المنظمات الدولية تحاول وقف نزيف العنف ضد المرأة عبر دعوة المجتمع الدولي ليكون جزءا من الحلول المبتكرة للقضاء على هذه الظاهرة العالمية.
اعتبر تقرير الأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني الذي يوافق اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أن العنف المسلط على النساء هو عنف قائم على نوع الجنس وهو الموجه للمرأة لكونها أنثى ويشمل الأعمال التي تلحق بها ضررا جسديا أو عقليا أو جنسيا أو التهديد أوالإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية، وواضح أن العنف لا يقتصر على ثقافة معينة أو إقليم معين فالعنف ضد المرأة موجود في كل مكان تقريبا.أعلنت منظمة العفو الدولية، أن أنصارها في جميع أنحاء العالم بدؤوا الاثنين، حملة عالمية في 6 دول من بينها 4 عربية، تستهدف العنف ضد النساء والفتيات الناجم عن العسكرة.وأشارت المنظمة إلى أن الحملة ستستمر 16 يوما وتهدف إلى ممارسة الضغوط على الحكومات لاتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بمنع العنف الجنسي ضد المرأة، بما في ذلك الجرائم المرتكبة من قبل أفراد الأمن، وتركز على بنغلادش وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وسوريا والسودان إلى جانب الأردن.وقالت إن أنصارها سيوجهون رسالة إلى رئيس الحكومة المؤقتة في مصر "تدعوه إلى مكافحة العنف الجنسي والتمييز ضد النساء والفتيات اللاتي يجري استهدافهن وإخضاعهن لانتهاكات جنسية، منذ ثورة 25 يناير 2011، ورسالة مشابهة إلى وزير الخارجية في الأردن تحثه على ضمان وصول آمن للنساء والفتيات السوريات إلى دورات المياه في مخيم الزعتري للاجئين، لمنع تعرضهن للعنف أو التحرش الجنسي".وأضافت أن أنصارها سيوجهون رسالة إلى وزير العدل في السودان تحثه على إلغاء القانون الذي يجيز فرض عقوبة 40 جلدة على النساء السودانيات اللاتي يرتدين ملابس يعتبرها غير لائقة، مثل البناطيل، أو الكشف عن شعرهن، ورسالتين إلى وزيري العدل في بنغلاش وحكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية تدعوهما إلى حماية المرأة من العنف الجنسي، وإلغاء القوانين التمييزية ضدها. وقال مادو مالهوترا، مدير برنامج الهوية الجنسية من حيث الذكورة أو الأنوثة في منظمة العفو الدولية، إن "العسكرة تنطبق على الحالات التي تهيمن فيها القيم العسكرية على المجتمع سواء في سياق النزاع المسلّح أو في وقت السلم، وتنطوي عليها في الكثير من الأحيان عواقب وخيمة على النساء والفتيات وسلامتهن".
وفي السياق ذاته وفي أول رسالة لها كمديرة تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، دعت فومزيلي ملامبو نغوكا المجتمع الدولي ليكون جزءا من الحلول المبتكرة.وقالت: "تنطلق اليوم فعاليات 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث يحتشد الأفراد والجماعات للدعوة إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وشعار هذا العام الرسمي هو "عالم برتقالي في 16 يوما".ممارسة الضغوط على الحكومات لاتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بمنع العنف الجنسي ضد المرأة بما في ذلك الجرائم المرتكبة من قبل أفراد الأمن!!
وحثت نغوكا في رسالتها زعماء العالم على رد فعل يتناسب مع حجم العنف الذي يهدد حياة النساء والفتيات. وأكدت أن غياب المساواة بين الجنسين هو السبب الجذري للعنف ضدهن، "ويجب أن تكون الحلول شاملة ومتعددة الجوانب، تبدأ من المدارس التي تعلم الاحترام للجميع، إلى حصول النساء على الفرص الاقتصادية والعدالة، ووجودهن في قوات لحفظ السلام وكسياسيات، بالإضافة إلى حتمية وضرورة إسماع صوت النساء في جميع أنحاء المجتمع". وأضافت: "العنف ضد النساء والفتيات انتهاك لحقوق الإنسان، وعنف موجه ضد الأسر والمجتمعات والأمم والإنسانية جمعاء، وتهديد للسلام والأمن الدوليين، معترف به من قبل مجلس الأمن الدولي، وقد وصل حجم العنف إلى حد الأزمة، الأمر الذي يتطلب منا العمل جميعا، صغارا وكبارا، نساء ورجالا، ليكون القضاء على العنف ضد المرأة ضمن الأهداف الإنمائية للألفية".وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن نحو 70 بالمئة من ضحايا جرائم القتل هم من الإناث، كما تمثل النساء والأطفال قرابة 80 بالمئة من القتلى والجرحى جراء استخدام الأدوات الجارحة والأسلحة، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أكد أن العنف ضد النساء والفتيات يؤثر على الأفراد، "ويصيب إنسانيتنا في الصميم، ومن أجل مواجهة هذا التحدي العالمي أطلقتُ حملتي، "متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة"، في العام 2008"، معلنا ترحيبه بالأصوات التي تنادي بإنهاء العنف الذي يطال واحدة من كل ثلاث نساء.وبمناسبة هذا اليوم نظمت الهيئات والمؤسسات الرسمية والأهلية في مصر، عدة أنشطة لتحقيق هدف واحد هو القضاء على العنف ضد المرأة بكافة أشكاله المعروفة أو المستحدثة، مثل التحرش الجماعي الذي انتشر في الآونة الأخيرة.
ومن بين هذه الأنشطة قيام مبادرة "فؤادة" بحملة تحت عنوان 'العنف ضد المرأة أوقفوه الآن'، التي تسعى إلى إطلاق فعاليات في عدد من المحافظات والمدن المصرية حتى 10 كانون الأول لتأمين تفاعل المجتمع مع مناهضة العنف ضد النساء والفتيات في مصر.كما نظمت جامعة البلمند ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت حوارا بين طلاب الجامعة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لإلقاء الضوء على هذا القضية، مع التركيز على العنف ضد المرأة في الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان.وأطلق اتحاد نساء اليمن حملة توعوية للقضاء على العنف ضد المرأة، تشمل جميع المحافظات وتستمر 16 يوما. وقال الاتحاد إن تنظيم هذه الحملة، التي ستحمل شعارا اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، وهو "من السلام في البيت إلى السلام في العالم"، تأتي مناهضة للعنف المبني على أساس النوع الاجتماعي!!
من السلام في البيت إلى السلام في العالم.. !!
بقلم : الديار ... 28.11.2013
المصدر : العرب