أحدث الأخبار
الأحد 22 كانون أول/ديسمبر 2024
من يستلم جائزة نوبل إذا خرب العالم..!!
بقلم : سهيل كيوان  ... 19.12.2013

توقع علماء أوروبيون أن نهاية العالم باتت وشيكة، وزعموا أن الكون كله بدأ بالتفكك ولم يعد يتوسّع أكثر مثلما كان دأبه منذ ملايين السنين، وسوف يعود ليتجمّع ويتحول كله إلى كتلة صغيرة ثقيلة جدًا لدرجة لا نستطيع تخيلها،(وكأننا نستطيع تخيل الوضع الحالي، حيث أن آخر مجرة مكتشفة تبعد عنا أكثر من ثلاثة عشر مليار سنة ضوئية).
وكان عالم بريطاني قد أكد أن نهاية العالم ستكون في العام القادم، أي مع نهاية تأمين سيارتي، وهو أمر أنكره علماء وكالة (ناسا) الأمريكية وطمأنوا البشرية (بورك بهم)، ونصحوا بأن من لديه حاجة في العام المقبل أن يقضيها، مطبقين بهذا ودون أن يشعروا قول الرسول الكريم ‘إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها’.
وجاءت العاصفة (أليكسا) ورمت بثقلها على ملايين اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وأغرقتهم بالثلوج والأوحال والبرد والمياه، حتى في إسرائيل (العظمى) انقطعت الكهرباء عن حوالي أربعين ألف منزل في منطقة القدس ومنطقة الجليل، وقد تقام لجنة للتحقيق في ما اعتبر تقصيرًا كبيرًا خصوصًا وأن شقيقة أليكسا وتدعى (نتاشا) على الطريق. من جانبها عملت قوات حماس قصارى جهدها لإنقاذ غزة من الغرق، بينما وقف العالم شامتا باسماعيل هنية الذي ارتدى لباس رجال الإنقاذ، وخصوصًا الأخوة الأعداء في مقاطعة رام الله الذين يظنون أن شعبنا أهبل، واتُّهمت حماس المحاصرة بالتقصير، رغم أنها تستغيث منذ أشهر وسنين ولم يدخلها وقود منذ أشهر إلا ما وصل من قطر قبل أيام، فقد هُدم في زمن النظام العسكري الحاكم الجديد في مصر مئة وثمانون نفقًا، ورغم هذا هناك من يصرّ على أن مرسي (عنزة ولو طارت) هو الذي هدم الأنفاق، والسؤال هو كيف يمكن اتهام مرسي بهدم الأنفاق واتهامه في الوقت ذاته بالتخابر مع حماس، هل كانت حماس تتآمر مع مرسي ضد حماس.
من جانبه رفض (بوجي يعالون) وزير الحرب الإسرائيلي رجاءً من الأمم المتحدة للسماح بدخول الإسمنت إلى غزة (مع أنها ليست وجه فشل) وزعم أن الإسمنت يستخدم لأغراض غير سلمية، وهذا يعني أن على إسرائيل ومصر وأبو مازن والغرب وأمريكا مواصلة حصار قطاع غزة حتى تتوقف حماس عن تسليح الإسمنت وتحويله إلى سلاح دمار شامل.
خلال أيام (أليكسا) انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لطاقم إنقاذ من حماس في قارب برفقة قطة أنقذها من الغرق والموت المحتوم قد يدخلون الجنة بها، جنبًا إلى جنب مع الملك عبد الله بن الحسين الذي تم تناقل صورة له وهو يساعد أحد المواطنين الأردنيين بدفش سيارته العالقة في الثلوج!
إلا أن نجم موقعة (أليسكا) كان رجب طيب أردوغان الذي قدمت حكومته أربعمئة ألف غطاء ومدافئ عصرية للاجئين السوريين على الأرض التركية، وتم تناقل صور لأحد المخيمات في تركيا والتي تبدو البيوت المتنقلة فيها مضاءة يشتهيها أي لاجئ في أي مكان في العالم، اللهم لا حسد! ورغم ذلك فهذا لم يعجب بعض الممانعين الذين اتهموه بتدمير سورية، وكتبوا معلقين ‘رجب حوش دفايتك عني’!
