاجئين ودمار وخراب هائل في ظل عجز عربي وصمت غربي مخزي ومهين من جهه وفي ظل اعلام عربي ما زال جزء لا باس منه يقف في صف الجزار ويسمح لنفسه انتحال اسماء الجزر والميادين العربيه من جهه ثانيه وبالتالي ماهو جاري في العالم العربي هو خراب وعجز يضاهي اضعاف الاضعاف مما كان عليه الوضع قبل ما يسمى بالربيع العربي!!
سوريا والعراق بلدان عربيان تدور فيهما حرب طائفيه واهليه ضروس يُقتل ويُجرح فيها يوميا مئات الناس ناهيك عن التشريد والتطهير العرقي الجاري في هاتين البلدين وهو تطهير يرقي الى مستوى التطهير والاباده الجماعيه ويكفي ان نذكر ان في دول الجوار والعالم ككل يوجد اليوم الملايين من اللاجئين العراقيين والسوريين والعرب ككل و لا ننسى طبعا اللاجئين الفلسطينيون واللبنانيون والمشردون في ليبيا واليمن والسودان ودول عربيه اخرى....مدن ومناطق سكن كامله شُرد اهلها و نزحوا في كثير من الدول العربيه التي تدور فيها حروب اهليه...مدن كامله كحلب السوريه او سرت الليبيه دُمرت دمارا شبه شاملا..مدن اخرى مثل الفلوجه في العراق لوثت بالاسلحه المشعه والكيماويه عام 2004 الى ابد الابدين..قرى ومدن عربيه كامله في سوريا والعراق وليبيا واليمن والسودان نزح عنها اهلها خوفا من الحرب ومن القتل والانتقام على اساس عرقي او طائفي..اثنيات طائفيه وعرقيه عربيه دينيه هربت من نيران الحروب في العراق وسوريا وغيرهما...عدد كبير من الناس هاجر الى كل بقاع الدنيا والدول المجاوره, لكن عدد كبير ايضا هاجر داخليا وترك دياره الاصليه.. لاننسى انه في سوريا والعراق يحدث تغيير ديموغرافي وسكاني وطائفي قسري , حيث تُرحَّل مثلا بعض الطوائف من خلال الترهيب والقتل في العراق و بغداد بالذات وفي سوريا شمالا وجنوبا وفي ليبيا مصراته وما حولها وفي اليمن جنوبا وشمالا وسنة وشيعه الخ... حرب طائفيه وعرقيه جوهرها التطهير الطائفي والتغيير الديموغرافي في مناطق تسكنها هذه الطائفه او تلك!!
..مئات والاف السنين من العروبه والهويه الواحده والعيش والتوافق ذهبت سدى واحترقت في اتون الحروب الطائفيه والهمجيه والسياسيه المبرمجه التي تستعملها انظمة الحكم لدعم وجودها وبقاءها عبر الارتكاز على الطائفيه والفئويه كما هو جاري في العراق وسوريا.. النظامين الحاكمين في هاتين البلدين العربيين اعتمدا ويعتمدا على الطائفيه والتحريض الطائفي والعواقب اليوم اكثر من وخيمه واكبر بكثير مما توقعها المجرم جورج بوش الذي زرع الطائفيه في العراق عام 2003..احد عُملاء الاحتلال الامريكي في العراق المدعو موفق الربيعي يذكر في مقابله صحفيه مؤخرا ان بوش هو اللذي شجع المالكي على اعدام صدام حسين والاخير اختار صبيحة يوم عيد الاضحى لتنفيذ هذا الاعدام اللذي يفتخر به العميل الربيعي ومشتقاته من امثال الجلبي والمالكي والهاشمي والدليمي الخ من عملاء خضراء بغداد الذين ساندوا الاحتلال وزرعوا الفتنه الطائفيه في العراق وهي الفتنه التي امتدت الان الى سوريا ولبنان وكامل الوطن العربي...العميل موفق الربيعي يتحدث في المقابله ذاتها عن جرائم صدام حسين وكيف أُعدم ويتناسى الجرائم البشعه وتهجير ثلث سكان العراق في ظل حكم الاحتلال وعملاءه من امثال الربيعي والجلبي والمالكي والعلاوي..الكارثه ان الاعلام الطائفي يسكب الزيت على النار ويحاول تسويق العدميين والعملاء في العالم العربي كحاله طبيعيه وفي هذا المجال نذكر فضائيتي "الجزيره" و"الميادين" والاخيره سرقت اسم الميادين العربيه لتصبح سيف في يد انظمة الحكم في العراق وسوريا...فضيحه اعلاميه تاريخيه ابطالها خريجي فضائية "الجزيره" الذين اسسوا "الميادين" لدعم انظمة الحكم والطائفيه تحت لافتة "ميادين الثورات" وتيمُنا بها!!
