منذ عقود مضت والقضيه الفلسطينيه عالقه في اروقة المماطله والتسويف سواء على المستوى الفلسطيني او الاقليمي او العالمي, فعلى المستوى الفلسطيني أُلقيَّ بالقضيه في شرك اوسلو والراتب وما ترتب على هذا من احداث وتطورات من بينها الانقسام والفساد السياسي والوطني الفلسطيني وما يتعلق بالامر على المستوى العالمي ندرك انه عالم فاقد للمعايير الاخلاقيه والسياسيه والانسانيه منذ قرار تقسيم فلسطين في هيئة الامم الامبرياليه عام 1947 وحتى يومنا هذا, لكن ما يتعلق بالمستوى الاقليمي وتحديدا العربي الرسمي فهو اكثر الجهات اللتي الحقت اضرارا فادحه بالقضيه الفلسطينيه وقامت بتجزيرها وتقزيمها وتقديمها قطعه قطعه كلقم صائغه للمشروع الاستيطاني والسياسي الصهيوني اللذي هو بطبيعة الحال معادي للشعب الفلسطيني ويحتل ارض وكيان هذا الشعب الذي يرزح قسم كبير منه تحت الاحتلال المباشر فيما يعيش قسم اكبر من بينه في الشتات ومخيمات اللجوء نتيجة للإحتلال وما ترتب على هذا من تشريد اكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني الذي تجاوز تعداده اليوم2013 ال 11 مليون نسمه وطنا ومهجرا و المفارقه هنا لاتكمن في عدد وتاريخ الشعب الفلسطيني المناضل لابل في ان يذهب غلام صغير او شيخ قبيله ويتحدث من واشنطن باسم هذا الشعب ويساوم على ارضه ووجوده من منطلق ارضية مبادره سمية بالعربيه وهي مثلها مثل الجامعه العربيه اسم على غير مسمى تبناها عرب النفط والرده عام 2002 في بيروت بهدف ارضاء امريكا واسرائيل والحفاظ على علاقة الود والتبعيه بين النظام السعودي والنظام الامريكي!!
من هنا و تحديدا هذا الكلام موجه الى من خانتهم الذاكره اللذين نقول لهم ان المبادره العربيه الاستسلاميه هي بالاصل مبادره سعوديه انبطاحيه تبناها النظام العربي بقيادة وكر شرم الشيخ كجزء من صفقات خيانيه عُقدت بين الانظمه العربيه الحاكمه وبين امريكا ومن بين هذه الصفقات ايضا صفقة تمرير احتلال العراق2003,لكن اللافت للنظر هو انه وما ان انتهت قمة بيروت في شهر مارس 2002 وقبل ان يجف حبر مبادرة ال سعود حتى شنت اسرائيل عدوانها العسكري على الضفه الفلسطينيه مرتكبه ابشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني وفي الوقت نفسه فرضت الحصار على مهندس " سلام الشجعان" الزعيم الراحل ياسر عرفات والذي لم يخرج من هذا الحصار حيا, حيث توفي عام 2004 بعد حصار ومعاناة من المرض..ملاحظه للتاريخ وبإيجاز مفادها ان مهندس " سلام الشجعان" كان اول ضحاياه وضحايا العقر الصهيوني والغدر العربي..حوصر عرفات في المقاطعه ولم تمد له ما يسمى الجامعه العربيه يد العون وقام الحكام العملاء بمقاطعته وعدم الاتصال به تلبية لطلب جورج بوش انذاك وانسجاما مع المخططات الصهيونيه المستمره حتى يومنا هذا...منذ عام 1993 واتفاقية اوسلو اسس المستوطنون دوله اسرائيليه ثانيه في الضفه التي من المفروض اليوم ان تكون جزء من اراضي الدوله الفلسطينيه ومنذ ذلك الحين ايضا فرض الاحتلال وقائع جديده كثيره على الارض من بينها الجدار العازل الذي دمر جغرافيا التواصل في مناطق الضفه الفلسطينيه ناهيك عن تهويد القدس وليست حصار الاحياء العربيه فحسب لابل حصار وتهويد المناطق المحيطه بالمسجد الاقصى و الاسئله المطروحه انطلاقا من مبادرة عرب الرده هي :هل سيشمل مبدأ تبادل الاراضي القدس وكل هذه المساحات الشاسعه التي احتلتها المستوطنات والمستوطنين في الضفه؟ وهل ابقت اسرائيل شيئا اصلا حتى تفاوض عليه؟ وماهي فحوى ومرجعية هذا الاستسلام" السلام" الذي يعتبره عرب الرده خيارا استراتيجيا؟ وهل يملك هؤلاء الانبطاحيون اوراق ضغط سوى التوسل والتسول على ابواب واشنطن وتل ابيب؟ وما الفرق بين وعد بلفور عام 1917 ووعد "مبادرة" عرب الرده 2002؟