إلى جانب هذا تم تناقل صورة لمجموعة حمير متجمّدة على الحدود التركية السورية، وطلب المشاركون نشرها إلى أكبر عدد ممكن من غير الحمير خصوصًا للأجانب، علها تصل إلى الغرب وأمريكا فيكتئب أنصار حقوق الحيوان ويهبوا لإنقاذ هذه المخلوقات المسكينة التي لا ذنب لها بممارسات البشر، ولا يعتبر إنقاذها دعمًا لجهات إرهابية أو أصولية.
وعودة للعالم البريطاني، فإذا تحققت نظريته كما يتوقع وجُمع الشمسُ والقمرُ والأحد عشر كوكبًا والأرض وغيرها من كواكب وانتهى الكون فسوف يكون مرشحًا بلا منازع للحصول على جائزة نوبل في العلوم، المشكلة الوحيدة هي أنه لن يكون هناك من يمنحه الجائزة ولا من يستلمها نيابة عنه ولا من يعزف مقطوعة كلاسيكية أثناء الاحتفال، لأن الكون كله سيصير كتلة واحدة ثقيلة سيشكل كوكبنا مقدار حبة رمل فيها وهذا يشمل النظام السوري وقيادته القطرية والقومية وجامعة الدول العربية وأوباما وزوجته ميشيل التي يقال إنها ما زالت غاضبة عليه بسبب تصرفه الصبياني مع رئيسة الحكومة البلجيكية الشقراء أثناء تأبين منديلا الذي رفض بعض أبناء قومنا الترحّم عليه.
على كل حال نهاية الكون أو عدم نهايته فهذا علمه عند رب العالمين، وقد تنتــــظرنا مفاجأة جمــــيلة لم نتوقـــعها ونحظى بعالم أفضل بكثير من هذا العالم الذي نحيا فيه فتزول الكوارث الطبيعية التي لا تكاد أضرارها تذكر إذا ما قيست بالحيونة الإنسانية.
هناك من يؤمن بأن الانتصار العسكري للنظام على شعبه يمنحه الحق بمواصلة الحكم،على طريقة الاغتصاب الصهيونية. إسرائيل أيضا احتلت القدس وما زالت تحتلها وتوسع الاستيطان وتهدم الكثير من البيوت العربية وتعتقل من يعارض سياستها وتحرمه من الرزق وتقتل وتشرد وما زالت تحتل الجولان الذي لم تخرج رصاصة ممانعة واحدة باتجاهه لتحريره منذ العام 1973 التي يسمونها (حرب تشرين التحريرية) وفي الواقع لم يتحرر في تلك الحرب شبرٌ واحدٌ من الأرض المحتلة ولكنها أعطت درعًا مانعًا وممانعًا لحكم عائلة الأسد إلى الأبد أو خراب البلد.
إسرائيل انتصرت في حروب كثيرة وطردت منظمة التحرير من بيروت، وقمعت انتفاضتين وحاصرت غزة وقتلت قيادات فلسطينية وعربية كثيرة من جميع الفصائل،وسممت عرفات، ونجحت بتقسيم الفلسطينيين إلى ماركات وأصناف من الدرجة (ألف) حتى (الياء، وساعدها بعضهم على ذلك، ومستوطنوها يحرقون وينهبون ويعتدون على الفلسطينيين يوميًا، ولكن كل هذا لم ولن يمنح شرعية للاحتلال.
كذلك الأمر فإن تشرذم المعارضة السورية وعدم تلقيها دعمًا عسكريًا كافيًا في مواجهة آلة الدمار التي يملكها النظام المدعوم من حزب الله وإيران وروسيا وأنظمة عربية أخرى سرًا أو بطرق غير مباشرة أو بطــــرق التـفافية وتشويه الثــــورة من خلال العصابات التكفيرية، كل هذا لا يعني شرعية بقاء بشار الأسد والحلقة المحيطة به في سدّة حكم بلاد دمّروها بأيديهم، وهو الذي وصل الحكم أصلا بطريق غير شرعي حتى بحسب دستور النظام نفسه الذي أكله الحمار الذي نفق متسمّما..لأن استمرار حكمه بعد كل هذا الخراب يشبه ذلك العالم الذي ينتظر جائزة نوبل بعد خراب الكون، مع فارق جوهري، هو أن ذلك العالم يتوقع ولا يسعى بنفسه للتخريب، ولم يعلن مثل الأسد ونظامه أنا أو خراب الكون..

1