ليس هذا فقط بعض المناطق في اليمن تُهجَّر بسبب الحروب الطائفيه والسياسيه واخرى يُقتل سكانها بواسطة الطائرات بدون طيار الامريكيه بتواطؤ وموافقة نظام الحكم في اليمن.. بعبع تنظيم " القاعده" يتيح الفرصه للرئيس اليمني ان يصبح عميلا امريكيا على الهواء مباشره ودون مواربه تجعل المواطنين اليمنيين هدف دائم للطائرات بدون طيار الامريكيه وبموافقه مباشره من رئيسهم!...في العراق يستعين النظام الطائفي بالقوات والاسلحه الامريكيه لضرب الشعب العراقي تحت لافتة محاربة "الارهاب"...في ليبيا يختطف الامريكان من يشاءوا بتواطؤ من نظام الحكم..في تونس التي تحكمها " حركة النهضه" الاسلاميه توجد قواعد امريكيه بتواطؤ وبموافقة الحكومه التونسيه..مصر تسبح في فوضى الثوره المضاده وترقيعة الدستور ومحاربة " الارهاب.. السودان وبعد ان قسَّمه نظام الحكم الى شمال وجنوب ذاهب نحو تقسيم اخر..في فلسطين يوجد سلطه صوره طبق الاصل من الانظمه العربية.. سلطه تتفاوض وتتواطا مع الاحتلال من اجل توفير راتب منتسبيها.. لبنان مجددا على حافة حرب اهليه وطائفيه..عن السعوديه ودول المحميات الامريكيه في الخليج فحدث بلا حرج.. البشر تعيش في حُوش تحوشه الانظمه وتحميه امريكا.. فوضى عارمه وثورات مضاده تقودها دول الخليج وامريكا تعصف بالوجود العربي المجتمعي في الدول العربيه!!
هنالك معطيات تاريخيه مذهله تستحق التامل فمثلا العراق بحضارة 7 الاف عام وعروبه شيعيه سنيه ومسلمه ومسيحيه متعايشه بسلام ومتصاهره منذ قرون يُختصر في اشكالية فترة نظام صدام حسين القصيره جدا مقارنة بتاريخ وجود العراق وهذه الفتره هي الشماعه الذي يعلق عليها الطائفيون وعملاء الاحتلال الامريكي والايراني واقع ماهو جاري اليوم في العراق من حرب اهليه طائفيه حطبها في البدايه والنهايه هو الشعب العراقي العربي بسنته وشيعته.. العُملاء من كل الطوائف العراقيه [ سنه وشيعه وعرب واكراد وغيرهما] ربطوا بقاءهم في الحكم بمشروع طائفي مجرم يفتك اليوم بكل مركبات الشعب العراقي..هؤلاء العملاء يعرفون كامل المعرفه ان بقاءهم مرتبط ببقاء مشروعهم الطائفي والحرب الطائفيه.. التحشيد الاعلامي الطائفي في العراق والمنطقه العربيه ككل اخذ منذ عام 2003 منحى خطير جدا وهو تغذية النعره الطائفيه وإذكاء نار الحروب الطائفيه... في سوريا تاريخ طويل من التعايش والان النظام وحلفاءه يزجون قسرا بالاقليه العلويه والشيعيه في حرب مع الاغلبيه السنيه لابل ان النظام السوري يتحالف مع النظام الطائفي العراقي والاخير بدوره يسمح بارسال ميليشيات طائفيه عراقيه تقاتل الى جانب النظام السوري ..داعش..دولة العراق والشام تفعل الامر نفسه وتستند الى التحشيد الطائفي, لكن في الاتجاه الاخر؟... المحصله: التطهير العرقي والطائفي يسير في كل الاتجاهات داخل الوطن وخارج حدوده.. حرب التطهير الطائفي والفوضى تعصفان بالاوطان العربيه!!

1