الاجابه على الاسئله اعلاه لا تتطلب معرفه ومشقه خاصه من منطلق أن فاقد الشئ لايمنحه وفاقد القوه لا يمكنه دعم مطالبه وجامعة الدول العربيه تجمع تحت مظلتها انظمة حكم عربيه خائنه وتابعه للغرب وهذه الجامعه الباركه على ركبتيها منذ عقود كانت عاجزه وما زالت عاجزه بالاضافه الى انها مخطوفه من قبل عرب النفط ومحمية قطَّر التي تعيش تحت الحمايه الامريكيه وتنفذ اجندة السياسه الامريكيه في العالم العربي الذي يعاني في الوقت الراهن من الاضطرابات والخراب والدمار لابل ان العالم العربي في هذه الحقبه عاجز عن فعل اي شئ والجاري ان امارة قطر وعرب النفط يجرون الوطن العربي وبما فيه القضيه الفلسطينيه الى الهاويه التاريخيه والى الهدف التي تسعى لتحقيقه الصهيونيه منذ وعد بلفور 1917ومرورا ب نكبة عام 1948 ونكسة 1967 واتفاقية اوسلو1993 وحتى يومنا هذا..ببساطه وعد بلفور صدر في وقت لم تكن فيه فلسطين تحت السيطره البريطانيه والمبادره السعوديه العربيه اقرها حكام عرب خوَّنه ولا يمتون للعرب وفلسطين باي صله والنتيجه ان بلفور منح ما لا يملُك اصلا لمن لا يستحق وعرب الرده فعلوا الامر نفسه عام 2002 بطرحهم مبادرات على ارض ليس لهم ويساومون على حقوق شعب لايمثلونه اصلا لابل ان هؤلاء الطغاه لايمثلون كامل الشعوب العربيه وهم مفروضون فرضا وقسرا على الشعوب بدعم امريكي!.. المنطق البسيط ومبسط يقول : كيف يتجرأ طاغيه عميل الحديث باسم الشعب الفلسطيني في حين انه يحكم في بلاده بالحديد والنار وبدعم وحماية امريكا المعاديه اصلا للقضيه الفلسطينيه؟..امريكا صديقة الحكام وليست الشعوب العربيه وفلسطين مُلك شعبها وملك الامه العربيه والاسلاميه وليست ملك لحكام خونه باعوا الاوطان العربيه وجلبوا الاستكبار حتى يحافظوا على عروشهم!.. ببساطه خسئ امير قطر ووزير خارجيته ومعه امين جامعة العار العربي نبيل العربي.. خسئوا جميعا وفلسطين هذه ليست للمساومه في دهاليس واشنطن الذي يطلب رضاها دوما حكام الرذيله...بلفور لم يملك فلسطين ولم يكن بحوزته اوراق تثبت هذا سوى اسطورة و اكذوبة " الالفين عام"! وحكام محميات امريكا ومشتقاتهم من فلسطينيي الراتب لايملكون اي حق يثبت حقهم بالحديث نيابة عن الشعب الفلسطيني او باسمه... لايحق لمن لايملك شيئا ما او ارضا ما ان يتصرف بها او يمنحها للآخرين الا في حالة العربده والخيانه.. والاثنان: اي الحالتان زائلتان لا محاله!!
من هنا ارى من الضروري وحتى يتعرف القارئ على مهازل عرب الرده وفلسطينيي اوسلو نقل النص الحرفي لما يسمى بالمبادره العربيه الصادره عن قمة بيروت عام 2002 حيث جاء النص كالتالي :"إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته العادية الرابعة عشرة: إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في يونيو 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار إستراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد. وبعد أن استمع إلى كلمة الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعيا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.وانطلاقا من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف:1 - يطلب المجلس من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الإستراتيجي أيضا.2 - كما يطالبها بالقيام بما يلي: أ - الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان. ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. 3- عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي: أ - اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة. ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. 4- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة. 5- يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء، بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار.6- يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.7- يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي".. الى هنا نص المبادره العربيه!!
لاحظوا معنا مرور 11 عاما على رفض اسرائيل لهذه المبادره واستمرارها في الاستيطان والتهويد وبناء الجدارالعازل وتقطيع الضفه والقدس الى كانتونات وإرَّب جغرافيه وزيادة المستوطنين والمستوطنات اضعاف الاضعاف في هذه الفتره وبعد ان فرض الاحتلال الوقائع وشروطه تعود الثلل العربيه الخائنه بطرح المبادره من جديد موخرا2013 في واشنطن مع ادخال تعديلات جوهريه على هذه المبادره التفريطيه اصلا وهذه التعديلات تعترف ضمنيا بوجود المستوطنات في الضفه الفلسطينيه وتُمَّيِع قصدا حق العوده وتتماهى في التغاظي عن ماجرى في القدس من تهويد وتتناسى جوهر قضيه مهمه وهي ان اسرائيل تحتل الارض الفلسطينيه وما زالت مستمره في حصر وحصار الشعب الفلسطيني على اصغر رقعه جغرافيه وتبادل الاراضي يعني تبادل ارض فلسطينيه بارض فلسطينيه اخرى مغتصبه..اسرائيل تسعى لشرعنة وجودها في الضفه من خلال شرعنة سرقة اراضي فلسطينيه اخرى في النقب مثلا او في الجليل او مناطق اخرى في فلسطين التاريخيه.... لاحظوا معنا سخرية التاريخ وافعال عرب الرده ومشتقاتهم من مرتدين فلسطينيين تنازلوا عن ثلثي مساحة فلسطين ومن ثم عن ثلثي الضفه وكامل القدس وهم على استعداد للتنازل عن حق عودة اللاجئين الى ديارهم والاعتراف بيهودية دويلة اسرائيل ولهذا رحبت اسرائيل بما وصفته" بأنه تخفيف في موقف الدول العربية من خطة السلام التي طرحوها عام 2002".. دول عرب الرده وعرب النفط!!
بعد عامين من التصحير من ما سمي بثورات الربيع العربي وتلاعب الرجعيه العربيه بهذه الثورات الذي جرى ليس تحرير لابل هو تصحير للعقل العربي وتثبيت حكم الطغاه والعملاء الذين يريدون الان ضرب القضيه العربيه المركزيه وتلفيق حل ما لها والهدف هو مرة اخرى طلب ود ورضاء امريكا عن هذه الانظمه الخائنه والفاقده للشرعيه اصلا.. الذين صادقوا على مايسمى بالمبادره العربيه عام2002 قسم منهم القتهُ الشعوب في مزبلة التاريخ من امثال حسني مبارك والقسم الاخر ذاهب في اتجاه هذه النهايه والقسم التي تحميه امريكا اصلا لا شرعيه وجود له في كامل الوطن العربي وهو لايمثل سوى ذاته ونهج الخيانه العربيه وعليه ترتب القول ان غلمان عرب الرده اصغر بكثير من ان يمثلوا قضيه بكبر وثقل القضيه الفلسطينيه..يكاد المرء لايرى بالمجهر دويلة قطر وقراصنة التاريخ الذين يحكمون هذه الدويله وعليه ترتب القول ببساطه ان في فلسطين ولفلسطين شعب يطالب بحقه طال الزمن ام قصر وخسئ القراصنه ومشتقاتهم من فلسطينيي الراتب الملتزمون حتى الان بالصمت على ما صرح به عرب الرده و القراصنه..القضية الفلسطينية ليست قضية راتب ولا قضية اقتصاد ووظائف ومعاش وعيشه لابل قضية شعب مضطهد شُرد ظلما من وطنه و يريد استعادة ارضه وقيام دولته المستقلة..شعب يريد العوده الى وطنه..حق العوده... شعب عريق وليس مجرد برميل نفط بشري يسير على قدميه ويحمل على كتفيه راس خائن ورجعي جُل همه تأمين عرشه وضمانة حمايته من قبل امريكا..فلسطين.. نعم محتله ونعم محميه امريكيه..امريكا تحمى الاحتلال الاسرائيلي وتحمي ممالك وامارات عرب الرده.. المحميات الامريكيه بشقيها العربي والاسرائيلي معاديه للقضيه الفلسطينيه.. القضيه الفلسطينيه: من وعد بلفور الى وعد عرب الرده...!!
القضيه الفلسطينيه: من وعد بلفور الى وعد عرب الرده!!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 09.05.2013